تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

هل يستطيع أوباما التوسط فى اتفاق سلام شرق أوسطي؟

وكالة الأنباء الصينية - شينخوا : 22/8/2009 

 واشنطن: يسرع الرئيس الاميركى باراك اوباما الجهود للتوسط فى ابرام اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين.

وبينما يتشكك النقاد فى قدرة الرئيس حل التوترات بين الجانبين، قال آخرون إن جهوده لإحياء عملية السلام تنطلق نحو بداية ايجابية.
المحادثات مع الجهة ذات الثقل فى الشرق الاوسط ايجابية
التقى اوباما هذا الاسبوع مع الرئيس المصرى الزائر حسنى مبارك فى البيت الابيض لبحث استئناف محادثات السلام فى الشرق الاوسط، وخاصة بين اسرائيل والفلسطينيين.
وقال اوباما "هناك تحرك فى الاتجاه الصحيح. وأضاف قائلا "اذا كانت جميع الاطراف مستعدة للخروج من المأزق الذى نحن فيه الآن، اعتقد انه ستكون هناك حينئذ فرصة غير عادية لتحقيق تقدم حقيقى. ولكننا لم نصل الى هذه المرحلة بعد".
وفى مؤتمر صحفى مشترك مع الرئيس الاميركى، أعرب مبارك عن رغبته فى المشاركة فى عملية السلام.
وقال "إننا نحاول ونعمل على الوصول الى هذا الهدف، وهو حمل الجانبين على الجلوس معا والحصول على شىء من الجانب الاسرائيلى... والجانب الفلسطينى"، وأشار الى "ربما اذا تمكنا من حملهما على الجلوس معا، نقدم بذلك العون لهما".
لكن البعض يتشكك فى قدرة الرئيس الاميركى على التوسط فى ابرام اتفاق لان الكثير قبله - بدءا من نيكسون حتى كلينتون - فشلوا فى تحقيق ذلك.
وقد قال كريستوفر بريبل مدير قسم دراسات السياسات الخارجية بمعهد كاتو ومقره واشنطن العاصمة إن العبء يقع فى النهاية على عاتق الاسرائيليين والفلسطينيين.
وأضاف "أن سلسلة متتالية من الرؤساء بدءا نيكسون حاولت التوسط لابرام اتفاق سلام بين اسرائيل وجيرانها لكن الامر ينتهى الى ... ما يعتزم الجانبان قبوله".
وأضاف "أن رغبة الشعوب بالمنطقة فى التوصل الى اتفاق لابد ان تكون اكبر من رغبة من هم خارجها".
وقال إنه بالرغم من الآمال فى ان تكون لشعبية اوباما فى المنطقة تأثير، "الا اننى لا اعتقد فى النهاية ان شخصية اوباما من المرجح ان تغير الاشياء".
ومضى يقول إنه اذا ارجع الفضل فى ابرام اتفاق الى رئيس اميركى، سيحدث ذلك لان الجانبين مقتنعان بأن الوقت قد حان.
وغير ان البعض ذكر ان الاجتماع - وهو الثالث من نوعه فى غضون ثلاثة اشهر - كان خطوة ايجابية للامام.
وذكر ستيفن ايه كوك، وهو زميل بارز فى مجلس العلاقات الخارجية، ان الزيارة ترمز الى اذابة الفتور بين الولايات المتحدة ومصر الذى ساد فترة الولاية الاخيرة لإدارة بوش.
وقال كوك "هناك جهده يبذله الجانبان لالقاء سنوات بوش، التى سادها عدم الثقة والخصومة، وراء ظهريهما واقامة علاقة جديدة".
وذكر كوك، فى معرض اشارته الى انتقاد إدارة بوش لمصر فى عدد من القضايا، "ان الفكرة فى مصر بأن الولايات المتحدة تتدخل فى شؤونها الداخلية لا تتفق مع زعامة مصر".
التوقعات مازالت متضاربة
لكن لم يتضح حتى الآن حجم التقدم الذى احرزه اوباما. ويقول كوك إنه بالرغم من النبرة الودية، إلا ان الرئيس لم يحصل على ما يريد من اجتماعه مع مبارك -- تعهد من مصر بتمهيد الطريق أو المساعدة فى تمهيد الطريق للاسرائيليين.
فى الواقع، يحث اوباما الجانبين على تقديم بوادر متبادلة للتغلب على "المأزق" الذى سقطت فيه محادثات السلام. لكن لا يرغب اى من الجانبين فى ان يكون هو الجانب الذى يتخذ الخطوة الاولى.
وأضاف "ان الرئيس محاصر بين هذين الجانبين اللذين لا يريد اى منهما الدخول من الباب اولا".
وتعتقد ايه. هيثر كوين، وهى مسؤولة كبيرة فى مركز الوساطة وحل الصراعات فى معهد السلام الاميركى ومقره واشنطن العاصمة، ان يمكن التوصل الى حل. لكن حقيقة ان الجانبين منقسمان -- اسرائيل يحكمها ائتلاف والفلسطينيين منقسمين بين حماس وفتح -- تشكل عقبة.
وقالت "إن القيادة فى الجانبين مشرذمة وذلك يجعل من الصعوبة بمكان على اى مجموعة التوصل الى اتفاق. وحتى اذا كانت لديهما الرغبة السياسية، فلا احد يسيطر على جميع الفصائل".
وذكرت انه من أجل التوصل الى اى اتفاق، لابد ان يدرك كل من الطرفين ان المأزق الراهن يشكل ضررا على مصالحه ويؤمن بأنه لا خيار آخر الا محادثات السلام.
وأضافت "انه فى الماضى، ربما كان يعتقد الطرفان ان بامكانهما الفوز بدون حل وسط". ومن ثم يعمل اوباما ليثبت لكل من الطرفين ان كل منهما فى وضع يحسد عليه.
وقالت إن اوباما يتحرك نحو بداية جديدة من خلال معالجة القضية مبكرا فى ظل إدارته. وأضافت "انه يرسل الآن جميع الاشارات الصحيحة".
وأعرب ديفيد بولوك، وهو زميل بارز فى معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى والمسؤول السابق بوزارة الخارجية الاميركية، عن تفاؤله إزاء التطورات الاخيرة.
وقال "اعتقد انه مازالت هناك عقبات لكن الامور تتحول الى الافضل".
وذكر اولا ان الولايات المتحدة واسرائيل على وشك التوصل الى اتفاق حول تجميد المستوطنات الاسرائيلية.
وافاد انه نتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة ومصر على استعداد لتشجيع الفلسطينيين على اسقاط اعتراضهم على استئناف محادثات السلام مع اسرائيل.
وأضاف انه بينما ساعدت الولايات المتحدة فى التفاوض لابرام معاهدات رئيسية بالشرق الاوسط فى الماضى - ولعب الرئيس الاميركى السابق جيمى كارتر دور الوساطة لابرام اتفاقية سلام عام 1978 بين اسرائيل ومصر -- مازالت مسألة ما اذا كان اوباما سينجح أم لا رهن المستقبل. ولا احد يعلم الاجابة على هذا السؤال حتى الان".

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.