تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مصر التي في خاطري ...اين هي ؟؟؟؟

 
هل حقاً تل أبيب أقرب إلى القاهرة من دمشق والجزائر!؟... الجواب العاطفي عن هذا السؤال سيكون حتما  ان سائله قد يكون معتوهاً أو حاقداً أو أياً من الصفات التي لا تنمّ عن وضع سليم، فكيف يمكن أن تكون تل أبيب أقرب إلى القاهرة من دمشق والجزائر، اللهم إلا جغرافياً!! ولكن الجواب الواقعي ومن خلال نظرة إلى العلاقات المصرية مع تل أبيب من جهة، ومع كل من دمشق والجزائر يؤكد أن القاهرة تكاد تكون أقرب إلى تل أبيب منها إلى العواصم العربية الأخرى.
بالشكل، الزيارات بين المسؤولين الإسرائيليين والمصريين لا تنقطع، ولاسيما بعد وصول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الحكم في إسرائيل. ونتنياهو نفسه الذي يزور مصر هذه الأيام، زار القاهرة أكثر من مرة، ولاسيما في شهر رمضان، وهي زيارة لم يحظ بها أي زعيم عربي حتى الذين من المفترض أنهم الاقرب من المصريين. وبالمقابل، فإن زيارات المسؤولين المصريين، ولاسيما الرئيس حسني مبارك، إلى الدول العربية، قليلة جدا  منذ عدة سنوات. وكذلك زيارات المسؤولين العرب إلى القاهرة هي الأخرى قليلة بل ومعدومة أيضاً.
بالمضمون، السياسة المصرية منذ عدة سنوات تختلف مع السياسة السورية والعلاقات بين البلدين يشوبها البرود. وهناك اختلاف حول عدة مواضيع من فلسطين إلى لبنان والعراق وصولاً إلى إيران، وهذا ليس سراً. أما مع الجزائر، فإن الأمر ليس أحسن حالاً. فقد تدهورت العلاقات المصرية الجزائرية بسبب "مباراة كرة القدم المؤهلة لنهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا" إلى درجة حرق الأعلام واستدعاء السفراء و....، فهل كانت هذه العلاقات حقاً عميقة وأخوية وتاريخية... وما هو وضعها الآن!؟ ومع الدول العربية الأخرى ليس الوضع أحسن  حالاً، وليست العلاقات المصرية مع أغلب الدول العربية  أفضل بكثير.
بالمقابل، تكاد تنسجم السياسة الخارجية المصرية في عدة مواضيع مع السياسة الإسرائيلية؛ بدءاً بإقامة الجدار العازل على الحدود مع قطاع غزة وردم الأنفاق والمساعدة في استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على المواطنين الفلسطينيين في القطاع، وصولاً إلى الموقف من إيران. ومنذ عدة سنوات، قلما نجد موقفاً سياسياً رسمياً مصرياً يهاجم الاحتلال الإسرائيلي، ولكن بسهولة يمكن تعداد الكثير من الموقف الرسمية ومشاهدة الحملات الإعلامية التي استهدفت في فترات مختلفة دولاً عربية مثل سورية والجزائر وغيرهما.
ومن كان يتابع الإعلام المصري قبل أشهر، قبل وأثناء مباراة مصر والجزائر في كرة القدم المذكورة أعلاه، يمكنه ببساطة أن يلاحظ النزعة المصرية الفرعونية التي كان يغذّيها. لم يتحدث الإعلام المصري خلال رفع معنويات فريقه عن الأصول العربية والأخلاق العربية والإسلامية، بل عن الفراعنة، و"أحفاد الفراعنة"، وقد رأينا ما حدث بين البلدين من جراح تحتاج ربما لسنوات لمداواتها.
ورغم ذلك، فالشعب المصري لم ينكفئ وليس معزولاً عن محيطه. يدرك الشعب المصري أن إسرائيل عدوه الوحيد، وأن دماء السوريين والجزائريين والمغاربة والعراقيين امتزجت في حروب كثيرة مع دماء المصريين، دفاعاً عن قيم ومبادئ وأهداف مشتركة. يرغب الكثيرون من المصريين بزيارة دمشق والجزائر وبيروت وغيرها من العواصم العربية، أجل، ولكن ليس تل أبيب رغم سنوات التطبيع الثلاثين الباردة التي مرّت.
التساؤل الذي يقلق الكثيرين من الذين يحبون مصر ويغارون عليها ويخافون على ابنائها هو لماذا يتراجع الدور المصري ويتقلص وزن مصر وتنكفيء  عن محيطها العربي ومصر درّته، وما هي  أسباب نومها مطمئنة في كهف الذئب، رغم اننا  نعلم  جميعا أن ذلك ليس في مصلحتها ولا في مصلحة الشعب المصري ولا في مصلحة الشعب العربي والأمة العربية.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.