تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

سيدي المفتي... إليك مني سلاماً

 

حملتُ على كتفيَّ رسالة العشق الكبرى لبلدي سورية وجُلتُ في صقاع الأرض أنشر رسالة الحب والسلام السورية، أدمى قلبي جرح فلسطين النازف.. أبكتني الأيام على أطفال العراق ونساء العراق ونخل العراق.. هزني في العمق موت آلاف الأبرياء تحت سحق قنابل ورصاص الاحتلال.

 

ودعاني الواجب الوطني إلى ركوب الصعاب وتحمل المشاق كي أوصل صوت السلام والعدالة والحق السوري إلى شعوب العالم التي ما عرفت عن وطني السوري الكبير إلا ما عملت دولة الكيان الصهيوني على بثه في عقول الناس عبر إعلامها الذي يزيف التاريخ والجغرافيا والدين..

 

ولأن بلدي هو بلد العيش المشترك، بلد المحبة والتسامح والمساواة، ارتفع صوتي عالياً عبر المنابر الدولية وعملت على استحضار العديد من الوفود للتعرف على حقيقة وطني عن قرب..

 

وكنت يا سيدي المفتي أحمد بدر الدين حسون من أهم الركائز الفكرية التي استطاعت أن تقدم لهذه الوفود وجه سوري حضاري يقاوم كل وجوه الشر والعدوان في العالم.. قلت : سورية.. وقلت : الإسلام .. وقلت:  الحب والإيمان..

 

أبكيت العديد منهم حباً وإيماناً..قالوا: أيدينا إليكم ممدودة معاً لنصنع السلام، قالوا: لله در إسلامكم ما أعدله وما أنصفه، قالوا: أهذا هو الإسلام ويحنا كيف كنا نجهله..

 

لله درك سماحة المفتي إيمانك فاق الحدود، لله درك يا سيدي كيف استطعت أن تزرع حب هذا الإسلام في قلوب سكنها الحقد على كل ما يجري من إرهاب باسم الإسلام، لله درك يا سيدي المفتي أبكيت الحاخام والقسيس إيماناً ومحبة وصدقاً، عاهدوك باسم اليهودية والمسيحية أن ينقلوا لرعيتهم حقيقة الإسلام كما عرفوها منك وبك، عاهدوك على نصرة الحق، وقدموا للشعب العربي المسلم كل الاعتذار عما اقترفته يد الشر بحق الأبرياء..

 

سيدي المفتي ؛

وأنا العربية السورية المسيحية يحملني إيماني إليك لأسمع منك في كل مرة مدى تمسكك الوثيق بإيمانك الإسلامي الإنساني العميق، وفي كل مرة يزداد معك إيماني بعظمة بلادي سورية منجبة الأبطال والقادة والعلماء..

 

يسوؤني يا سيدي أن تضيق بعض القلوب عن احتمال كل هذا الحب فتغلق منافذ الرحمة والتسامح وتنقض غائبة الضمير لتنال بالكذب والبهتان رمز من رموز الخير في أمتي ألا وهو سماحتكم . ولكني تعلمت في أولى أبجدياتي أن الأنبياء والأولياء والشرفاء منذورين للعذاب.

 

سيدي المفتي

أحمل إليك حب كل من عرفك ، واحترام وتقدير كل من حاورك، وإيمان كل من قابلك، وأستنجد بقرآنك وإنجيلي وتوراتهم ليبقى فجر الإنسانية ساطعاً في محياك..

سيدي المفتي؛ إليك مني سلاماً..

بقلم : هند عبود قبوات

مجلة الثرى- العدد 217 تاريخ 24-1-2010 السنة السادسة

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.