تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مصر والجزائر: إعادة الاعتبار أم تأكيد الفوز؟

 

تتجه الأنظار يوم الخميس القادم إلى ملعب «أومباكا بايرو دي نوسا سينيورا دا غراسا» في العاصمة الأنغولية بنغيلا، حيث يخوض منتخبا مصر والجزائر لكرة القدم مباراة حاسمة و"حسّاسة" في نصف نهائي بطولة كأس الأمم الإفريقية للتأهل للمباراة النهائية.
وقد تأهلت الجزائر إلى مباراة نصف النهائي بعد تغلبها على ساحل العاج بثلاثة أهداف لهدفين بعد الوقت الإضافي، فيما تأهلت مصر على حساب الكاميرون بثلاثة أهداف لهدف سجله في مرماه خطأ اللاعب المصري احمد حسن.
وتعد المباراة القادمة بين المنتخبين المصري والجزائري "حسّاسة" جداً لأن أبعادها تتجاوز حماسة كرة القدم لتصل إلى السياسة والاقتصاد والعلاقات الثنائية.
وفيما سيسعى المنتخب الجزائري إلى تأكيد الفوز الذي حققه على نظيره المصري قبل أقل من شهرين في 18تشرين الثاني (انتزع بموجبه بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم في جنوب إفريقيا لعام 2010)  وكان ذلك في أم درمان في السودان بهدف وحيد للمدافع عنتر يحيى في أجواء مشحونة تخللت اللقاء وألقت بظلالها على العلاقات السياسية بين البلدين، سيحاول المنتخب المصري إعادة اعتباره في مباراة ثأرية، لاسيما وأنه يلاقي الفريق الجزائري على أكتاف الأسود الكاميرونيين.
ونُقل عن مدرب المنتخب الجزائري رابح سعدان قوله إنه: «في المباريات الثلاث التي واجهنا فيها مصر في التصفيات، الأمور جرت على ما يرام ودون أي مشكلات في الملعب. يجب التوقف عن الحديث عن مشكلات بين مصر والجزائر».
وربما هو على حق، فالمشكلات لم تحدث فعلا بين لاعبي المنتخبين على أرض الملعب، بل بين مشجعي المنتخبين.حيث رافق المباريات الثلاثة التي جرت في الجزائر والقاهرة والسودان أعمال شغب وعنف من قبل مشجعي الطرفين أدت إلى تردي الأوضاع بين البلدين وتضررت المصالح الاقتصادية وتم استدعاء السفيرين ولم تعد العلاقات إلى طبيعتها إلى الآن. وفيما ذكر أن السفير الجزائري عاد إلى القاهرة قبل يومين، فإن السفير المصري لدى الجزائر لم يعد إلى سفارته حتى الآن.
وأعلنت الحكومة الجزائرية من جانبها عن إرسال ألف مشجع الى انغولا استعدادا لمباراة الخميس، بينما أعلن اتحاد الكرة المصري عن إرسال ثلاثمئة مشجع، ودعا الجماهير الى مؤازرة المنتخب الوطني.
ويمكن لأبناء رابح سعدان تكرار تجربة السودان في انغولا، بعدما تلقوا دعما معنويا كبيرا من جماهيرهم الذين أضحوا فخورين بهذا الفريق الذي أعاد الأفراح إلى كل الجزائريين بلا استثناء.
ويرى البعض إن مجرد إجراء المباراة بين مصر والجزائر يمثل إعلانا لفشل سياسة المقاطعة التي كانت النخبة السياسية والفنية والرياضية المصرية أعلنتها ضد الجزائر في أعقاب مباراة أم درمان التي انتهت بخسارة المنتخب المصري.
ومما لاشك فيه، أن الإعلام الذي لعب دوراً كبيراً في "التجييش" في المباريات الثلاث السابقة، سيكون له التأثير  السلبي الكبير قبل المباراة المقبلة إن لم يضع عقلاء البلدين حداً له، أو إن لم يتم "عقلنة" تغطيته لاستعدادات  الفريقين من الآن إلى موعد المباراة. 
وكنّا نتمنى لو أن المباراة القادمة بين المنتخبين الشقيقين ستجري على نهائي كأس الأمم الإفريقية، ليكون الكأس عربياً أياً يفز في المباراة، ولكن شاءت الظروف أن تكون في نصف النهائي.

وما نرجوه هو أن يخوض المنتخبان العربيان هذه المباراة بروح رياضية عالية بعيداً عن التشنجات والحساسيات السابقة وأن يقدما مباراة عالية المستوى تليق بسمعة كرة القدم في البلدين وبفريقين يقتربان من كأس القارة الإفريقية ويضمّان في صفوفهما لاعبين يلعبون في أرقى الأندية العالمية، وأن تكون المباراة مباراة مصالحة وأخوة وليست استكمالا لمعركة الشرخ السابقة

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.