تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ما هي أسوأ وظيفة في العالم

قبل سنوات قرأت دراسة لم أعد أذكر من أجراها نشرتها صحيفة لم أعد أذكر اسمها تقول إن «أريح» وظيفة في العالم هي التي فاز بها شاب كان عمله أن ينام في سرير في صالة عرض مفروشات ليري الزبائن كم هو مريح هذا السرير.

 
موظف الحكومة لا يحتاج الى سرير مريح لينام، فهو يستطيع النوم جالساً في مقعد والفرق بينه وبين لاعب شطرنج ان لاعب الشطرنج يتحرك بين ساعة وأخرى. لذلك نجد أن الموظف التقليدي لا يشرب قهوة في ساعات الدوام لأنها تمنعه من النوم.
 
وأعترف بأنني أبحث منذ سنوات عن وظيفة لا أعمل فيها شيئاً، ولكن الناس الذين لا يعملون شيئاً أخذوا كل هذه الوظائف، لذلك فأنا لا أزال أكتب والقارئ لا يزال يقرأ لسبب غامض أرجح أنه تعذيب النفس.
 
ما هي أسوأ وظيفة؟ لا أعرف ما هي أسوأ وظيفة في العالم، غير أنني قرأت على موقع الكتروني عن أسوأ عشر مهن في الولايات المتحدة.
 
في المرتبة العاشرة موزع بريد ومعدل راتبه السنوي 50041 دولاراً.
 
في التاسعة قارئ عدادات (مثل الماء والكهرباء) و33170 دولاراً.
 
في الثامنة عامل بناء و29200 دولار.
 
في السابعة سائق تاكسي و22113 دولاراً.
 
في السادسة عامل تنظيفات و31183 دولاراً.
 
في الخامسة لحّام (من لحام الحديد) و34122 دولاراً.
 
في الرابعة مزارع يعمل في إنتاج الألبان و32114 دولاراً.
 
في الثالثة عامل حديد في المباني و32123 دولاراً.
 
في الثانية حطّاب (يعمل في قطع الخشب) و32114 دولاراً.
 
في المرتبة الأولى عامل صيانة في منصات البترول أو الأنابيب و31133 دولاراً في السنة.
 
أسوأ وظيفة بين ما سبق هي أفضل من أفضل وظيفة في بلدان العالم الثالث، ومنه العالم العربي. والواقع أن أقل دخل سنوي في القائمة السابقة، وهو لسائق التاكسي، يزيد على مرتب وزير في بلدان كثيرة.
 
والمرتب ليس كل شيء، فالفرق الأهم بين أسوأ وظيفة أميركية وأفضل وظيفة عربية، أن الأميركي يعمل في جو من الحرية، وهو لا يتردد في إبداء رأيه في الإدارة والرئيس، ولا يخاف أن يكون الراكب مخبراً يحاول الإيقاع به. بل ربما كان من المؤسف أن جميع الذين يفهمون في السياسة وسبل الحكم في الولايات المتحدة هم من سائقي التاكسي أو الحلاقين، وليسوا من أعضاء الكونغرس.
 
ما هي أسوأ عشر وظائف في العالم العربي؟ لم أسأل لأجيب، وانما أترك للقراء أن يختاروا، وأرجح أنهم يستطيعون أن يطلعوا بمئة وظيفة في بلادنا كل منها أسوأ من الوظائف العشر السيئة في الولايات المتحدة.
 
في بلادنا هناك مسمّيات لوظائف ولكن لا عمل، وهو ما يعرف باسم «البطالة المقنّعة» التي قد تتخذ شكل وظيفة حكومية صاحبها ليس له مكتب في الدائرة التي «يعمل» فيها ولا ينتظر منه أن يحضر إلا لتلقي مرتبه البخس في آخر الشهر. ثم هناك شركات في دول عربية ثرية تضطر الى استخدام مواطنين محليين لملء «الكوتا» المطلوبة، مع علم الجميع بأن الموظف المحلي لا يعمل لأن الشركة الأجنبية لا تستطيع طرد مواطن محلي موظف، والنتيجة أن تزيد نفقات إنتاج ما تُصنِّع الشركة ويتحمل بقية المواطنين عبء المواطن العامل.
 
طموحي الشخصي أن أعمل في الحكومة، وهو كلام يناقض بعضه بعضاً لأن لا عمل لدى الحكومة، ثم ان الحكومة نفسها لا تعمل، ومع ذلك تتهم بكذا وكيت ورئيس الوزراء لا يستطيع ان يقول دفاعاً عن النفس «هو احنا عملنا حاجة». وإذا لم يكن ففي شركة أجنبية مضطرة ان توظف مواطنين مثلي. وإذا لم يكن هذا وذاك أنتظر أن أخلف عبده في العمل بعد أن سمعت الذي سأل: متى ستوظفون شخصاً يملأ الفراغ الذي تركه عبده؟ وكان الجواب: عبده لم يترك أي فراغ.
 
سمعت عن رجل يشغل وظيفة من نوع ما سبق ألح ابنه الصغير عليه بأسئلة عن نوع عمله، وتضايق الأب في النهاية وقال انه لا يعمل شيئاً. وفكر الابن وعاد يسأل: كيف تعرف عندما تنتهي من العمل.
 
حتى إذا كان الموظف لا يعمل شيئاً فهو يظل يواجه علاقة غير منطقية، حتى لا نقول عملية، مع شركته، لأنه إذا طلب زيادة في المرتب يستغنون عنه، وإذا طلب إجازة يقولون انهم لا يستطيعون الاستغناء عنه.
 
كيف المخرج؟ الموظف الذكي، وهو لو كان ذكياً لكان صاحب عمل وعنده موظفون، هو الذي يعمل بما يكفي حتى لا يطرد من العمل، ويقبض ما يكفي حتى لا يفكر في الاستقالة.
 
وأخيراً، فالعمل خير من البطالة لأن العاطل من العمل يبدأ «وظيفته» ساعة يستيقظ من النوم.
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.