تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010

 

انطلقت مساء يوم الخميس 28-1-2010 فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة العربية تحت شعار:
«الثقافة العربية وطناً.. والدوحة عاصمة»
بعمل فني ضخم «أوبريت بيت الحكمة» الذي يسترجع عهد الخليفة العباسي المأمون والذي كان زمانه العصر الذهبي للحضارة والثقافة العربية وانفتاحها على حضارات العالم، حيث أمر بتأسيس مكتبة وبيت للعلم أسماه «بيت الحكمة» وأمر أن تجمع فيه كل معارف العالم وتتم ترجمتها إلى اللغة العربية من اللغات اللاتينية والإغريقية والسريانية والهندية والصينية، وقد قدمت العمل فرقة إنانا للرقص السورية، وقام بأداء الأدوار الدرامية نخبة من الممثلين السوريين والقطريين.
وقد رعى حفل اطلاق الاحتفالية الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر وعقيلته الشيخة موزة بنت ناصر المسند، وحضره الرئيس بشار الأسد وعقيلته السيدة أسماء الأسد، والشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة بالإضافة إلى 1200 شخصية رسمية وضيف من رجال الثقافة والعلم والفكر في العالم.
ومن المقرر أن تضم احتفالية «الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010» عدداً من الفعاليات المتنوعة يبلغ عددها 76 فعالية مقسمة إلى أربعة أجزاء تغطي كل منها فترة ثلاثة أشهر، وتشمل هذه الفعاليات: «المسرح – السينما – الغناء - الشعر – الكتاب – قسم خاص بالأطفال» بالإضافة إلى استضافة عدد كبير من الأسابيع الثقافية لعدد من الدول العربية سيكون أولها الأسبوع الثقافي السوري الذي سيتضمن عروضاً راقصاً «الإلياذة الكنعانية» وعدداً من الأمسيات الموسيقية (فرقة شيوخ سلاطين الطرب الحلبية – فرقة رشا رزق – المطرب عمر سرميني والمطربة وعد بوحسون) وأمسيات شعرية للشاعر عمر الفرا والشاعر حسن بعيتي، ومعارض فنية وعروضاً للازياء بالإضافة إلى عرض افلام سينمائية، ويليها أسابيع ثقافية لكل من لبنان والمغرب وغيرها، بالإضافة إلى اسابيع ثقافية لدول غير عربية (إيران – الهند – فنزويلا – أذربيجان.. وغيرها).
وقد وضعت اللجنة العليا المنظمة لهذه الإحتفالية رسالة تبغي توصيلها من خلال هذه الفعاليات هي:
- تسليط الضوء على العمق التاريخي والحضاري والتراثي لمدينة الدوحة.
- إبراز المظاهر التي يتجلى فيها دعم الثقافة بمختلف مجالاتها.
- إشاعة قيم الانفتاح والتسامح، والتواصل والحوار مع الحضارات والثقافات الأخرى.
- الاهتمام بالهوية الثقافية الوطنية باعتبارها جزءاً أصيلاً من الثقافة العربية.
كما وضعت اللجنة أهدافاً تسعى لتحقيقها منها:
- التعريف بالتراث الثقافي في قطر.
- إبراز ثراء الثقافة العربية بمخزونها التراثي وإبداعاتها المعاصرة.
- المشاركة الفعالة لقطاع الشباب خلال عام 2010 وإبراز تعبيراته الثقافية.
- إيلاء ثقافة الطفل اهتماماً خاصاً.
- توفير الظروف المناسبة لإبراز التعبيرات الثقافية لذوي الاحتياجات الخاصة.
- البحث في الآليات التحفيزية التي تضمن أكبر تفاعل ممكن من قبل الجمهور مع فعاليات هذا الحدث الكبير.
وقد بدأ تقليد العواصم الثقافية عام 1985، على أساس تشجيع المدن الأوروبية على تطوير الإبداع الثقافي، عندما بادرت وزيرة الثقافة اليونانية الشهيرة «ملينا ميركوري» بطلة الفيلم العالمي »ليس.. بيوم الأحد أبداً» بفكرة العاصمة الثقافية إلى مؤتمر وزراء الثقافة للمجموعة الأوروبية، وقد حظيت أثينا في العام نفسه بشرف اختيارها عاصمة للثقافة الأوروبية.
ونبعتْ فكرة العواصم الثقافية من المؤتمر الذي عقدته الأمم المتحدة في المكسيك عام 1982 حول السياسات الثقافية حيث جرى إقرار «العقد العالمي للتنمية الثقافية» (1988 -1997) الذي يركز في فلسفته على ضرورة الترابط بين الثقافة والتنمية، إضافة إلى ضرورة إجراء حوار ثقافي بين الشعوب، يحترم مقومات الهوية الثقافية الوطنية، ويراعي التنوع بين الحضارات على أساس وحدة القيم الجوهرية للبشرية.
وتم إقرار برنامج العواصم الثقافية بطلب مـن المدير العام لمنظمة اليونسكو خلال اجتماع اللجنة الدولية الحكومية للعقد العالمي للتنمية الثقافية في دورتها الرابعة في باريس عام 1994.
وتبنت المجموعة العربية في اليونسكو عام 1995 والمنظمة العربية للثقافة «الأليكسو» مشروع «عاصمة الثقافة العربية» حيث يتم كل عام اختيار إحدى العواصم العربية لتكون عاصمة للثقافة وتم اختيار 15 مدينة لتكون عاصمة حتى الآن هي: (القاهرة 1996 - تونس 1997 - الشارقة 1998 - بيروت 1999 - الرياض 2000 - الكويت 2001 - عمان 2002 - الرباط 2003 - صنعاء 2004 - الخرطوم 2005 - مسقط 2006 - الجزائر 2007 - دمشق 2008 - القدس 2009 – الدوحة 2010).
إن المشاركة السورية الكبيرة في احتفالية الدوحة عاصم الثقافة العربية والحضور المميز للرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته لحفل اطلاق الاحتفالية لا يعكس عمق علاقة الصداقة التي تربط بين السوريين واشقاءهم القطريين فحسب، بل هو ترجمة للدور الذي تلعبه سورية في دعم وتنمية الحراك الثقافي العربي باعتباره مكوناً أساسياً في عملية تقدم الإنسان والتنمية المستدامة، والمكانة المميزة التي يحتلها المبدعون السوريون في الحركة الثقافية العربية، والاهتمام الكبير وحسن الذائقة الثقافية التي يتمتع بها الشعب السوري.
مبارك لقطر اختيار الدوحة عاصمة للثقافة العربية للعام 2010، اختيار موفق وصائب لما للدوحة وقطر وقيادتها من دور كبير في دعم الثقافة وتبنيها وانتاجها في مختلف جوانبها ومن كافة الدول العربية.
ونختم بقول وزير الثقافة والفنون والتراث القطري د. حمد الكواري في انطلاق الاحتفالات: «... إن قافلة الثقافة العربية تحط برحالها في دوحة العرب ولؤلؤة المشرق العربي قادمة من القدس الشريف التي احتفلت بها العرب جميعاً عاصمة للثقافة العربية في 2009 وحال العدوان البغيض دون الاحتفال بها بين أهلها وتاريخها المجيد... إن القدس تسلمت المشعل من دمشق مدينة فجر التاريخ وبوابة الحضارات الإنسانية التي حملتها سرايا الثقافة مع الفتوحات التي عانقت مشارف الصين شرقاً وداعبت أمواج الأطلسي غرباً... سعادة للشعب القطري أن يكون معهم في حفل افتتاح فعاليات الدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010 قائد سورية العزة والكرامة الرئيس بشار الأسد».

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.