تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

إسرائيل عندما تسكرها القوة

ربما من حسن الحظ أن غطرسة القوة لا تترك لإسرائيل مجالا كي تحسب خطواتها، كي تعرف أنها تسير في طريق فنائها المحتوم. الحصار والعدوان الوحشي على غزة والتنكيل بالفلسطينيين ناهيك عن الاحتلال نفسه والتعامل العنصري مع مواطنيها الفلسطينيين، وكذلك الاعتداءات على لبنان وسورية والسودان كلها تدل على قوة غاشمة أدمنت غض العالم بصره عن جرائمها.

 
اغتيال محمود المبحوح القيادي في حركة حماس في دبي دليل جديد على السلوك الإسرائيلي الذي يرتكب جرائمه دون ان يحفل بانتهاكه للقانون الدولي. إذ لم تكتف إسرائيل باغتيال رجل دون محاكمة، بل اغتالته في دولة ثالثة وبجوازات مزورة لدولة رابعة .. جملة من الجرائم الدولية اقترفتها إسرائيل دفعة واحدة في سبيل إثبات ردع مزعوم تتوهم انه سيوقف طلاب الحق من المطالبة بحقوقهم.
 
الدول، مثل الأشخاص تماما، لديها سمعة، وتحكمها اعتبارات أخلاقية من المفترض أن تسعى لصيانتها والمحافظة عليها. السمعة الحسنة هي القوة الناعمة التي تجلب الاحترام والمكانة اللائقة بين الأمم. أكثر سكان هذا الكوكب، خلا قلة من المتطرفين والسياسيين الانتهازيين، لا يرون في إسرائيل إلا إجرامها وعنصريتها واستخفافها بالشرعية الدولية. لا يخفى على الإسرائيليين أنفسهم بان المزاج الشعبي العام في كل دول العالم تقريبا يمقتها. بل إن كره إسرائيل تحول إلى كره لليهود في دولهم الأصلية خارج إسرائيل.
 
في الأشهر الماضية، خسرت إسرائيل واحدا من أهم حلفائها: تركيا. وستخسر، دون شك، مزيدا من الحلفاء ما دامت تتصرف كطفل مدلل يرغب في الحصول على كل شيء وإلا ملأ الدنيا صراخا. وحتى تقرير تقصي الحقائق الأممي حول الحرب الأخيرة على غزة الذي اتهمها بجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية والذي اجري برئاسة الجنوب أفريقي غولدستون لم يسلم من وصمه باللاسامية رغم أن غولدستون نفسه، وياللمفارقة، يهودي.
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.