تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

عام 2010 السنة الدولية للتقارب بين الثقافات

 

أصدر المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) في ختام دورته الرابعة والثلاثين التي عقدت في باريس ما بين 16-10 إلى 2-11 2007 القرار رقم 46 توصية باعتماد سنة 2010 سنة دولية للتقارب بين الثقافات من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقد أحيلت هذه التوصية إلى الأمم المتحدة التي قامت بمناقشته في دورتها العادية الثانية والستون في 17-12-2007 وأصدرت قرارها «باعتماد سنة 2010 السنة الدولية للتقارب بين الثقافات»، وأوصت «بتنظيم مناسبات ملائمة خلال تلك السنة تتعلق بالحوار والتفاهم والتعاون بين الأديان والثقافات من أجل السلام».
كما شجعت الجمعية العامة الدول الأعضاء على النظر « في المبادرات التي تحدد مجالات يتعين اتخاذ إجراءات عملية فيها في جميع القطاعات وعلى جميع المستويات الاجتماعية، من أجل تشجيع الحوار والتسامح والتفاهم والتعاون بين الأديان والثقافات».
صدرت في العقد الأخير من القرن العشرين العديد من النظريات السياسية/الاجتماعية التي أعقبت ثورة الاتصالات والعولمة والتي تنبأت بأن القرن الواحد والعشرين سيشهد تغييراً جذرياً في الحضارات والمجتمعات البشرية.
فقالت إحدى المدارس بأن العولمة ستلتهم الحضارات الفردية لمصلحة حضارة جديدة هي حضارة العولمة التي ستلغي الحضارات الوطنية للشعوب وكان أبرز منظريها البروفسور الأمريكي «فرنسيس فوكوياما» ضمن نظريته التي وضعها في كتابه «نهاية التاريخ».
في حين قال المدرسة الثانية بأن القرن الواحد والعشرين سيشهد صراعاً بين الحضارات المختلفة والتي ستكون الصفة العامة لمسيرة الحياة الإنسانية وكان أبرز منظري هذه المدرسة البروفسور «صموئيل هنغتون» في كتابه «صراع الحضارات».
وقد كان رد الفعل العام رافضاً لهذه الأطروحات بشكل كبير، حيث دعا العديد من المفكرين والمثقفين والسياسيين إلى الحفاظ على التنوع والتعدد الثقافي البشري وتعزيزه في وجه العولمة (سيما العولمة المتوحشة)، كما دعوا إلى العمل على تعزيز حوار الحضارات وفهم وقبول الحضارات الأخرى كوسيلة أساسية لمنع أي سيناريو كارثي محتمل لصراع عام بين الحضارات والثقافات الإنسانية.
وقد لعبت الأمم المتحدة دوراً أساسياً جامعاً في الدفاع عن التنوع الثقافي البشري وحفظ السلام العالمي من خلال الحوار الحضاري وتقبل الآخر ومن المفيد تقديم عرض بانورامي لنشاطات الأمم المتحدة في هذا الخصوص.
يأتي قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن «إعلان سنة 2010 سنة دولية للتقارب بين الثقافات» من ضمن سلسلة من القرارات التي تهدف إلى تعزيز الحوار بين الحضارات بدأت منذ العام 2001 حيث أصدرت الجمعية العامة قراراتها بشأن البرنامج العالمي للحوار بين الحضارات في 9-11-2001 وبشأن تعزيز التفاهم والانسجام والتعاون الديني والثقافي في 19-12-2003 وبشأن تشجيع الحوار بين الأديان في 11-11-2004 وبشأن القضاء على جميع أشكال التعصب والتمييز القائمين على أساس الدين أو المعتقد في 19-12-2006 بشأن تشجيع الحوار والتفاهم والتعاون بين الأديان والثقافات من أجل السلام في 20-12-2006.
كما رعت الأمم المتحدة عبر منظمة اليونيسكو عدداً من المؤتمرات والملتقيات وورشات العمل لتعزيز الحوار بين الحضارات والحفاظ على التنوع الثقافي ضمن مستويات عدة إقليمية وعالمية وصولاً إلى مستوى الحفاظ وفهم دور وتأثير الثقافات في مسيرة الحضارة الإنسانية ومن هذه الفعاليات:
  • مؤتمر وزاري دولي حول الحوار بين الحضارات «البحث عن مفاهيم جديدة» في (الهند) 9 & 10 7-2003.
  • مؤتمر دولي «العولمة بوجه إنساني مفيدة للجميع» في (اليابان) 30 & 31 7-2003.
  • مؤتمر للخبراء «ثقافة الإبداع وبناء مجتمعات المعرفة» في (روسيا) 9-11 11-2003.
  • منتدى لأوربا ودول المتوسط «الصراع بين الحضارات لن يحدث» في (فرنسا) 17-19 1-2004.
  • مؤتمر أكاديمي للحوار بين الحضارات والثقافات في (اليمن) 10 & 11 2-2004.
  • الأمية والجهل الجديدان – كيف نعيش سوية ضمن العولمة في (إسبانيا) 6-8 9-2004.
  • الحوار بين الحضارات «الإسلام والغرب» في (كندا) 6-8 5-2005.
  • رعاية الحوار بين الحضارات والثقافات عبر إجراءات دائمة وبناءة في (المغرب) 14-16 6-2005.
بالإضافة إلى العديد من المنتديات والملتقيات والمؤتمرات الخاصة بمناطق جغرافية إقليمية وقارية.
وقد أتبعت الأمم المتحدة هذه المؤتمرات بإصدار عدد من المنشورات التي تتضمن أعمال هذه المؤتمرات والتوصيات التي خلصت إليها وقامت بالاستفادة منها بالإضافة إلى تقارير الأمين العام لليونسكو والقرارات الصادرة عن الجمعية العامة لوضع استراتيجة عامة لتعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات وقد اعتبرت الأمم المتحدة في استراتيجتها هذه أن الجهل وعدم المعرفة بحضارة وثقافة الآخر هي المسبب الأساسي للتحامل والضغينة الموجودة بين أبناء الحضارات والثقافات المختلفة، وقد أوصت بنشر التراث الثقافي للشعوب المختلفة والتعريف به كوسيلة أساسية للقضاء على الجهل وبالتالي نشر الاحترام لثقافة الآخر وتقبلها وإنشاء حوار حقيقي بين الثقافات، وقامت لهذا الهدف بإطلاق السنة الدولية للاحتفال بالتراث الثقافي.
وختاماً إن بلدنا سورية - إحدى أهم حواضن التنوع الثقافي في العالم، وتلعب دور النموذج الحي للتعايش والمحبة والمودة والإخاء والعيش المشترك وحرية ممارسة الشعائر والعبادات والفنون الفلكلورية والشعبية الذي يمكن تطبيقه في العالم أجمع - ستقوم سورية بالمشاركة في السنة الدولية للتقارب بين الثقافات بشكل فاعل عبر التعريف بهذه الحقائق سواء عبر برنامج اليونسكو والأليكسو والأسيسكو للحفاظ على التراث العالمي حيث تم إضافة ستة مواقع سورية جديدة منها (قلعة سمعان – قلعة الحصن – قلعة صلاح الدين ...) إلى قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، وعرض اللقى الأثرية المتعددة والكثيرة المهمة في تاريخ الإنسانية والتي وجدت في سورية بالإضافة إلى إقامة أسابيع ثقافية متنوعة داخل وخارج البلاد.
 
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.