تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ترفيع مدير عام الجمارك لرتبة (صنديد)!!.

من حق مصطفى البقاعي مدير عام الجمارك أن يرسم لنفسه الصورة و(البرستيج) اللذين يعجبانه، كأن يظهر أمام مديرة الشؤون الإدارية وأحد موظفيه ومستخدمه بمظهر المدير الصنديد أو (المدعوم) فوق اللزوم، لكن ليس من حقه أن (يتنمر) على صحفي أويطرُد أياً كان من مكتبه الذي مازلت أعتقد وسأبقى أنه مؤسسة عامة لا ملكية خاصة أو مزرعة ورثها سيادته!!.

حقيقة، مامن مشكلة أن نُطرد، إذ طالما اعتدنا ردات فعل كهذه، وتعاملنا معها كواحدة من ‏(اكسسوارات) المهنة بل مُتعها أيضاً في بلد مازال موظفه البيروقراطي يحاول تفصيل الصحافة على مقاسه الضيق، وفي ظروف عمل لا يرانا فيها الكثيرون أكثر من (شبورة) تحجُب الرؤية أو ضاربي طبل ونافخي مزمار أو شهود زور أو (عارضي حالجية)!!. ‏
ما كنا لنطلب من سعادة مدير عام الجمارك في زيارتنا له صباح الخميس الماضي وثائق، أو ما شابه ذلك لأننا نعرف مسبقاً أن حرية الوصول إلى المعلومة هي ترف لا نحلُم به عموماً، فكيف الحال في مؤسسة أشبه بمغارة علي بابا؟. ‏
نُلقي تحية الصباح على سعادته ليكتفي بإيماءة (فوقية) من رأسه، نُبارك له بالمنصب فيرد بتجهم، وما إن طلبنا مجرد استفسار عن (حالة فساد) موثقة لدينا حتى انفجر المسكين في وجوهنا، ولم يوفر سيادته مُفردة في هجومه على الصحافة، ثم ختم (العراضة) بطردنا ثلاث مرات (طرداً بائناً)، وباستدعاء مدير مكتبه في محاولة تثير الشفقة (لتخويفنا)، وبعدها لا يتردد في الشكوى منا وعلينا، وفي اختلاق مالم يحدث بتاتاً أو ما لم ينجح في جرنا إليه وعلى مبدأ (ضربني وبكا.. سبقني واشتكى)، وكأننا أطفال نلعب في حارة (كل مين إيدو إلو) ولانتعامل في اطار مؤسسات!!. ‏
وإذا كان البقاعي لم يسمع بتعميم السيد رئيس مجلس الوزراء بتسهيل مهمة الصحفيين، ولا بالتجاوب الفوري والمتكرر للسيد وزير المالية مع ما تطرحه الصحف، ولا يعرف مهام الصحافة وحدودها ودورها، وهي صحافة الناس دافعي الضرائب الذين يمولون رواتبه وبنزين سياراته وإصلاحها وبدل سفراته فتلك مصيبة، وإذا كان يعرف ولا يأبه بسطوة المنصب الجديد طبعاً، فعندئذ تكون المصيبة أعظم!!. ‏
لا نطلُب اعتذاراً ممن لا يملك جرأة الاعتذار العلني وفروسيته لكنه يسعى إليه من تحت الطاولة. ‏
ولا نطلُب من أحد أن ينتصر للصحافة والصحفيين.. لأن صحافة تخاف المُتنفذين الغاضبين لا تصلُح أن تكون جرائد حائط، لكننا نُطالب بالانتصار لمؤسسة تدّر المليارات على الخزينة العامة.. مؤسسة نخشى أن تكون هاربة من تحت الدلف إلى تحت المزراب، والعوض بسلامة هذا الوطن!!.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.