تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الحكومة الإسرائيلية كلها ليبرمان

كثر حكام إسرائيل هذه الأيام الحديث عن سورية، وفرص الخوض في محادثات سلمية معها.

وفي هذا السياق يلجأ بعضهم إلى أسلوب التهديد والوعيد الذي اعتادوه وسيلة للتعامل مع الآخرين، وخاصة أن هؤلاء يحددون مواقفهم على أسس عنصرية، وعلى خرافات لا يتفوّه بها سوى ذوي العقول غير السليمة وهم كثر في حكومة نتنياهو. ‏
 
ويلجأ آخرون، ممن عايشوا تجارب الماضي، وخبروا مواقف سورية وسياساتها وعنادها في الدفاع عن الأرض والحقوق دون أي تفريط، إلى أسلوب التهدئة والإيحاء بأن إسرائيل على أتم الاستعداد للبدء بمحادثات سلمية، وهؤلاء لهم أهدافهم وأجنداتهم الداخلية والخارجية، وهم يقولون: لنتحدث عن السلام، ولنفعل بعد ذلك ما نريد، فالعالم يراقبنا. ‏
 
ونتنياهو، وهو رأس العنصرية والعدوان، يطرب لمطلقي التهديدات ويسكت أمام الداعين للتهدئة، لا لأنه يريد التهدئة، وإنما ليظهر أمام الخارج على انه رجل سياسة، علماً أن كل الأدلة تؤكد أن ما ينطق به دعاة التهديد والوعيد هو بالضبط ما يريد ان يقوله نتنياهو، بقصد رفع رصيده بين المتشددين الإسرائيليين الذين باتوا يشكلون أغلبية الشارع الإسرائيلي، وبمعنى أدق، فالحكومة الإسرائيلية كلها ليبرمان ولانداو، وكيف لا تكون كذلك وهي حكومة عنصرية بامتياز وكل ما فيها يعبر عن النزعة العدوانية والاحتلالية، وعن الحقد على العرب. ‏
 
وسورية تعرف كل ذلك عن حكام إسرائيل، وتعرف كل ألاعيبهم ومناوراتهم، وهي تتعامل معهم كأعداء، ولا يمكن ان يكونوا غير ذلك في نظرها. ‏
 
على هذا الأساس، فسورية متحفزة دائماً سواء هدد المسؤولون الإسرائيليون أو عملوا على التهدئة. والسلام بالنسبة إلى سورية هو استعادة الأراضي المحتلة أولاً وقبل أي شيء آخر، وليسمّ ذلك حكام إسرائيل ما يسمونه، علماً انه ليس شروطاً مسبقة بل حق وشرعية دولية. ‏
 
وعندما تستعاد الأراضي المحتلة، يقوم الأمن بشكل تلقائي، هذا ما يجب أن يقرّ به نتنياهو وطاقم حكومته لكي يحل السلام الحقيقي. ‏

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.