تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ما زلْتُ أنتظرُ الوردةَ الحمراء فهَلْ من متبرِّع؟

مصدر الصورة
sns

 

محطة أخبار سورية

من قال أن وجود الخيارات يعني حتما وجود الحب؟ ...القصة قصة قدر قرر التدخل.. ليضع حدا لخفقان قلبين ..شعارهما الاوحد ..ما أجمل الفوضى.. ما أجمل العبثية.. اللاشرعية ..اللامنطقية .. ما أجمل أن ترسم مخططا لحياتك ..فيأتي شخص ويغير لك كل هذه المخططات في لحظة ..

 

اليوم هناك شي ما يقودك ..يسلبك إرادتك ..تيار يجرفك باتجاه ما ..أنت تريد عكسه تماماً ..لكنك تجد نفسك مندفعاً إليه بكلتا يديك ، بكل عواطفك ..هو بكل تجلياته وانعكاساته مخالف للواقع ..مناف للحقيقة..معه الرجوع صعب ..والبقاء شقاء ..معه لا تستطيع الرجوع ..ولا تستطيع البقاء ..

اليوم تتغير الحياة التي كتبت لها الاستقامة منذ الولادة ، والتي لم تنقطع فيها صلة الوصل يوما مع حبل السرّة.

 

اليوم تنقلب سنوات العقدين وينقطع حبل السرّة وتصبح مخططات العمر عبثية، فوضوية، وتصبح العودة غير آمنة، والطريق وعرة ، والنظرات متربصة ، وأمام كل ما يحيط بك تصبح هذه الفتاة العابرة "ضائعة" لا تعلم أهي على التراب تمشي أم بين السماء والأرض هي معلقة .

 

اليوم تتذكر أن كلمة ألقيت على مسامعها ذات صباح غيرت نمط حياتها وتفكيرها،كلمة مختلة لا هي عظيمة ولا هي عقيمة : صباح الخير يا حلو".

نادرا ما تلتفت.. أو تسترعي انتباهها كلمات الغزل ..فصوت فيروز الذي يعشش في أذنها لا يجب أن يطغى عليه صوت آخر ..لكن الصوت هذه المرة كان مختلفا ومختلفا جدا ..

 

فالكلمة لم تخرج من فم شاب استهوته فتاة جميلة ..ولا هي خرجت من فم عجوز رأى في وجه هذه الفتاة إحياء لحياة مسلوبة ومطعونة ولا هي خرجت من أفواه مشابهين، فما الذي يدعو الناس للانتشار في السابعة صباحا على مفارق الطرق ليلقوا كلمة على مسامع فتاة عابرة.

 

التفتت..ابتسمت ..وكلمة واحدة فقط قالت... "بكير لسه عليك".. طفل ينتظر باص المدرسة..يحمل حقيبته على ظهره.. ما الذي دفع هذه الطفل لإلقاء هذه الكلمة على مسامع الفتاة؟

احتمالان لا ثالث لهما:

إما أن جمال الفتاة لفت انتباه طفل بعمر الزهور وإما أن الطفل يملك إرادته تماما ويعرف ما يفعل وهو يستعجل حرق المراحل ليصل مرحلة الحب أو المرحلة التي يستطيع من خلالها..ممارسة حياته دون حسيب أو رقيب .

 

مهما كانت الاحتمالات..فإن كلمة هذا العاشق الصغير طرحت أسئلة لطالما تهربت منها.. اكتشفت كم هي ضعيفة وكم هي تستصعب الامور وتحولها إلى عقدة اكتشفت كم الحب ممكن ..وكم كانت منه قريبة ... فهذا طفل وهي فتاة بالغة..

 

اليوم أقول لطفل زرع ابتسامة ورسم انطلاقة البداية ..تمهل صديقي:

فعندما تكبر ستصدم يوما بفتاة تقول لها "أحبكِ" بينما لن تبادرك هي بذات الكلمة لأنها هي الأخرى تلهث وراء حبيب آخر تستجديه وتقول له صباح مساء أحبك بينما قلبه معلق بأخرى وهكذا حتى تكتمل بانوراما القلوب المنكسرة.

 

ستجد أن الحب الذي يستهويك ويأخذ حيزاً من تفكيرك جزء منه منفعه متبادلة بين شاب وفتاة وفي بعضه تغطية للمحكوم وغير المشروع وإذا ما بلغ الذروة تهاوى أمام أول عاصفة كلامية تنشب بين الطرفين .

ستجد حبا هو بالاسم موجود لكن رغبة تغلفه،وهناك من يريد الاستحواذ عليك وسلبك من الآخر لأنه يعتبرك ملكا له ، ليتناسى في لحظة ذكورية مئات الكتب التي قرأها عن الأنثى وحرية الأنثى.

 

لكن كم جميل لك أن تبلغ الحب الذي لم يحقق المصحلة المتبادلة بين الطرفين فتجد غنياً أحب امرأة فقيرة وتجد امرأة صغيرة أحبت رجلاً يكبرها بسنوات رغم خياراتها المفتوحة.

ما زلت أنتظر الوردة الحمراء ..فهل من متبرع..

سناء إبراهيم

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.