تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

السيد نصر الله: التهديدات... والمواجهة

ألقى قائد المقاومة السيد حسن نصرالله كلمة في الذكرى السنوية للشهداء القادة في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت عبر شاشة عملاقة يوم 16-2-2010، بدأها بتوجيه التحية إلى قادة المقاومة الذين استشهدوا (السيد عباس الموسوي – الشيخ راغب حرب – عماد مغنية) وقال أن عنصر الشباب يجمع بين هؤلاء القادة الذين كانوا «منذ الصبا كان لديهم وعي مبكر بقضية الصراع مع العدو الإسرائيلي بمسألة القدس وفلسطين، ومنذ الصبا كان هناك الاندفاع ليكونوا جزءا من المسؤولية وجزء من العمل وجزء من العطاء وجزء من التضحية» وقال أن هؤلاء القادة الشباب تركوا جيلاً من «الشباب الواعي الشباب المسؤول الشباب الجاد الشباب الفاعل الشباب المستعد للتضحية الشباب الذي يحمل هم وطنه وشعبه وأمته ومقدساته وكرامته هو عنصر القوة الأساسي الذي نمتلكه».
واستغرب أمين عام حزب الله كيف أن الأسئلة نفسها حول الحياد والاعتماد على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لحماية لبنان ضد إسرائيل ما زالت تطرح في حين أنه «في مواجهة الطغاة والمستبدين والمحتلين والغزاة كل التاريخ يقول لا يحمي أرضك وشعبك وكرامتك إلا قوتك»، وشدد أن الذي يحمي لبنان هو شعبه جيشه ومقاومته.
وفيما يخص التهديدات الإسرائيلية المتكررة أشار السيد حسن أن «إسرائيل عندما تريد أن تعتدي على بلد ما فهي لا تحتاج إلى ذرائع.. وإذا كانت بحاجة إلى ذريعة فهي قادرة أن تصنعها، وهي تنظم عملية اغتيال فاشلة في أي مكان في العالم وتحمّل حزب الله المسؤولية وتهجم على لبنان، أو تحمّل الإخوة الفلسطينيين المسؤولية وتهجم على غزة، ويمكن أن تحمل سورية المسؤولية وتهجم على سورية».
وأعطى سماحة السيد وجهة نظره بالنسبة لإسرائيل: «بعبارة موجزة نحن نقول يمكن اختصار توصيف الوضع الاستراتيجي الذي تعيشه إسرائيل منذ فشل عدوان تموز على لبنان وفشل الحرب على غزة، بأن إسرائيل تعيش مأزق عدم القدرة على فرض السلام وعدم القدرة على شن الحرب، فهي ليست قادرة على أن تفرض سلاماً بشروطها، وشروطها مثلا لا يريدون أن يرجعوا الجولان إلى سورية.. وهذا أيضا ينطبق على مزارع شبعا وتلال كفرشوبا فضلاً عن الأراضي الفلسطينية المحتلة.. وأيضاً عدم القدرة على شن الحرب؛ كل ما نشهده بعد حرب تموز وبعد حرب غزة من مناورات وتدريبات أمر طبيعي نتيجة الفشل الذريع الذي لحق بالجيش الإسرائيلي.. اليوم عندما يريد الإسرائيلي الذهاب إلى حرب هناك شرط أساسي منذ اليوم وصاعدا ًاسمه النصر الأكيد والمضمون والقطعي وليس النصر المحتمل، يعني لا يعمل حربا مع غزة إذا ليس لديه انتصاراً أكيداً ولا يعمل حرباً مع لبنان إذا ليس لديه تأكّدا وقطعا أنّه سوف ينتصر، وكذلك مع سورية وكذلك مع إيران».
وقال سماحة السيد «لا أخفف من قوة وقدرة إسرائيل ولكن أقول أننا أيضا في لبنان وفلسطين وسورية وإيران وفي المنطقة نحن أقوياء إلى حد أنّ إسرائيل لا تستطيع أن تشن حرباً ساعة تشاء. لا يكفي أن يكون لديها احتمال قوي بالإنتصار فهذا ليس كافياً وهذه مغامرة. الجيش الإسرائيلي وكل إسرائيل باتت لا تتحمل أي انتكاسة جديدة لأنّ هذا يعني بداية النهاية، وأنا رأيي أنّ بداية النهاية بدأت في تموز وبدأت في الحرب على غزة، لكن أي انتكاسة جديدة يعني أنّ إسرائيل أصبحت "نزولا" بقوة، وهذا يفهمه الإسرائيليون جيداً».
والعدو الصهيوني يعمل على اتجاهين لحل عجزه عن شن الحرب ساعة يشاء «لذلك هو يذهب لرفع قدراته فيأتي بسلاح جديد وتجهيزات جديدة ويجري تدريبات ومناورات.. بالمقابل فإنّ سياسته هي العمل على منع ارتقاء القدرة والجهوزية عند الأطراف الأخرى، هذا كيف يحققه، مثلا سورية تزداد مع الوقت قوة، وإيران تزداد مع الوقت قوة، وحزب الله يزداد مع الوقت قوة، فصائل المقاومة الفلسطينية يزدادون مع الوقت قوة».
كيف سيمنع (الإسرائيلي) ازدياد هذه القوة؟ عنده ثلاث وسائل أساسية:
  • التهويل بالحرب والتخويف.. يهدد سورية لأنه يتهمها بأنها تعطي سلاح وصواريخ لحزب الله، يهدد إيران بالحرب، يهدد الحكومة اللبنانية بالحرب. التهديد بالحرب لمنع اكتمال الجهوزية واكتمال القدرة.
  • العمل على الموضوع الأمني، قتل القيادات المفصلية في موضوع جهوزية الحرب.
  • خيار الفتنة فالعائق الأساسي أمام أي مصالحة فلسطينية هو إسرائيل، وخيار الفتنة في لبنان وإلاّ لماذا يطلع ليبرمان ليؤكد المنحى الإسرائيلي الذي بدأ منذ زمان ليتهم حزب الله باغتياله الحريري.
وأكد السيد نصر الله أن التهديدات وسيل التهديدات الإسرائيلية «هي بالأعم الأغلب أقرب إلى كونها حرباً نفسية وتهويلاً لإخافة الشعب اللبناني والحكومة اللبنانية وإخافة المقاومة لمنعها من أن تزداد قوة، وهي من جهة أخرى استنهاض للوضع المعنوي في داخل الكيان الصهيوني واستنهاض للجيش والشعب ومحاولة إقناع الناس من خلال المنبر أنّ إسرائيل قوية ومقتدرة وهي تهدد وترعد وتزبد»، ودراسة لغة التهديد الإسرائيلية تعطي «انطباع إذا كانوا جادين فيما يقولون أنهم خائفون، بالحد الأدنى هنا مكسب سياسي ومعنوي ونفسي مهم.. اليوم إسرائيل الخائفة تقول: إذا فعلتم نفعل».
إن الرد على التهديد الإسرائيلي يجب أن يكون بتهديد أقوى منه وأعطى مثالاًَ التهديدات الإسرائيلية الأخيرة ضد سورية حيث قال سماحة السيد انه عندما هدد إيهود باراك سورية بالحرب «ويبدو أنّ رد الفعل السوري ليس مرتبطا فقط بتصريحات إيهود باراك بقدر ما يمكن أنّ هناك رسائل إسرائيلية أوصلها بعض الوفود الأجنبية لسورية وفيها تهديد، وتقديري أنّ الجواب الذي طلع ليس ردا على موقف إعلامي وإنّما على رسائل تمّ إبلاغها لسورية.. الذي رد على التهديدات الإسرائيلية هو وزير الخارجية السوري الأستاذ وليد المعلم، أي ليس قيادة القوات المسلحة ولا رئيس الجمهورية وعادة وزارة الخارجية هي أكثر جهة دبلوماسية ومعنية بتدوير الزوايا والحديث المرتب أي أنعم جهة بأي دولة والتي هي وزارة الخارجية هي التي ردت على التهديدات الإسرائيلية وأعتقد أنّ ذلك كان مقصوداً ولم يكن صدفة وقالوا للإسرائيليين إذا اعتديتم علينا ستواجه كل مدنكم الخراب والدمار، وأنا متأكد أنّ الإسرائيليين فوجئوا بالرد السوري وأنا متأكد أنّ الحكومات العربية فوجئت بالرد السوري لأنّه لم يكن ردا فيه شيء من الدبلوماسية على الإطلاق ومكشوف كثيراً وواضح وشفاف، لكن ماذا كانت النتيجة؟ بعدها بساعتين لم يبقَ أحد في إسرائيل إلا طلع وقال، طلع بنيامين نتنياهو وباراك وكلهم، طلعوا يتبرأوا مما قاله ليبرمان وايهود باراك قام يصلح "حَكْياته"، وصار كل المناخ في إسرائيل أنّه : كلا الهدف الإستراتيجي لنا هو عقد سلام مع سورية، وكل القصة أنّ وزير الخارجية ردّ عليهم».
وفيما يخص التهديدات الإسرائيلية للبنان فقد رد زعيم المقاومة على التهديدات الإسرائيلية للبنان ومقاومته وبناه التحتية بالقول: «أنا اليوم أقول للاسرائيليين ليس إذا ضربتم الضاحية سنضرب تل أبيب، إذا ضربتم مطار الشهيد رفيق الحريري الدولي في بيروت سنضرب مطار بن غوريون في تل أبيب، إذا ضربتم موانئنا سنقصف موانئكم، وإذا ضربتم مصافي النفط عندنا سنقصف مصافي النفط عندكم، وإذا قصفتم مصانعنا سنقصف مصانعكم، وإذا قصفتم محطات الكهرباء عندنا سنقصف الكهرباء عندكم».
وختم السيد كلمته بالقول: «هكذا نواجه التهديد.. نواجهه ليس بالتراجع ولا بالاختباء ولا بالخوف وإنما بالوضوح وبالثبات وبالاستعداد وبالتهديد أيضاً. أعود وأؤكد لا نريد حرباً، لم نرد في يوم من الأيام حرباً، نحن مقاومة كانت تقاتل لأن تحرر أرضها وأسراها ولم نكن نريد أن نذهب في يوم من الأيام إلى حرب، ولكن نحن معنيون أن ندافع عن بلدنا، ومعنيون أن نثبت في أرضنا وأن نحافظ على كرامة شعبنا وأمتنا».
ونختم بقول السيد حسن: «.. نحن في لبنان مقاومة وجيشاً وشعباً قادرون على حماية بلدنا ومن دون مساعدة أحد».

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.