تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

عندما تصبح سورية "ميزان المشرق"

مصدر الصورة
sns - النشرة الإلكترونية اللبنانية - الثورة

 

محطة أخبار سورية

قال الكاتب اللبناني نسيم الخوري "تكاد ردود فعل بعض الساسة في لبنان على لقاء (الأسد، نجاد، نصر الله) تتجاوز حدود اللياقة بل تختزن الجنون، بينما الأمر الطبيعي مباركة دمشق لهذا اللقاء لقدرتها على جمع الأصابع والزنود التي تعرف أن تقول لا في أزمنة التآمر والتراخي حيث لا عقد ولا مفاصل ولا أصابع، بل استغراق في الكلام الملتبس والأفعال الناقصة التي لا عدل فيها أو إنصافاً، وإلا.. كيف نقرأ ويقرأ معنا زعماؤنا وسياسيونا المرتجلون الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي مجاهراً بالحقيقة المرة في هآرتس 5/3/2010 عندما كتب «لا تريد إسرائيل سلاماً مع سورية، تعالوا ننزع جميع الأقنعة عن وجوهنا ونقول الحقيقة كما هي، تعالوا نعترف بأننا لا تعجبنا أي صيغة سوى السلام مقابل السلام، وتعالوا نعترف أمام أنفسنا، على الأقل بأننا غير مستعدين للتخلي عن الجولان، وليكن ما كان.. جميع الكلام هدر وجميع الوسطاء هدر، وجميع الجهود هدر، وانتهى الأمر».‏

 

لا لم ينته الأمر!‏

 

وأضاف الخوري في مقال نشرته صحيفة الثورة والنشرة الإلكترونية اللبنانية "أن تصبح سورية ميزان المشرق فوق اللسان الأميركي أمر ملفت لأنها كانت قبل عامين مهددة وفي المحور الذي أسماه الرئيس الأميركي السابق محور الشر وأن يتفوه جيفري فليتمان بالقول: إننا كنا نتصور أنفسنا وكأننا نحاصر سورية فإذا بنا نجد أنفسنا محاصرين من سورية، أمر أكثر من لافت، وفيه إقرار بالنجاح الكبير الذي لطالما حققته الشقيقة سورية على المستويين الداخلي والخارجي في سياستها الحكيمة الموزونة الأميل إلى الصمت".‏

 

وتابع الخوري يقول "أن يكون الرئيس بشار الأسد رجل العام أمر عظيم ووسام يمكن أن يرفعه المرء فوق صدر كل سوري أو لبناني أو عربي، حيث سورية عاصمة كل الأعوام ومفتاح السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والكل يعرف مكانة سورية في هذه المنطقة كما قال ساركوزي، أمر أو حضور سوري تحولت معه خارطة الشرق الأوسط من مشهد إلى آخر وبدا الشرق الأوسط جديداً فعلاً لكن جوهرته المقاومة من ناحية والإصرار على السلام من خلال تنفيذ قرارات مجلس الأمن ومبدأ الأرض مقابل السلام من ناحية أخرى، كل هذا يرجعنا إلى الكلام المؤسس فوق لسان البابا بولس الثاني الذي اعتبر سورية درة الشرق".‏

 

وأوضح الخوري أن هذا الكلام يتم لأمرين: "الأمر الأول، تذكير بعض بقايا اللبنانيين أو فتاتهم بنعمة الصمت إن لم نقل الخرس في رمي الأحجار نحو سورية المشغولة بفتح حدودها لاغية تأشيرات الدخول مع تركيا وإيران، بينما هؤلاء منشغلون بالتحقيق مع أي عصفور يقطع الحدود بين الشقيقين، حيث الدبلوماسية عداوة وجمود وندية متعجرفة غالباً ماتكون في سلوك هؤلاء بفتح النون، ومحصورة بحركة السفير السوري الذي هو على الدوام في موقع النقد والنقض مهما فعل وكيفما نطق، في الوقت الذي تصاب عيون هؤلاء بالعمى في البصر والبصيرة تجاه مايحصل من خروقات إسرائيلية يومية للسيادة اللبنانية وشبكات المخابرات والعملاء وتجاه العربدة الإسرائيلية في سماء المنطقة، وآخرها تلك الفضائح والخروقات الاسرائيلية التي كشفت الأغطية عن الفضائح التي خرقت كل السقوف والقوانين الدولية والدبلوماسية وأحرجت الدول الكبرى مع عملية اغتيال محمود المبحوح القيادي في حماس في مدينة دبي التي تجاوزت حجمها بأدائها في التحقيقات وصوغ المشهد بتقنية عالية".‏

 

وأضاف "أما الأمر الثاني توق لبناني للاقتداء بالنجاح السوري الذي بني على الاندماج الوثيق بين القيادة والشعب الموحد حول العروبة كمبدأ وموضوع مقدس يتقدم بمضامينه على مجمل المواضيع، ويجمع عليه الكل في سورية وخارجها على مستوى الشعوب العربية".‏

 

وقال الخوري "قلنا المستوى الداخلي الذي يعني القوة واللحمة، عندما كان بعض لبنان يفلش لسانه وعقله منصة للانقضاض على أبناء العمومة والأشقاء في سورية دون أي حساب لأي مستقبل لبناني خاص أو عربي عام".‏

 

وأوضح "يعني استقلالية القرار حيث السيادة الحقيقية في السلوك السوري السياسي الذي ينبع من الكرامة واحترام الذات، ولا يزدوج أو يلحن في قضايا التضامن العربي، والتركيز على الهوية العربية والعروبية".‏

 

وبين الكاتب اللبناني أن "سورية تؤكد وحيدة على امتلاك القوة التي تساعدنا في الحصول على السلام العادل والشامل، ولأن جوهر السلام في العرف السوري ليس المفاوضات والتنازلات فقط بل هي المقاومة أيضاً، هكذا نفهم الشجاعة السورية والرفض السوري الذي لا يعني رفض السلام، بل رفض أي فكرة تنتقص من السيادة والكرامة والقرار الحر، حيث بقيت دمشق عبر تراجعات من الأنظمة سبابة للعرب تقول لا عندما تنحشر الأصابع الكثيرة للبصم على التنازلات المتكررة الكثيرة".

نسيم الخوري.. كاتب لبناني

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.