خلال متابعتنا في إعداد ملف عن الاستثمار في القطاعات المختلفة تحضيراً للمؤتمر العربي للاستثمار الذي عقد مؤخراً في دمشق واجهتنا العديد من الصعوبات والتي يمكن إجمالها باختصار حيث تمثلت في أن المعنيين بملفات الاستثمار في القطاعات المختلفة غير مخولين بالحديث للصحافة وكنا نصطدم دائماً برفض التعاون معنا بموجب تعاميم صادرة عن السادة الوزراء وبضرورة العودة إلى المكاتب الصحفية في وزاراتهم والتنسيق معهم بهذا الشأن وللعلم فإن هذا التنسيق يحتاج إلى أيام تقصر أو تطول في غالب الأحيان وبعد فوات الأوان، حتى وإن كان الملف الذي يجري إعداده يدخل في إطار الترويج للمطارح الاستثمارية نجد أن الموظف المعني غير قادر على تزويدنا بأي معلومات توضيحية فكيف إذا كان المطلوب هو الحديث عن الصعوبات التي تواجه المستثمر في أحد القطاعات فإنه يعتبر من المحرمات بالنسبة للمعنيين ويمكن أن يتم تزويدنا أحياناً بالمطلوب ولكن دون الإشارة إلى المصدر لكي لا يتعرض إلى الضغط من قبل مرؤوسيه.
إلى أن جاء الصدى للعديد من تساؤلاتنا على لسان الشيخ صالح كامل رئيس مجلس الغرف السعودية من خلال الكلمة التي ألقاها في افتتاح أعمال الملتقى وما حملته من شفافية وصدق في تشخيص واقع الاستثمار لدينا ومعاناته مع الإقرار بتوفر كل البيئة الملائمة له من استقرار سياسي وقوانين مشجعة تعتبر من أفضل القوانين في العالم.
هذا الصدق إن دل على شيء إنما يدل على أن الشيخ صالح هو من أهل البيت ولم يعتبر نفسه ضيفاً أو مستثمراً فقط فقد كان واضحاً ولم يجامل بل إنه لم يأت ليستمع فقط كغيره من الكثيرين من المدعوين أو من المستثمرين وإنما أقرن قوله بالفعل حيث أعلن عن تأسيس شركة (فرص سورية) برأسمال قدره عشرون مليون دولار وتعهد بتغطية 50% منها مع شركاء عرب على أن يغطى النصف الآخر مستثمرون سوريون حتى أنه لم يكتف بذلك وإنما اعتبر أن الاستثمار في الدول العربية والإسلامية ما هو إلا عبادة وفرض عين وليس كفاية فهل نحتاج بعد لموظف يخشى من تزويدنا بمعلومات تتعلق بالاستثمار لدينا أو حتى بالصعوبات التي تواجهنا، باعتقادي لم نعد بحاجة وإنما الحاجة تتطلب من المعنيين قراءة موضوعية ومتأنية لما قاله الشيخ ومضى خاتماً قوله (إذا كان شوقي ابن النيل قال في دمشق: آمنت بالله واستثنيت جنته- دمشق روح وجنات وريحان)
فماذا أقول وأنا القادم من البطحاء.
