تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

التلفزيون والمرأة السورية كما تريده الدكتورة مية الرحبي

 

وجهت الدكتورة مية الرحبي، انتقاداً شديد اللهجة إلينا نحن العاملين في الإذاعة والتلفزيون، نظراً لغياب أي برنامج فاعل وفعلي عن المرأة، وقد أدهشتني في بحثها الذي قدمته في المركز الثقافي العربي في المزة عن واقع المرأة في المشهد الثقافي السوري، من خلال ما أوردته من إحصائيات هامة، من بينها أنه لايوجد في الفضائية السورية سوى برنامج واحد يحمل عبارة (نساء)، ولا تدري إذا كان عن المرأة أم لا، لأنها لم تتمكن من مشاهدته. ووجهت عتباً شديداً للزميلات اللواتي يعملن في موقع الإدارة ، وبالاسم ، وخاصة السيدة ديانا جبور، لأنهن لم يلتفتن إلى برامج المرأة، رغم التهمة الرائجة (بتأنيث الإعلام)!
والدكتورة مية الرحبي واحدة من النساء النشيطات والجريئات، وهي طبيبة مختصة بالأمراض القلبية، ولكنها أيضاً أستاذة جامعية، وكاتبة روائية وقصصية، ودخلت الدراما أيضاً من باب الكتابة، فيما دخلت ابنتها إيناس حقي الدراما من باب الإخراج. وهم أسرة صديقة لي منذ سنوات طويلة، وأعرف جيداً كيف حملت الدكتورة مية هذه الأعباء في أعمالها الإبداعية!
وأنا أريد أن أطرح هنا مجموعة تساؤلات (ذكورية )، عن معنى برامج المرأة، وعن معنى تأنيث الإعلام، وعن معنى تخصيص الكلام للمرأة وعنها في كل حديث!
فأنا لا أعتقد أن المرأة تنفصل عن المجتمع، إلا من حيث بنيتها وخصوصيتها الفيزيولوجية. وقد ثبت عملياً أن المرأة لم تحجب عنها كل المهن، حتى مهنة (سائق عمومي)، وبالتالي أود أن أشدد وأروج لفكرة أن أي معاناة للمرأة لاتنفصل عن معاناة الرجل ضمن واقع صعب تواجهه بلادنا منذ الاستقلال. وأبرز معطياته وجود مسائل ومهمات وطنية لاتنتهي، أي أن استكمال المهمات الاجتماعية الأخرى يأتي ببطء، ولن نشهد قفزات من هذا النوع خارج القفزات التي يحققها المجتمع بشكل عام!
وسأبوح بمسألة خاصة بنا نحن الذين نعمل في الثقافة والأدب، فقد اندفعت المرأة بقوة في مختلف مجالات الحياة والثقافة حتى في قريتنا. وإذا كانت المرأة قد وصلت (وقد كتبت هذا في صحيفة (تشرين) منذ سنوات) إلى أكثر من منصب في الإذاعة والتلفزيون : ديانا جبور، شادن حمدان ، سمر شما ، فيوليت بشور، راما حجاب، سهير السرميني ، فاتن سمير، عزة الشرع .. إلخ ، فإن هذا الوصول لم يكن مخططاً، كما أعتقد، وإنما كان في إطار البحث عن كادرات قدمت نفسها، أو اشتهرت بالعمل التلفزيوني أو الإذاعي!
وقد يحصل في مرحلة قادمة أن يتراجع العدد إلى الصفر أو يزداد، دون أن يعني ذلك أن هناك انعطافاً في التعامل مع المرأة. أما بالنسبة للبرامج، فأنا أنصح أصحاب القرار أن لايبحثوا عن برامج خاصة بالمرأة أو الرجل، بل أن يهتموا ببرامج تتعلق بالجيل، وهو الأهم.
نحن نواجه مشاكل جيل، غير معزولة عنها مشاكل المرأة الخاصة جداً، كموضوع منح الأم الجنسية لابنها، وموضوع الحضانة وغيرها، وهي مشاكل تحل ضمن إطار حل مشاكل الجيل كله ومن بينها: تحديث القوانين، وقد تابعت وأنا في سيارتي برنامجاً للدكتورة لينا الحمصي في إذاعة القدس كان المتصلون بها من الذكور أكثر بكثير من الإناث، وذلك لأنها تعاملت بجرأة مع كل قضايا الفقه.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.