تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أهلاً بالرئيس الأرميني سيرج سركسيان

 

يحل في دمشق الرئيس الأرميني «سيرج سركسيان» ضيفاً عزيزاً كريماً، وتأتي زيارة الرئيس سركسيان بعد تسعة أشهر على الزيارة التاريخية للرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته إلى أرمينيا في 17 و18 حزيران/يونيو 2009، والتي وصفها الرئيس سركسيان بأنها: «زيارة تاريخية وتفاهمنا تام.. وصداقتنا مثال لجميع الشعوب وتمتد جذورها إلى عمق التاريخ».
وفعلاً فإن علاقات الصداقة بين الشعبين السوري والأرمني قديمة قدم نهري دجلة والفرات الذين ربطا ما بين الشعب الأرمني في منبعه والشعب السوري في جزيرتهما بروابط الحضارة والثقافة والديانة والتجارة والتاريخ السياسي المشترك، وهي علاقات راسخة رسوخ جبل «آرارات» المقدس عند الشعب الأرمني والمحترم والمقدر من قبل كافة الأديان السماوية باعتباره جبل «الجودي» الذي رسى عليه فلك سيدنا نوح.
فسورية وأرمينيا كانتا لفترات طويلة جزءاً من كتلة سياسية واحدة (الإمبراطورية الفارسية – الإمبراطورية الرومانية – الإمبراطورية البيزنطية – دولة الخلافة العربية الأموية – دولة الخلافة العربية العباسية – دولة السلطنة العثمانية) بالإضافة إلى فترة حكم الملك ديكران الأول (96 - 55 ق . م) الذي امتد حكمه إلى جنوب دمشق وكانت أنطاكية إحدى عاصمتي ملكه، وفترة حكم الملكة زنوبيا ملكة تدمر التي امتد حكمها ليشمل الهضبة الأرمينية، حيث كانت تحمل لقب زنوبيا ملكة تدمر وأرمينيا وكيليكيا.
وعزز العلاقة ما بين الشعبين الهجرات الأرمنية المتواترة إلى سورية التي بدأت منذ القرن السادس الميلادي وتقوت آصر العلاقة مع حماية الخلفاء العرب الأمويون للأرمن في وجه الاضطهاد الديني الذي كانوا يعانوا منه نتيجه رفضهم للاعتراف بالسلطة الروحية لبيزنطة – القسطنطينية، واستمرت مع تجذر الشعور لدى الشعب الأرمني بأن سورية هي الملاذ الآمن الذي يمكن أن يلتجأوا إليه عندما يحتدم الخطب وتزداد المصائب، كما قال قداسة كركين الثاني عندما استقبله الرئيس السوري في 15 – 11 – 2009: «.. نعتز بسورية رئيساً وقيادة وشعباً لاحتضانه الأرمن والذين يمثلون جزءاً من النسيج الوطني السوري ويمارسون دورهم في بناء نهضتها..».
فطوال أكثر من ألف عام كان الوجود الأرمني يمتد من أقصى الشمال السوري في الجزيرة السورية العليا ومنطقة كسب ومدينة حلب وصولاً إلى مدينة السويداء في أقصى الجنوب، حيث استقر المهجرون الأرمن بعد شعورهم بالأمان والترحيب وحسن الاستقبال من سكان البلاد، خاصة بعد مأساة الشعب الأرمني خلال الحرب العالمية الأولى     (1914 – 1918) فأغنوا الشعب السوري ورفدوا نسيجه وأثروا ثقافته المتعددة والمنتوعة بغنى جديد وأصبحوا إحدى الجواهر التي تشكل القلادة السورية المتنوعة المتعددة الأحجار الكريمة، فحملوا الجنسية السورية بكل فخر وحصلوا على كامل حقوق المواطنة وتحملوا كافة واجباتها، فكان لهم دورهم في الاقتصاد والعلوم والطب والهندسة والثقافة والتعليم والخدمة العامة.. كما شاركوا في الدفاع عن سورية ورد العدوان عنها وسقط منهم الشهداء في الحروب ضد الاستعمار وضد العدو الإسرائيلي الصهيوني، ويندر أن تمر بمحافظة أو مدينة سورية اليوم دون أن تجد فيها مواطنين سوريين أرمن مخلصين ومتميزين.
واليوم ونحن نرحب بالرئيس الأرميني ضيفاً عزيزاً على سورية يومي 21 و 22 آذار/مارس 2010، سيزور خلالها إضافة إلى دمشق محافظتي حلب ودير الزور في أول زيارة لرئيس ضيف للمنطقة الشرقية، فإننا نأمل أن يحمل لنا المستقبل علاقات تعاون وتبادل حضاري وثقافي وتجاري وصناعي وصحي وأكاديمي يوازي التاريخ العريق الذي يجمع ما بين سورية وأرمينيا، مستشهدين بقول الكاثوليكوس آرام الاول كشيشيان حين استقبله الرئيس السوري في   19 – 10 – 2009: « ..سورية تلعب دوراً أساسياً في الحوار بين الحضارات والأديان حيث هي مهد الحوارات وأساسها..».
مختتمين بقول الرئيس بشار الأسد في يريفان: «الشعب الأرميني أثبت أنه شعب عريق يتحلى بأسمى القيم الأخلاقية وهذا ما سهل اندماج أبنائه في جميع المجتمعات الذين تواجدوا فيها حيث استحقوا شرف المواطنة في سورية وأصبحوا جزءاً لا يتجزء من نسيج المجتمع السوري الذي يعتبر مثالاً للتنوع والاندماج الحضاري».
الرئيس سيرج سركسيان (نبذة):
من مواليد 30-6-1957 في مدينة ستيباناكرت – إقليم ناغورني كاراباخ.
اتم دراسته الثانوية في مدينة الأم والتحق بجامعة يريفان عام 1971، حيث قطع دراسته والتحق بخدمة العلم في الجيش السوفيتي 1972 – 1974 ليعود ويكملها ويتخرج عام 1979.
بدء حياته السياسية في صفوف الحزب الشيوعي السوفيتي وتدرج في مناصب عضوية الحزب ليصل إلى منصب السكرتير الأول للحزب في إقليم ناغورني كرباخ.
أصبح عام 2006 عضواً في الحزب الجمهوري الأرمني وتولى منصب رئيس الحزب في نهاية عام 2007.
المناصب الرسمية التي تولاها:
  • 1989 - 1993 قائد قوات الدفاع الذاتية لإقليم ناغورني كرباخ.
  • 1993 – 1995 وزيراً للدفاع.
  • 1995 – 1996 وزيراً للأمن القومي.
  • 1996 – 1999 وزيراً للداخلية.
  • 1999 – 2000 وزيراً للأمن القومي وكبير مساعدي رئيس الجمهورية.
  • 2000 – 2007 وزيراً للدفاع.
  • 4-4-2007 رئيساً للوزراء.
  • 9-4-2008 تولى مهام رئيس الجمهورية بعد نجاحه في الانتخابات.
وهو رئيس مجلس أمناء جامعة يريفان الحكومية، ورئيس اتحاد الشطرنج الأرميني.
متزوج منذ العام 1983 من السيدة ريتا سركيسان وهي استاذة موسيقى وله منها ابنتان هما أنوش وساتنيك وحفيدة واحدة مريام.
مرة ثانية نرحب بالرئيس سركسيان ونقول له أهلاً بك في سورية.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.