تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

غزو العراق قرار إسرائيلي!

هل كان الغزو الأميركي للعراق يهدف إلى السطو على خزان النفط العراقي الضخم؟ أم إنه لإرضاء إسرائيل وتلبية لرغبة قديمة لدى حكام تل أبيب؟!.

وما الأهداف الحقيقية المتعددة لهذا العدوان السافر من قبل دولة عظمى، على دولة صغيرة مسجلة رسمياً على قائمة الدول النامية، التي يطلقون عليها تسمية مهذبة هي، دول العالم الثالث؟. ‏

أسئلة كثيرة، وخطيرة، تطرح اليوم بعد مرور سبعة أعوام على جريمة احتلال العراق، التي اقترفها المحافظون الجدد الذين كانوا يحكمون كلاً من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وإسبانيا. ‏

قبل تقديم إجابة متواضعة عن بعض تلك الأسئلة، نبدي استغرابنا من أمرين، الأول: إن الذكرى السابعة مرّت مرور الكرام على معظم العرب وعلى الإعلام العربي. والثاني: إن بعض العرب لا يزالون يتبنون (التبريرات) الأميركية للغزو، بل إنهم أبدوا فرحتهم لما جرى للعراق وشعبه وبناه التحتية!. ‏

أما في الأسئلة وأجوبتها، فنقول: إن غزو العراق في عام 2003 لم يكن بسبب أسلحة الدمار الشامل التي لا يملكها، ولا لنشر مظلة (الديمقراطية) على الطريقة الأميركية ـ كما يدعون ـ ولا لإزالة نظام صدام حسين وإراحة العراقيين منه بعد جرائمه بحق الإنسانية، وإنما لأسباب أخرى مختلفة تماماً عمّا تقدم. ‏

فكذبة أسلحة الدمار الشامل سقطت واعترفت الإدارة الأميركية بأنها كذبة كبرى. ‏

أما نشر الديمقراطية، فهذه كذبة أخرى، إذ إن الإدارة الأميركية السابقة لم تكن يوماً مع الديمقراطية في الدول العربية بدليل رفضها خيار الشعب الفلسطيني عندما انتخب بأغلبية حركة (حماس)، وما جرى بعد تلك الانتخابات الفلسطينية ليس بحاجة إلى تحليلات وإثباتات على أن واشنطن تريد ديمقراطية عربية على مقاس أطماعها وأطماع وأهواء إسرائيل. ‏

وفيما يخص الكذبة الثالثة، أي تخليص العراقيين من بطش نظام صدام، وانتهاكاته لحقوق الإنسان، فإن الإجابة تأتي أولاً من معتقل أبو غريب الذي شهد واحدة من أبشع جرائم انتهاك حقوق الإنسان، وحتى الحيوان! وتأتي ثانياً من الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب العراقي، إن كان من خلال استخدام الصواريخ العابرة للقارات في قصف بغداد والأحياء المدنية فيها، وفي بقية المدن والبلدات العراقية، والتي ذهب ضحيتها أكثر من مليون شهيد عراقي ـ حسب الأرقام الرسمية ـ بمن فيهم النساء والأطفال والشيوخ، أو كان من قبل الجيش الأميركي وعصابات المرتزقة، كعصابة (بلاك ووتر). ‏

ولعلّ خسائر الشعب العراقي في الأرواح والممتلكات في سبع سنوات خلت، هي أضعاف خسائر العراق في كل مراحله منذ الاستقلال، لذا فإن هذه الكذبة سقطت كغيرها. ‏

في ظل ما تقدم نسأل: لماذا أقدمت إدارة جورج بوش بمساندة إدارة طوني بلير في بريطانيا، وخوسيه أثنار في اسبانيا، على غزو واحتلال العراق وتدميره حجراً على حجر وإعادته مئة سنة إلى الوراء على الأقل؟!. ‏

هنا لا يمكننا تجاهل الرغبة الإسرائيلية في تدمير العراق، وفي الوقت نفسه لا يمكننا التغافل عن الرغبة الأميركية في وضع اليد على النفط العراقي، وإن كانت أهداف غزو هذا البلد لا تقتصر على هذا وذاك. ‏

لنتذكر في البداية ـ ونذكّر من خانته الذاكرة ـ بأن إسرائيل طلبت رأس العراق ـ كدولة وشعب وثروات ـ منذ خمسة وثلاثين عاماً. ‏

فعقب حرب تشرين التحريرية عام 1973، وقعت إسرائيل فيما تعتبره مشكلة كبرى، ورأت أن مستقبلها ووجودها مهددان، فكيف السبيل إلى (حماية) هذا الوجود وذاك المستقبل؟!. ‏

في النصف الأول من عام 1974 انعقد في القدس المحتلة المؤتمر الصهيوني العالمي، وكان البند الرئيس ـ الوحيد ـ على جدول أعماله هو، استخلاص العبر من حرب تشرين، ووضع (استراتيجية) للمستقبل. ‏

خرج المؤتمر الصهيوني، الذي كان يحمل صفة السرية، بتوصية رئيسية: للدفاع عن إسرائيل ووجودها، لا بد من القضاء على مصدر الخطر عليها. ‏

هنا كانت المفاجأة، فمصدر الخطر الأول على إسرائيل كان العراق ومن ثم سورية، وعليه، فإن التوصية نصت حرفياً على (تدمير العراق، ومن ثم الالتفات إلى سورية). ‏

لا نخترع هذه القصة، ومن يبحث عن المعلومات يمكنه الوصول إليها، وهي موجودة اليوم في أرشيف منظمة (المؤتمر الصهيوني) ووزارة الخارجية في كل من إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، وعلى صفحات شبكة الانترنت. ‏

العراق كان منذ ذلك التاريخ هدفاً إسرائيلياً ـ ولا يزال! ـ لكن تنفيذ بند تدمير العراق كان يحتاج إلى وجود إدارة أميركية تؤمن بالخرافات والأساطير الصهيونية، وقد تحقق ذلك بوصول المحافظين الجدد في الولايات المتحدة إلى البيت الأبيض. ‏

وتشاء المصادفات ـ أو المخططات مسبقة الصنع! ـ أن يحتل المحافظون الجدد في بريطانيا وإسبانيا وايطاليا، مقاعد الحكم في هذه الدول، لتكتمل خيوط المؤامرة وتجتمع كل العناصر المطلوبة لشن عدوان كبير على العراق واحتلاله.. ومن ثم تدميره، حسب ما نصت عليه توصية المؤتمر الصهيوني في القدس عام 1974 والمبررات جاهزة، فإن لم تكن أسلحة الدمار الشامل، فليكن الإرهاب أو سواه!. ‏

هل نبالغ في رسم هذا السيناريو؟ وهل نفتري على إدارات بوش وبلير وأثنار؟ ‏

نترك الجواب للقارئ، والمتابع، مع تلميح بسيط هو أن من يسع لمعرفة هذا الجواب فعليه أن يطلع على فكر وأيديولوجية المحافظين الجدد وجذورهم الدينية التي هي الجذور نفسها للصهيونية العالمية. ‏

إلاّ أن ذلك لا يعني أن الهدف الوحيد لغزو العراق هو تحقيق أُمنية غالية لإسرائيل، وإن كان الهدف الأول، فهناك أهداف أخرى، منها النفط، وموقع العراق الاستراتيجي، ومحاولة تحييد العراق عن محيطه ودوره العربي وغير ذلك من أهداف تحتاج إلى دراسات وكتب للإلمام بها. فهل نقرأ اليوم ما حدث بالأمس على هدي الحقائق والمعلومات المؤكدة؟ أم سنظل نتجاهل التاريخ، ولا نأخذ العبر والعظات منه؟!. ‏

إنه سؤال جديد.. ونتمنى أن يجد العرب الإجابة عنه وعن غيره من الأسئلة التي لم تعد محيرة. ‏

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.