تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ملاحظات مهمة من سجال كلينتون – نتنياهو في (إيباك)

 

 يبدو أن أي خطاب سياسي أميركي موجه لإسرائيل أو في منابرها السياسية لا يخلو دوماً من «لازمة» أميركية تؤكد دوماً «الدعم الكلي والثابت والدائم لأمن إسرائيل» وهذا تماماً ما أعلنته هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية في خطابها أمام أعضاء مؤتمر إيباك اليهودي الأميركي حين قالت: «إن الالتزام بأمن ومستقبل إسرائيل يشكل صخرة صلبة بالنسبة للرئيس أوباما ولي وللإدارة كلها وهو التزام دائم وللأبد»، وإذا كانت هذه العبارة المألوفة منذ عقود كثيرة وتجلياتها السياسية لمصلحة إسرائيل قد أصبحت معروفة ومكررة بكل مدلولاتها وبكل ما تتطلبه من العرب إلا أن خطاب كلينتون تضمن تشخيصاً للواقع الذي يحيط بوضع إسرائيل أرادت توظيفه لتحذير نتنياهو من خطورته على مستقبل إسرائيل... قالت كلينتون أمام إيباك: «إن الأمر الواقع الإسرائيلي الراهن غير قابل للديمومة لأن الواقع الذي ساد في السنوات العشر الماضية لم ينتج أمناً طويل المدى، وإن الأمر الواقع الراهن يعزز قوة الرافضين لإسرائيل وأصبح من المستحيل الوثوق بآمالنا تجاه مستقبل إسرائيل في ظل هذا الأمر الواقع اليوم».
وأشارت بدافع حرصها على إبعاد الخطر عن إسرائيل إلى ما يمكن اعتباره تحذيراً لإسرائيل حين قالت إن التغيرات الديموغرافية -والمقصود هنا تزايد عدد الفلسطينيين- تعمل ضد مصلحة إسرائيل، وتطرقت إلى طبيعة التطور الجاري في الحرب ووسائل التدمير الصاروخية لتستنتج في خطابها نفسه أن هذا العامل «زاد من الصعوبات القائمة لضمان أمن إسرائيل».
وأضافت: «وعلى الرغم من الجهود المبذولة للاحتواء إلا أن القذائف والصواريخ الموجهة بدقة وبمدى أبعد وبقوة تدمير أشد آخذة في الانتشار في المنطقة».
واعتبرت مثل هذه الإشارات تحذيرات أميركية لحليفها الإسرائيلي بدافع الحرص الشديد عليه ولم يفتها أن تربط ذلك بما يمكن أن يلحق الضرر بأمن الولايات المتحدة في المنطقة، وكأنها تقول إذا صح المعنى المفترض: إن إسرائيل ستكون الخاسرة في أي حرب مقبلة بسبب طبيعة الحرب المقبلة وسوف تخسر إضافة إليها أميركا في المنطقة لأنها لن تتمكن من تغيير هذا الواقع... ولعل هذا ما يشير إليه قولها: «وعلى الرغم من احتكاكات الخلاف (المقصود بين نتنياهو وواشنطن) في الأيام العشرة الماضية إلا أن الولايات المتحدة كانت تقف بثبات إلى جانب إسرائيل ولا تزال من أجل وضع حل لهذا العامل الخطير متقاسمة أخطاره وأعباءه لأننا نواجه المستقبل معاً». وكان ديفيد هوروفيتش أحد أهم المحللين السياسيين في إسرائيل قد تناول خطاب كلينتون بتحليل حمل عنواناً لافتاً هو: «السير نحو كارثة» أشار فيه إلى وجود لهجة حادة مبطنة أحياناً وبارزة في أحيان أخرى استخدمتها هيلاري لتحذير نتنياهو من الاستمرار في سياسته التي لا تتفق مع الرؤية الشاملة للمصالح الأميركية في المنطقة.
وفي هذا الاتجاه رأى مراسل صحيفة (فايننشال تايمز) في واشنطن أن مضمون خطاب كلينتون «وجه ضربة مضادة لمحاولة نتنياهو التقليل من شأن أوباما» ولعل هذا تماما ما أدركه نتنياهو نفسه حين قال في خطابه الذي تلا خطاب كلينتون: «إن إسرائيل متهمة بشكل غير عادل بأنها لا ترغب بالسلام مع الفلسطينيين وهذا بعيد جداً عن الحقيقة»، لكنه رغم هذا الادعاء سارع في خطابه إلى التقرب من أوباما ومحاولة إرضائه حين أعرب عن «تقديره العالي لأوباما والتزامه بأمن إسرائيل» ووجه خطابه إلى البنتاغون الذي يتهمه بتعريض الجنود الأميركيين للخطر بسبب سياسته المتشددة قائلاً: «إننا نتبادل المعلومات السرية ونشارك بطرق مختلفة مع البنتاغون في الحرب ضد الإرهاب وهذا التعاون ينقذ حياة الجنود الأميركيين!؟» وفي النهاية واشنطن هي التي تقود تل أبيب وليس العكس وهي بالتالي القادرة على إيقاف الاستيطان في الأراضي المحتلة كلها إذا قررت الضغط على نتنياهو.
 
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.