تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

إعلان سرت ليبيا – القمة العربية 22

اختتمت القمة العربية التي عقدت في مدينة سرت – الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى (أو الدورة الثانية والعشرين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة بحسب التسمية الرسمية لها) بإقرار إعلان سرت الذي تلاه الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى في مؤتمر صحفي يوم 28-3-2010.

وقد ضم الإعلان ثلاثة وعشرين بنداً غطت مختلف القضايا العربية وبالأخص قضايا العمل العربي المشترك والقضية الفلسطينية وعملية السلام والتحديات التي تواجهها بعض البلدان العربية (العراق - السودان – الصومال – جزر القمر)، بالإضافة إلى قضايا التنمية المستدامة، البيئة، المرأة والشباب.

وللمرة الأولى تم إحداث مفوضية خاصة بالقدس في جامعة الدول العربية لمتابعة شؤون القدس وصمودها وحمايتها.

ففيما يخص (العمل العربي المشترك) أكد الإعلان تمسك القادة العرب: «بالتضامن العربي ممارسة ونهجاً والسعي لإنهاء أية خلافات عربية، وتكريس لغة الحوار بين الدول العربية نهجا لإزالة أسباب الخلاف والفرقة ولمواجهة التدخلات الأجنبية في شؤونها الداخلية ولتحقيق التنمية والتطور لشعوبها بما يكفل صون الأمن القومي العربي».

وتم في القمة قبول ورقة العمل التي قدمتها سورية حيث نص الإعلان على «تطوير مجلس السلم والأمن العربي وآليات عمله بما يمكنه من أداء مهامه على النحو الأكمل، واعتمدنا نهجاً لمعالجة الخلافات العربية وفقاً للمقترح المقدم من الجمهورية العربية السورية».

وقررت القمة تشكيل لجنة خماسية عليا من كل من ليبيا واليمن ومصر وقطر والعراق ومشاركة الأمين العام لوضع وثيقة تطوير منظومة العمل العربي المشترك، وتم الاتفاق على عقد قمة استثنائية في دولة المقر نهاية شهر تشرين الأول / أوكتوبر لمناقشة هذه الوثيقة، و بهذا الخصوص تم إطلاق «وثيقة سرت» كمستند منفصل عن إعلان سرت من قبل القادة العرب.

وبخصوص (رابطة الجوار العربي) التي اقترحها الأمين العام للجامعة على القادة العرب في القمة فقد طلب القادة من الأمين العام في الإعلان «إعداد ورقة عمل حول المبادئ المقترحة لسياسة جوار عربية والآلية المناسبة في هذا الشأن، تضمن تطوير الروابط والتنسيق في إطار رابطة جوار عربية، على أن يتم عرضها على الدورة العادية المقبلة لمجلس الجامعة الوزاري».

وفي القضية الفلسطينية وقضية القدس وجه القادة العرب التحية لصمود الشعب الفلسطيني في وجه العدوان الإسرائيلي، وأدانوا الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة والنشاطات الاستيطانية، وأعربوا عن دعمهم لمدينة القدس وأهلها، وقرروا خطة عمل «تتضمن إجراءات سياسية وقانونية للتصدي لمحاولات تهويد القدس والاعتداءات المتوالية على مقدساتها»، كما قرروا «عقد مؤتمر دولي تحت رعاية جامعة الدول العربية وبمشاركة جميع الدول العربية والمؤسسات والنقابات وهيئات المجتمع المدني المعنية خلال هذا العام للدفاع عن القدس وحمايتها على كافة الأصعدة».

كما دعم القادة «الجهود العربية الرامية إلى تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية»، وطالبوا «جميع الفصائل باتخاذ الخطوات اللازمة لرأب الصدع والتجاوب مع المساعي العربية بما يكفل تحقيق المصالحة والوطنية المنشودة وبما يضمن وحدة الأراضي الفلسطينية جغرافياً وسياسياً»، كما طالبوا «برفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة بشكل فوري ودعوة المجتمع الدولي وعلى رأسه مجلس الأمن لاتخاذ موقف واضح من هذا الحصار الظالم واللا إنساني».

وعن (عملية السلام) فقد جدد القادة ربطهم السلام العادل والدائم بالانسحاب الإسرائيلي من كامل الأراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان السوري، وأدانوا الاعتداء الإسرائيلي على الموقع السوري في دير الزور.

وبخصوص (قضية الجزر الإماراتية) قد طلب القادة من العقيد معمر القذافي بذل مساع لتحويل هذه القضية إلى محكمة العدل الدولية.

وبخصوص (انتشار الأسلحة النووية) فقد قال القادة في إعلان سرت «أن الدول العربية المنضمة جميعها إلى معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية تطالب المجتمع الدولي بالعمل الفوري على إخلاء العالم من السلاح النووي»، وأكدوا «على أهمية احترام الحقوق الأصيلة للدول الأطراف في معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية في امتلاك وتطوير التكنولوجيا النووية للاستخدامات السلمية» وحذروا «من أن إصرار إسرائيل على رفض الانضمام إلى معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية وإخضاع منشآتها النووية لنظام الضمانات الشاملة التابع للوكالة الدولية للطاقة النووية سيؤدي إلى مزيد من الخلل في امن المنطقة واستقرارها وسيدخل المنطقة في سباق تسلح وخيم العواقب».

وفي قضية (إصلاح الأمم المتحدة) طالب القادة «بتوسيع العضوية الدائمة في مجلس الأمن»، وأكدوا على أحقية المجموعة العربية في الحصول على مقعد دائم في هذا المجلس.

وأكد القادة على تمسكهم «بثقافة الحوار والتحالف بين الحضارات والأديان تكريساً للأمن والسلم بين الشعوب»، وقرروا «الإعداد لعقد قمة ثقافية عربية لصياغة رؤية ثقافية مستقبلية للدول العربية ولتوفير كافة أشكال الدعم للمؤسسات الثقافية والمبدعين والكتاب العرب للارتقاء بالإبداع العربي في مختلف المجالات»، (وكنا قد طالبنا بالقمة الثقافية في مقالة سابقة، شأن العديد من الأدباء والمثقفين العرب)، وأكدوا على مواصلة السعي «لتنفيذ قرارات القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية التي عقدت في الكويت.. بما بخدم العمل العربي الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك، ويسهم في الحد من الفقر والبطالة، وتحقيق التنمية الشاملة».

وقرر القادة عقد قمة استثنائية قبل نهاية شهر تشرين الأول أوكتوبر هذا العام، ويذكر أن القادة العرب توافقوا على أن تعقد القمة العادية الثالثة والعشرين في (دولة المقر) على أن يرأس العراق أعمال هذه القمة.

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.