تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

من واشـنطن إلى شرم الشـيخ

محطة أخبار سورية

  
 
لا مجال أن تكون الفترة التي انقضت على المفاوضات المباشرة الفلسطينية الإسرائيلية في واشنطن, قد أدت إلى اتضاح المواقف!! هذه المواقف كانت واضحة سلفاً.. وما لم يتضح منها.. لن يتضح.. وبالتالي لا جديد..
 
تشترط إسرائيل, تنشيط الاستيطان «الذي لم يتوقف أصلاً».. وإقرار الفلسطينيين بيهوديتها.‏
 
وتصفية القضية الفلسطينية.‏
 
وتعلن السلطة الفلسطينية أنها تصرّ على الحق المشروع في وقف الاستيطان كلياً.. وإقامة الدولة.. وحق العودة.‏
 
في إطار إصرار نتنياهو المعلن على الاشتراطات الإسرائيلية قبل الوصول إلى شرم الشيخ:‏
 
- لن يمدد ليوم واحد الوقف الجزئي للاستيطان.‏
 
- ولا بد من اعتراف الفلسطينيين بيهودية الدولة.‏
 
ويضيف في تصريح له:‏
 
الفلسطينيون يريدون دولتين.. ولكن ليس لشعبين.‏
 
طبعاً هذا من باب الرفض والنقد معاً.‏
 
وهذا الكلام لا ينفصل عن الاعتراف بيهودية إسرائيل من قبل السلطة.. بل هو نوع من التأكيد والإصرار بأسلوب اتهامي، وفرض الفصل العنصري الكامل.‏
 
أمام هذا التباعد الأكيد.. والتناقض الكامل ماذا يفعل «الراعي» الأميركي والحاضن «المصري»؟.‏
 
لا يمكن لمصر أن تضغط على السلطة لقبول أي من الاشتراطات الإسرائيلية التي ترفضها هي أساساً.‏
 
ولا يمكن للولايات المتحدة في ظرفها الراهن أن تضغط على إسرائيل للتراجع عن أي من اشتراطاتها وانتخابات الكونغرس على الأبواب.‏
 
الطرفان محرجان بالتأكيد.. ولا سيما مع اقتراب موعد القمة العربية الاستثنائية التي لا بدّ أن تشكل المنبر الأهم للحديث عن هذه المفاوضات، ولا سيما أنها «هذه المفاوضات» قد بدأت بتغطية ما.. من لجنة ما.. في جامعة الدول العربية.‏
 
التغطية غير قانونية وهناك تحفظ عليها، من سورية تحديداً، التي ترى أن لجنة المتابعة للمبادرة العربية لا يقع في إطار اختصاصها منح السلطة الفلسطينية موافقة للدخول في مفاوضات مباشرة مع العدو دون أن يظهر أي استعداد لأي التزام بفرصة نجاح لهذه المفاوضات.‏
 
القمة ستجد نفسها أمام ثلاثة أسئلة مهمة:‏
 
- ماذا عن مبادرة السلام العربية؟! وإلى متى ستبقى مطروحة؟!‏
 
- إعادة قراءة «الموافقة» على التفاوض في ضوء لا قانونيتها وما وصلت إليه المفاوضات.‏
 
- الانقسام الفلسطيني.. وضرورة تمثيل كل الأطراف الفلسطينية في أي مفاوضات.‏
 
ماذا يمكن أن يعطى للرئيس عباس في جولة شرم الشيخ أو غيرها ليطرحه أمام القمة العربية القادمة؟!‏
 
نرجح أن يترك لإحراجه.. وأن يدخل قاعة القمة ليعلن أنه لم يستطع تحقيق خطوة واحدة إلى الأمام في اتجاه ما.‏
 
لكن..‏
 
هل وحده المحرج بذلك؟!‏
 
أما من محرج غيره في الساحة العربية..؟!‏
 
هناك ثلاثة احتمالات:‏
 
-أن يحمل عباس شيئاً ولو وهماً يقوله أمام المؤتمر.‏
 
- أن يعود إلى توحيد الصف الفلسطيني وتقديم موقف جديد على ضوء ذلك.‏
 
- أن يتجاوز الجميع القمة.. بالغياب عن الحضور أو بخفض التمثيل.. أو باللااهتمام.‏
 
ننتظر غداً.. وننتظر قمة أوائل الشهر القادم.‏
 
ونذكركم أن يوم أمس كان الذكرى 17 لتوقيع إتفاق أوسلو.‏

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.