محطة أخبار سورية
وصادف مع انتهاء جملته أنّ إحدى دجاجات المختار باضت، معلنة ذلك عبر صياحها المعهود عند «ولادة» البيضة البلدية، فتابع اللاذع مداخلته بالقول: شكراً لدجاجتك يا مختار فهي تبيض لنا لا علينا!.
يتحدث رئيس الجمعية الفلاحية قائلاً: قريتنا نموذج لقرى كثيرة نظيفة ومريحة وفيها طيور للصباح وللمساء ولكل أوقات اليوم، وكهرباء وماء وهاتف ومواصلات وأراض للزراعة وتشتهر بمحصول الزيتون، ويزيّن معظم بيوتها وشرفاتها «عنب الدالية»، وهواؤها يشفي العليل،..ما الذي ينقصها إذاً؟ ولماذا يهاجر بعض قاطنيها دون رجعة إليها إلاّ عندما يعود قسمٌ منهم بقضاء الله وقدره إلى القبر، أو بسبب التقاعد أصولاً، وحتّى من يصبح منهم بمرتبة مسؤول لا يتذكّر القرية إلاّ حين وفاته!
سيجد مدير مكتب العضو التنفيذي نفسه كالمستهدف في مضافة المختار فينسحب من الجلسة والنقاش، كونه يعتبر نفسه من صنف المسؤولين رفيعي المستوى، فهو على الأقل يعمل لدى مسؤول، وانسحب متهماً أهل قريته بالبساطة وسذاجة التفكير، وبتقصيرهم في متابعة التلفزيون السوري والصحف لذلك لا يعرفون أهمية بعض المسؤولين وتطوّرات كثيرة تجري من أجل تحقيق أفضل الخدمات والرفاهية للمواطن وأنّ لا أحد يبيض عليهم..
على ذكر التلفزيون السوري فإن أهل القرية كانوا في الأيام الخوالي يختلطون بالكون عبر إذاعة دمشق والقناة الأولى للتلفزيون، بينما اليوم يختلطون بالكون ويعايشونه عبر سيل من الفضائيات، وآخر اهتمامهم القنوات الأرضية لتلفزيونهم الوطني، وخارج اهتمامهم جريدتهم العامة أو الخاصّة التي لا تصل إلى قريتهم، ولكن لا تنقص البعض منهم معرفة التصريحات المحلية ومتابعة الأحداث المحلية والخارجية.
المختار يصرّ على متابعة البث الفضائي للتلفزيون، فصادف مع نهاية النقاش أن بدأ مسؤول اقتصادي الحديث عبر الشاشة، وسرعان ما قطّب الوجيه اللاذع جبينه وتحدث عن ازدياد مساحة وصول المسؤولين للمواطنين عبر البث الأرضي والفضائي المتنوع ثمّ ختم حديثه بجملة قالها سابقاً: شكراً لدجاجتك يا مختار فهي تبيض لنا لا
