تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

إبراهيم أبوالنجا : حتى أنتِ ياجامعةالدول العربية

 

محطة أخبار سورية

كتب ابراهيم أبو النجا: صدر بالأمس إعلان عن جامعة الدول العربية تناقلته وسائل الإعلام لأهميته ويتعلق بالاستفتاء من قبل سكان جنوب السودان لانفصالهم عن شماله معتبراً أن هذه العملية يجب أن تجرى في أجواء تنجحها وأنها تؤكد على الشفافية والنزاهة فهي خطوة صحيحة من أجل الاستقرار.

 

وأنها أي الجامعة ستشارك في عملية الإشراف على الاستفتاء وهذا تعتبره مفخرة ، ومحط إعجاب وإنجازاً كبيراً ومساهمة فاعلة لإنجاح المشروع .

 

وللمرء أن يتساءل : هل تقسيم البلاد والعباد مرده الحرص على الاستقلال ؟ وهل هذا في حقيقته مطلب أهل السودان ؟ أم هي إرادة أعداء الأمة المتربصين بها ؟ وما هي الأيدي العابثة صاحبة المصلحة في التمزيق والتقسيم والانفصال ؟.

 

كنا نعتقد أن مؤامرة كهذه ستواجه بألف أسلوب وأسلوب ، وبعمل وبجهود كبيرة لمنع الوصول إليها مهما بلغت المتاعب والصعاب لأنها ستكون أخف بكثير من نتيجة هذا المصير .

 

لئن فرض على الأمة في حالة احتلالها واستعمارها وضعفها ، سياسة التشطير والتجزئة والتقسيم وتقطيع الأوصال والعرقيات والقوميات والطوائف ، من قبل سايكس بيكو.1، وأصبح ذلك واقعاً تدافع عنه كل دويلة حتى بقوة السلاح مقابل الدويلة الأخرى التي أصبحت جارة تتبادل معها الدبلوماسيين ، والعلاقات المختلفة ، وتحكمها اتفاقيات كتلك التي تحكم الدول بين قارة وأخرى ، لا يربطها أي رابط سوى المصالح المشتركة لها .

 

وحتى ترسم هذه السياسة التمزيقية فقد انبثقت بعدها أي عام 1945 جامعة الدول العربية بقرار غير عربي ، وسمي لها أمين عام المرحوم عبد الرحمن عزام وتلاه عبد الخالق حسونة وعبد المنعم رياض فالشاذلي القليبي الذي أصبح أمينا عاماً للجامعة العربية بعد نقل مقرها من القاهرة إلى تونس بعد اتفاقية كامب ديفيد ، وهذه هي المرة الأولى في تاريخها يحركها الحرص القومي إذا لم نسئ الظن ، ثم الدكتور عصمت عبد المجيد وأخيراً الأستاذ عمرو موسى ، ومنذ النشأة قيل عن الجامعة العربية الكثير الكثير من القول الذي لايسجل لها بل عليها لأن ليس في تاريخها إنجازات ومفاخر يعتد بها بل ضعف وعجز وتوقف وتجميد لعملها واختلاف على سياستها فلم تعد بيتاً للعرب ولقضاياه ولم تنجح في الاحتكام إليها ، بل ساهمت في الإبقاء على الأوضاع المتردية ، والحروب الإقليمية ، على الأقل بعجزها وبصمتها نتيجة الإملاءات الخارجية وحتى القرارات مازالت مختلفاً عليها أهي بالإجماع أم بالتوافق أم بالأغلبية .

 

ولسنا بصدد حصر النكبات التي حلت ببعض الأقطار كالعراق مثلاً ، التي ضاعت وإلى الأبد بسبب هذه السياسة والآن نبكي العراق وأهل العراق وثروات العراق .

 

أما عن القضية الفلسطينية فسنكون مغالين إذا طالبناها بجهود وعمل كبير لأننا نعرف حدود وهامش عملها وطاقتها وقدرتها على تجميع طاقات الأمة واستخدامها كورقة في وجه المؤامرة التي بدأت وبعد تشكيلها من قرار 181 حتى يومنا هذا مروراً بالحروب كافة .

 

ولا أدل على ذلك من موقفها المتفرج على حالة الإنقسام التي حلت بوطننا فلسطين ، خاصة بعد أن أوكلت لها مهمة متابعة الملف والدفع في اتجاه إعادة اللحمة وإنهاء الفتنة ، وهذا بتكليف من القمة العربية ممثلة بوزير خارجية المملكة العربية السعودية الشقيقة ، الأمير سعود الفيصل ومعالي الأستاذ عمرو موسى الأمين العام الحالي .

 

هل مهمة الإمساك بملف المصالحة أعقد من مهمة تقسيم السودان وما يترتب عليه ؟

من واجبنا وتسهيلاً لمهمة الجامعة العربية الغالية على قلوبنا لأنها بيت العرب أن نذكرها ونبصرها بأدوارها التي تنتظرها وهي كثيرة قائلين : إن في كل قطر عربي شمالاً وجنوباً ، وشرقاً وغرباً ونزعات تشطيرية ، فعليكم أن تعدوا العدة لما يجب من إعلانات للشفافية ، وحرص على الاستقرار وإراحة للمشروع الجديد ، المعادي لتطلعات أبناء الأمة أل بدون.2 ،

وتدريب الطواقم اللازمة للإشراف على المآسي القادمة .

 

وبذلك تكون الجامعة العربية اضطلعت وبنجاح بالمهمة الموكلة إليها بانضمامها إلى سايكس بيكو أمر يكو لتكتمل المعزوفة الموسيقية .... سايكس بيكو أمر يكو أرابيكو.. وساعتها سيقول لكم الغيارى من أبناء الأمة ..... الله يلعن " أبيكو " .

 

1- مقالة سايكس بيكو أمر يكو بتاريخ 12-9-2010

2- مقالة أل... بـــــــــدون بتاريخ 26-9-2010

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.