أعلن قبل عدة أشهر عن فوز الكاتب والأديب والصحافي اللبناني الشهير أمين معلوف بجائزة أمير أستورياس للآداب لعام 2010، وهي الجائزة الأكبر والأهم في العالم الثقافي الناطق باللغة الإسبانية، وقد سبق أن حصل على هذه الجائزة عدد من كبار الكتاب العالميين أمثال الكاتب الألماني الحائز على جائزة نوبل "جونتر غراس"، والكاتب البيروفي "ماريو فارغاس يوسا"، كما حصل عليها سابقاً الأكاديمي الفلسطيني الراحل البروفسور إدوار سعيد، أما جائزة العام 2009 للآداب فقد حصل عليها الكاتب الألباني إسماعيل كاداريه.
وأمير أستورياس هو اللقب التاريخي (والدستوري منذ عام 1978) لولي العهد الإسباني، وهو ما يقابل لقب أمير ويلز في المملكة المتحدة، ويحمل هذا اللقب اليوم الأمير فيليب النجل الأكبر للملك الإسباني خوان كارلوس والملكة الدونيا صوفيا (أصدقاء العرب).
وتمنح الجائزة مؤسسة أمير أستورياس، وهي مؤسسة غير ربحية تم تأسيسها عام 1980، برئاسة الأمير فيليب، وتهدف إلى تشجيع العلوم والتكنولوجيا والوفاق والفنون والآداب والرياضة، وهي تمنح سنوياً ثمان جوائز لهذا الغرض تحت الفئات التالية: (الاتصالات والإنسانيات – الفنون – الآداب – للعلوم الاجتماعية – البحث العلمي والتقني – للتعاون العالمي – الرياضة – الوفاق والوئام)، وتتألف الجائزة من تمثال من تصميم الفنان الإسباني خوان ميرو وجائزة نقدية بقيمة خمسين ألف يورو، وتوزع الجوائز في حفل رسمي في مدينة أستورياس الإسبانية في شهر تشرين الأول/أوكتوبر من كل عام.
يكتب أمين معلوف باللغة الفرنسية وصدرت أولى مؤلفاته عام 1983، وكان كتاباً روائياًَ-تاريخياً بعنوان "الحروب الصليبية كما رآها العرب"، كما يسميها العرب (والمسلمون) "حروب الفرنجة"، وهو عرض لوجهة النظر العربية في الحروب الصليبية مستاقة من بحث في المراجع العربية وكتب التاريخ التي تتحدث عن تلك الفترة.
أولى أعماله الأدبية كانت ليون الأفريقي التي تدور أحداثها في إسبانيا وفرنسا والبلاد العربية، وكتب إلى جانب الرواية المسرحيات الشعرية والسيرة الذاتية والمقالات السياسية، وقد ترجمت أعماله إلى أكثر من عشرين لغة عالمية من بينها اللغة العربية.
وقد سبق لأمين معلوف أن نال عدة جوائز أدبية منها جائزة الصداقة الفرنسية العربية عام 1986م عن روايته "ليون الإفريقي"، وجائزة الجونكور، كبرى الجوائز الأدبية الفرنسية عام 1993 عن روايته "صخرة طانيوس".
يبدو تأثير العمل الصحافي والأسفار المتعددة واضحاً على أعمال أمين معلوف خاصة في روايته الرائعة سمرقند، الذي مزج فيها بين الخيال والبحث التاريخي والاجتماعي والديني من خلال حديثه عن قصة رباعيات الخيام والعلاقة التي جمعت بين عمر الخيام والوزير نظام الملك والداعية الحسن الصباح (قلعة ألموت) وإسقاطها على الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 عبر الحديث عن ثورة عام 1905 التي أسقطت آخر ملوك القاجار وأقامت أول حكم جمهوري دستوري في إيران قبل أن تعود الملكية المطلقة مجدداً مع الشاه رضا بهلوي وابنه محمد رضا بهلوي الذي اسقطته الثورة الإيرانية.
نبذة عن حياة أمين معلوف
ولد في بيروت في 25 شباط/فبراير عام 1949، ووالده الصحافي رشيد معلوف، ووالدته من آل غصين وهي لبنانية – مصرية.
امتهن الصحافة بعد تخرجه من جامعة القديس يوسف في بيروت فعمل في جريدة النهار البيروتية.
انتقل عام 1976 إلى فرنسا هرباً من الحرب الأهلية اللبنانية.
عمل في فرنسا في مجلة إيكونوميا الاقتصادية
عمل مراسلاً لعدد من الصحف الصادرة في فرنسا وغطى أحداث حرب فيتنام والثورة الإسلامية في إيران.
كما عمل مراسلاً لجريدة النهار وفي النهار العربي والدولي.
ترأس تحرير مجلة "إفريقيا الفتاة" أو "جين أفريك".
متزوج من السيدة أندريه معلوف وله ثلاثة أولاد رشدي وطارق وزياد.
أعمال أمين معلوف:
- الحروب الصليبية كما رآها العرب - عرض تاريخي (1983)
- ليون الأفريقي - رواية (1984)
- سمرقند - رواية (1986)
- حدائق النور - رواية (1991)
- القرن الأول بعد بياتريس - رواية (1992)
- صخرة طانيوس - رواية (1993)
- سلالم الشرق أو موانئ المشرق - رواية (1996)
- رحلة بالداسار - رواية (2000)
- الحب عن بعد - مسرحية شعرية (2001)
- الهويات القاتلة - مقالات سياسية (1998 و 2002)
- بدايات - سيرة عائلية (2004)
- الأم أدريانا - مسرحية شعرية (2006)
- خلل العالم - مقالات سياسية (2009)
هذا ويعتبر أمين معلوف اليوم واحد من أهم الكتاب المتميزين الذين يولفون بشكل رائع وناجح بين الرواية والخيال والأدب والتاريخ والسياسة والاقتصاد والمعلومة المفيدة، وتسجل مؤلفاته أرقاماً عالية في التوزيع والانتشار، وإثارة المناقشات والآراء المتعددة.
