تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

هل عادت روح السنيورة لتركب الحريري؟؟

محطة أخبر سورية

قبل يومين قام رئيس وزراء لبنان سعد الحريري بزيارة إلى مصر حيث التقى رئيسها حسني مبارك ووزير خارجيتها أحمد أبو الغيط وأمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى. وقد اعتبرت أوساط عربية ولبنانية كثيرة هذه الزيارة بمثابة خطوة للوراء في علاقة الحريري بسورية بسبب الجمود في العلاقات السياسية السورية المصرية الذي بدا واضحا  في قمة سرت الليبية قبل أيام من جهة، ولأن هذا الأسلوب من التعامل كان متبعاً من قبل رئيس وزراء لبنان السابق فؤاد السنيورة من جهة أخرى. السنيورة الذي كان يتحدث عن العلاقات اللبنانية  الودية والندية مع الشقيقة سورية ثم يقوم بالمقابل بكل ما يزعج سورية ويسيء إليها، فأدّى سلوكه وممارسته إلى تشويه هذه العلاقات وتوتيرها وتخريبها والإساءة إليها.

وعندما قام سعد الحريري بزيارته الأولى إلى سورية في التاسع عشر من كانون أول الماضي، اعتبرت أوساط فريقه أن الزيارة تضحية كبيرة منه وبدأت تتصرف على هذا الأساس لاعتبارها أن سورية كانت وراء اغتيال والده رفيق الحريري. ولكنّ سورية التي احترمت السيد سعد الحريري وقدّرته وتفهمت موقفه على أعلى مستوى، رأت في زيارته بداية لإعادة العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها، ولم ترَ فيها

منّة قدمها الحريري لها لأنها تدرك براءتها من دم رفيق الحريري ولأنها تدرك أنها خسرت باغتيال الحريري أكثر مما خسره الآخرون الذين يتاجر بعضهم بدمائه الآن ويتخذ مواقف تناقض كل مواقف الرئيس الراحل.

وتكررت زيارات السيد سعد الحريري الى دمشق  دون أن تضيف فعلياً شيئاً مهما لتطوير العلاقات السورية اللبنانية. وعندما أعلن سعد الحريري في /6/ أيلول الماضي أن هناك شهود زور أساؤوا إلى العلاقات السورية اللبنانية وأن سورية ليست من اغتال والده، قلنا أن الرجل مضى خطوة إلى الأمام بالاتجاه الصحيح، ولكن يجب أن "تستتبعها" خطوات أخرى. وتوقعنا أن يقوم السيد الحريري بخطوات "عملية" تعزز المنطق الذي بدأه والمنحى الذي بدأت تأخذه العلاقات مع القيادة السورية، ولكن ما جرى ويجري على أرض الواقع يبدو مخالفاً للتوقعات. ففريق الحريري يكرر "سياسات السنيورة" بكل أمانة ودقّة، وهو يتبادل الأدوار في الهجوم على سورية أو حلفائها في لبنان والمنطقة. وبدا من سلوك هؤلاء وكأنهم يستخدمون العلاقات مع سورية للانقضاض على حلفائها، أو لتمرير الوقت بانتظار حصول أمر معيّن؛ يدور الحديث عن أنه صدور القرار الظني عن المحكمة الدولية.

وباختصار، فإن الحريري لم يقدم في الأشهر التسعة الماضية من علاقته مع سورية أكثر من الكلام، في حين أن تصرفات وزراء كتلته ونوابه وحلفاءه ولاسيما المدعو سمير جعجع كانت تسير في اتجاه آخر، فيما يعكس "عدم جدّية" في إعادة علاقات البلدين إلى طبيعتها. وهو ما أشار إليه النائب وليد جنبلاط أكثر من مرّة.

وإذا كان السيد الحريري يعتبر السنيورة خطاً أحمر وسمير جعجع خطاً أحمر وسامي الجميّل خطاً أحمر... فمن الوهم له وفريقه أن لا يعتبر ولا يتوقع أن تكون علاقات سورية الإستراتيجية مع المقاومة خطاً أحمر...وأن لا تكون العلاقات السورية الإيرانية والسورية التركية خطاً أحمر، وأن يراهن وفريقه ومن خلفه ومن يزوره على وهن هذه العلاقات..

بالطبع لا تريد سورية العودة بالعلاقات السورية اللبنانية إلى الوراء ولا يسعدها ذلك ولا يخدم مصالحها ومصالح لبنان أيضاً. ولكن هذا الأمر ليس منوطاً بالجانب السوري وحده، وعلى الجانب اللبناني السير في نفس الاتجاه لملاقاة سورية لتطوير واستقرار هذه العلاقات.

لقد أعطت سورية فرصة مجانية للبعض للعودة عن أخطاء الماضي، وقد لا تكون هذه الفرصة متاحة من جديد.. وإذا ما وُجدت فستصبح مشروطة بثبوت حسن النوايا واقترانها بالأفعال والخطوات العملية التي تؤكد الجدية والالتزام.. فسورية ليست بحاجة إلى أنصاف أصدقاء أو أصدقاء لا يلتزمون كلمتهم أو لا يستطيعون تنفيذها أو تنفيذ الوعود التي قطعوها. وإذا كانت روح السنيورة قد هبطت على الحريري، أو أن إيماءات سمير جعجع أخذت تترك أثرها عليه.. فربما يحتاج بعض الوقت لأن يتطهر منها قبل العودة إلى دمشق.

 

 

 

 

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.