تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

المالكي في دمشق.. أكثر من المصالحة!!

 

يوماً ما كان المالكي في دمشق ملتجئاً من ظلم النظام العراقي السابق..ذهب المالكي إلى العراق بعد رحيل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.. عاد المالكي بعدها إلى دمشق بصفته رئيس وزراء العراق ليعلن عن بناء علاقات إستراتيجية مع سورية.. عاد المالكي إلى العراق واتهم دمشق بأشياء لم تقبلها العاصمة السورية.. سحب اتهامه لدمشق.. وهاهو يعود إلى دمشق اليوم من جديد.. ترى ماذا يريد المالكي من دمشق وماذا تريد سورية من المالكي وماذا بعد ذلك؟؟؟

 

بالتأكيد تشير عودة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لسورية إلى أن العلاقات بين سورية والعراق قد عادت إلى طبيعتها، لاسيما وقد سبقت زيارة  المالكي عودة السفير العراقي علاء الجوادي إلى سفارته بدمشق قبل أيام.

عودة المالكي أكثر من مصالحة. فهي ستعطي على الأغلب الإشارة إلى انطلاق الحكومة العراقية الجديدة التي ينتظرها العراقيون ودول الجوار معهم .. منذ أكثر من ستة أشهر لتقوم بواجباتها، لاسيما بعدما رشحت معلومات من القائمة "العراقية" برئاسة أياد علاوي تؤكد توافق هذه القائمة مع المالكي على تشكيل الحكومة.

بالطبع يريد المالكي مساعدة سورية في تشكيل الحكومة العراقية ودعمها للحكومة التي سيتم تشكيلها على الأرجح "برئاسته"، وهذا ما لن ترفضه سورية ولن تبخل به أبداً ما دام يحظى بإجماع العراقيين.

أما مطالب سورية من المالكي أو أي رئيس حكومة عراقي فهي واحدة ومعروفة ومعلنة ومكررة وقد أوضحها الرئيس بشار الأسد قبل يومين في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان. وتتلخص بالحفاظ على وحدة العراق واستقراره وتشكيل حكومة وطنية تمثل أطياف الشعب العراقي وتساهم بعودة المهجّرين العراقيين وبإقامة علاقات طيبة مع الجوار ومن ضمنه سورية.

وبالطبع تدرك سورية أنه عندما تتحقق هذه العوامل، فإن العراق سيكون بخير، وستكون سورية بخير وستكون العلاقات السورية العراقية بخير.. وتكون العلاقات الإقليمية بخير، لاسيما وأن سورية وتركيا ولبنان والأردن يؤسسون لمنطقة اقتصادية تضم الدول الأربعة في البداية.. ومن الطبيعي والمفيد والمهم والضروري أن ينضم العراق وإيران ودول أخرى لهذه المنطقة الجديدة التي يمكن أن تشكّل لاحقاً وزناً إقليمياً ودولياً يحسبُ حسابه.

إن وجود المالكي في دمشق وعودته إليها يؤشر أيضا إلى محورية ومركزية الدور السوري في معالجة قضايا المنطقة، ولاسيما بعد التوازن الذي فرضته سورية عبر علاقاتها المميزة والإستراتيجية مع الحليفين التركي والإيراني.. وهذه العودة للحصول على "المباركة" السورية لتشكيل الحكومة العراقية، اعتراف بأهمية سورية للعراق ودورها فيه ولدى أبناءه.

وقد أكد الرئيس العراقي جلال الطالباني قبل أيام (صحيفة الخليج9/10/2010) "أفضال سورية على العراقيين وشدد على ضرورة تطوير علاقات البلدين. وأشار الطالباني إلى «أهمية العلاقات الثنائية بين العراق وسورية وضرورة توسيعها وتطويرها»، مؤكداً «رغبة العراق في تعميق العلاقات والتعاون مع سورية الشقيقة في النواحي السياسية والاقتصادية والتجارية». وقال «إننا مغمورون بأفضال سورية عندما ساعدتنا أيام النضال ضد الدكتاتورية البائدة، ولا ننسى تلك الأفضال، لأننا شعب وفيّ لكل الأصدقاء الذين مدّوا يد العون إلينا في أيام الشدة»..

إن عودة المالكي إلى دمشق بعد قرابة عام على الهجوم العاصف الذي شنّه عليها تفترض أنه استفاد من عبرة الماضي وأدرك أن القيادة السورية لا تقيم علاقات ظرفية مع الدول.. وإذا ما استطاع تشكيل حكومة وحدة وطنية وتأمين الاستقرار في العراق، فإن مرحلة من العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ستبدأ بين العراق وسورية في بيئة إقليمية مؤاتية تتيح ثبات تطوير هذه العلاقات لخدمة البلدين والشعبين.

أهلاً وسهلاً بالسيد المالكي على قاعدة احترام الكلمة والالتزام بالعهود والمواثيق والاتفاقيات وبمصلحة العراق وسورية..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.