محطة أخبار سورية
بالعامية بيقولوا عنو"دبج وكلامو دج" هاد تعريف الشخص الصريح اللي بيقول رأيه للآخر كما هو على حقيقته،لا كذب، لا نفاق، لا تمسيح جوخ، والأهم بدون مجاملة .
التاني بيقولوا عنو: مأدب كتير ومزوق، هاد تعريف الشخص المجامل اللي بيضحك علينا بكلمتين وبياخدنا عالبحر وبيرجعنا عطشانين .
اللي صاير أنو الأول ما حدا عم يتقبلو، ليش؟ لأنو مش معودين على أسلوبو الدج وصراحتو الزايدة عن حدها، نحنا معودين كل يوم نشرب فنجان قهوة وندخن سيجارة ونحنا عم نطالع قاموس المجاملات .
التاني كتير مرغوب ومطلوب لأنو بيحط غشاوة على عيونا حتى ما نشوف الحقيقة، لهيك دوما بنتطلع عالمراية وبنلاقي السندريلا .
في مرة قعد شب عربي جنب فتاة أوروبية على مقعد في حديقة عامة ولأنو نحنا كتير مأدبين، حب الشب أنو يبيض صفحتنا، من دون ما يعرف المسكين،أنو إذا بيجيب كل أصحاب مهن تبييض طناجر الألمنيوم والنحاس بالعالم، رح يضل الشحار مغطيها .
المهم: بلش معها الحديث وقلها: أنت حلوة كتير وجذابة ومغرية .
بكل بساطة ردت البنت: أنت عم تكذب،أنا بعرف حالي، أنا مو حلوة وما فيني شي مغري،الغالي مفكر حالو قاعد مع بنت عربية مدلوقة وشاطة ريالتها على كلمة حلوة ..
لوكانت البنت اللي قاعدة عربية ،كانت طارت وما حطت،وكانت وزعت كم ابتسامة وانتهى المشهد بتطبيق الشب للبنت، ليش؟ مش لأنو البنت حلوة، أبداً ،لأنو الشب حربوق وبدو يصيد ولأنو البنت بتغرق بكلمة وبدها حدا يلطشها وما عم تلقى .
شي مرة حدا منا سأل ليش صداقتنا بتدوم سنين ؟ أكيد مش لأنو نحنا ملائكة وما بنأذي حدا وما بنجرح مشاعر أصدقائنا، بالعكس لأنو نحنا إذا مش كلنا، أكيد النص، دائما بنحب ناخد شهادات حسن سلوك وننضم لقافلة المأدبين والمزوقين .
أما ليش بتنتهي الصداقات فـ لأنو وبلحظة ما بنقول اللي بداخلنا على حقيقتو والطرف الآخر ما بيتحملوا، فيعتبرنا أنو خرجنا عن إطار الأدب وصرنا برأيو من الناس اللي بيحكو كلامن دج.
يعني إذا بنحسب حياتنا شلون بنقضيها، بيطلع معنا أنو حياتنا ما بتخرج خارج إطار المجاملة .
ليش دائما لازم قول لرفيقتي أنت حلوة.. ليش دائما لازم قول لرئيس تحريري أنو مقالتك بتجنن.. ليش دائما لازم قول لأبي وأمي أنو بحب التنين قد بعض.. ليش دائما لازم قول أنو بحب المسيحية متل ما بحب الاسلام.. ليش دائما لازم قول أنو أنا مش طائفي ومش طبقي وأنو أنا بؤمن بالمساواة.. ليش دائما لازم قول أنو انا مع الحجاب وضد السبور؟؟
شباب خليكن كوول متل ما هو وضع المناصب عنا بالبلد، عمركن شفتو شي مرة حدا جاملنا وحط كل شخص بمكانو، كل منصب وخازوقه معه ومع هيك الكل راضي وما حدا عم يفتح تمو، بالعكس الكل مبسوط بشهادة حسبي الله ونعم الوكيل.
