تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الرئيس الحريري.. وحبل الكذب الطويل...!!

خاص/ محطة أخبار سورية

 

اعترف سعد الحريري بحقيقة التسجيلات التي بثها تلفزيون الجديد، في اليومين الماضيين، وأشار بيانان أصدرهما مكتب الحريري إلى أن الأخير أجرى اتصالاتِ اعتذار شملت الأمير الوليد بن طلال، الرئيس نجيب ميقاتي، النائب نهاد المشنوق والصحافي سمير منصور. ولكن، ومما ورد في بياني الحريري وردّه يمكن التركيز على بعض النقاط:

أولاً، اعتبر الحريري أن "التسجيلات الصوتية التي تنسب الى بعض الشهود أمام لجنة التحقيق الدولية، تطرح علامات استفهام كبرى حول كيفية الحصول عليها"... "وأن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ومكتب المدعي العام في جريمة اغتيال رفيق الحريري، معنيان بتوفير سلامة التحقيق وسريته".

وردّ الحريري هذا، يؤكد أولاً حدوث الواقعة والشهادة التي نسبت إليه، وهو سعى إلى تبريرها ولكنه لم يسع لنفيها لأنها مؤكدة ومثبتة.. وثانياً، هل يشكك السيد سعد الحريري بأمانة المحكمة الدولية وسريتها، وإذا كانت المحكمة قد سرّبت هذه التفاصيل، فعن أي سرّية يتحدث هو وفريقه ويطنطن ويزمّر من أعوام، وعن أي قرار ظني سري لا يعرفون مضمونه يتكلمون؟؟ وعن أي مهنية وأي احترام للأشخاص والكرامات يتحدثون؟ لقد أسقطوا بأيديهم ما كانوا عنه يدافعون: المحكمة المسيّسة والموجهة وغير النزيهة والتي تهدف لضرب المقاومة ومن يقف خلفها ويدعمها.

ثانياً، بيّن رد مكتب الحريري أن الجهات اللبنانية المختصة، "أبلغت لجنة التحقيق الدولية، بأن الإفادات التي أدلى بها (محمد زهير) الصديق"، هي إفادات كاذبة.. وأن التسجيل الذي أذيع، "هو حلقة من حلقات التأكيد على دحض الإفادات الكاذبة، التي أدلى بها الصديق وسواه من الشهود".

وإذا كنتم يا دولة الرئيس الحريري تقرّون بكذب إفادات الصديق وغيره من الشهود الذين تم تركيبهم وبالضرر الذي ألحقوه، فالسؤال الذي يفرض نفسه هو لماذا تقاومون جلبهم إلى القضاء ومحاكمتهم إن كنتم أبرياء مما قالوه ومن حمايتهم.. مع أن إفادتكم تؤكد تورطكم في محاولة البحث عن أدلة وفبركتها لاتهام سورية وتوريطها وقيادتها بكل الوسائل والسبل.. ومع أن الوقائع في السنوات الماضية تؤكد تسخيركم لشهود الزور وإفاداتهم لخدمة مصالحكم ولتحقيق غايات سياسية وأنكم ما تزالون تسيرون على نفس المنوال.

ثالثاً، لقد توجهتم بالاعتذار من بعض الأصدقاء، الذين طاولهم حديثكم وشتائمكم وشكوكم ونعوتكم واتهاماتكم السيئة خلال عدة سنوات يا سيد سعد، لكن الشتائم والاتهامات التي وجهتموها إلى سورية وقيادتها وإلى معظم القيادات اللبنانية  والشعب في البلدين، لا تمحى باعتذارات وعلى قاعدة عفا الله عمّا مضى. فالسؤال هو ماذا لو تمكّنت محكمتكم الدولية التي تدافعون عنها صباح مساء أنتم وفريقكم من تطبيق أوهامكم ومآربكم وما تكنونه من أحقاد؟؟

السيد سعد الحريري: ما هكذا تورد الإبل.. وليس هكذا تقام العلاقات الجيدة بين البلدين.. وما هذه هي صفات القائد الذي يتبصر بالأمور ويتأكد منها قبل تلفيق وإطلاق الاتهامات ضد الآخرين وتلويث سمعتهم.. وإذا كان تيري رود لارسن دليلك، فمن المؤكد انه سيدلك إلى الخراب.. وقد فضح كتاب "سرّ الرؤساء" صديقك جاك شيراك وكشف قذارته، ولن تصحّ شهاداتهم ونصائحهم بعد الآن.

السيد الحريري:  لقد أطلقت أوصافاً ونعوتاً طالت شخصيات كثيرة، وإذا عدنا إليها لوجدنا أن هذه الشخصيات، هي شخصيات وطنية ومعظمها وقف إلى جانب والدك. وإذا كنت تطلق العداء لها، فهذا يعني أنك لا تفهم مكانة والدك وأصدقائه الحقيقيين ولا تفصلهم عن الذين حاولوا استغلال مقتله للتقرب وتحقيق المآرب الشخصية والاستنفاع.. والأيام ستكشف لك الكثير من الحقائق كما اكتشفنا نحن بالأمس.

السيد الحريري: لم تكن تتحدث على صدر والدتك وتشكو همومك لها وفي حضنها عندما وجّهت كل اتهاماتك وشتائمك، بل كنت تتحدث للجنةِ تحقيقٍ صمّمت لإيذاء سورية والمقاومة وضرب مواقفهما المعادية لإسرائيل والواقفة في وجهها.. ولذلك خطأك كبير بحجم الأذى الذي كنت تتوقع حدوثه أنت ومن شرّع المحكمة الدولية الباطلة.

السيد الحريري:  لقد أثبتت التجارب والأيام أنه يحقّ للرئيس بشار الأسد أن يحاضر في الآخرين، بل ويعطيهم دروسا في الوطنية والقومية وفي اتخاذ المواقف وتبنّيها والدفاع عنها طالما هي تخدم قضايا الأمة والوطن.. لأنه عرف كيف يحمي بلاده وكيف يجعل منها قلعة حصينة، وعرف كيف يكون بين أفراد شعبيه وواحداً منهم وكيف وعد ووفّى.. وإذا كانت حماية المقاومة ودعمهما تهمة لسورية، فهي ليست خجلة من هذه التهمة ولا تنكرها، بل تعتز بها..

السيد الحريري:  لقد تجاوزتْ سورية الكثير من الصعوبات والتحديات وحاصرت الذين أرادوا حصارها، وهي ماضية في سياستها القوية والمنفتحة على محيطها والعالم. ومن أراد الخير لسورية وأهلها وقيادتها فأهلا به، ومن أراد الشرّ لها، فسينال ضعف ما أراد.. وستبقى سورية عزيزة حرة قوية صامدة يقصدها الأصدقاء ويهابها الأعداء.

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.