تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

في معاركنا الداخلية.. الخاسر الوحيد هو شعبنا

 

محطة أخبار سورية

عام مضى.. ودّعناه بكل سلبياته الكثيرة  وايجابياته القليلة .. لحظات فرح قليلة اختطفناها ما بين لحظات الحزن والأسى .. وطوينا صفحة هذا العام  كما طوينا صفحات أعوامنا السابقة .. وها نحن نستقبل عاماً جديداً..  قد نعلم بدايته ولكن لا نعلم كيف ستكون نهايته.. وكل عام نأمل أن يكون العام الجديد أفضل من سابقه، ولكن ما  نكتشفه بان كل عام يأتي هو أسوأ من سابقه.. ونتحسر على أيام زمان.. على أعوام مرّت علينا ونحن في قمة عطائنا للوطن، في قمة وحدتنا التي جعلت العدو عاجزاً أمام تلك الصخرة القوية التي كانت تتحدى بكل عنفوان كل مخططاته، وتتصدى بكل جرأة وقوة لكل أسلحته الفتاكة وأدوات التدمير التي وجهها نحو أبناء شعبنا،  ورغم ذلك فإنها لم تستطع أن تزعزع قيد أنملة إصرارنا نحو تحقيق أهدافنا وأمانينا.. الأعوام تمضي ونحن نبكي على حالنا وأحوالنا وعلى ما وصلنا اليه..

 

فما الذي فعلناه خلال العام الماضي، والذي قبله وقبله ، بعد أن تخلينا عن أقوى سلاح نملكه؟! سلاح الوحدة الوطنية التي كان يضرب بها المثل من قبل كل شعوب العالم .. وبتخلينا عن سلاحنا هذا لم نجلب على أنفسنا وعلى شعبنا سوى الدمار وخيبة الأمل واليأس، وفقدان الأمل في أن نشعر في يوم من الأيام بالأمن والاستقرار.. فإذا كان الأخوة قد أصبحوا ألد الأعداء، فكيف ستوضع اليد في اليد لتجتمع الأيدي بكل قوتها لتقاوم شراسة الاحتلال وطغيانه؟!

 

أحدهم شبه العمر بكأس مشروخ يتسرب منه الماء قطرة قطرة، وكل قطرة تمثل سنة من عمرنا .. ونحن لا ندري كم بقي في الكأس من قطرات.. وكم تبقى لنا من رصيد في هذه الحياة لنعالج ما دمرناه بأيدينا ونعيد تعبيد طريقنا التي ملأناها بوحل خلافاتنا واختلافاتنا..

 

لنجلس مع أنفسنا جلسة مكاشفة وحساب.. لنرَ ماذا حققنا خلال العام الماضي.. هل سرنا ولو خطوات قليلة نحو تحقيق المصالحة الفلسطينية الفلسطينية؟ هل تسامينا على جراحنا وتغلبنا على أنانيتنا في سبيل مصلحة هذا الشعب وهذا الوطن؟ ماذا حققنا والى أين وصلنا؟

 

ننظر الى ما جرى خلال العام الماضي، فكل الجهود من أجل المصالحة قد باءت بالفشل، كل مرة نسمع عن جلسة حوار في هذا البلد أو ذاك ، نمني النفس بأن هذه المرة ستكون حاسمة، وبأن المصالحة قاب قوسين أو أدنى من أن تصبح واقعاً ملموساً،  ولكن نعود لليأس من جديد بعد أن نجد أن هناك في كل مرة من يفشل أية محاولة لرأب الصدع وتحقيق المصالحة، فهل سنفعل ذلك أيضاً هذا العام، ونستمر في السير على طريق الخطأ، طريق الفتنة والتشرذم والخلافات وتوجيه الاتهامات كل للآخر . ننظر الى القشة التي في عين الآخر، ولا ننظر الى الخشبة التي في عيننا. كل يظن نفسه على صواب والآخرين  على خطأ. كل يحمل الآخر مسؤولية ما حدث ويحدث، كل يلوم الآخر على كل فشل يمر بنا  ولا أحد يضع النقاط على الحروف لنكتشف عيوبنا قبل أن ننبش على عيوب الآخرين. فلو نظر كل منا الى الخشبة التي في عينه وأزالها لأصبح نظره ثاقباً، فيستطيع أن يرى بوضوح، وتصبح الأمور جلية، فيبصر كل منا أخطاءه ويعمل على معالجتها وتصحيحها، وبذلك يستطيع أن يرى الخير في الآخرين ، وبذلك تذوب كل الخلافات مع كلمة حق تقال حتى على أنفسنا .

 

اخوتنا، لنطوي صفحة العام الماضي وكل الأعوام التي مرت علينا بكل سلبياتها ومآسيها كنتيجة لحالة الشرذمة  والخلافات التي نعيشها . لنحاول أن ننظر الى الآخرين بمنظار آخر . لنتذكر بأننا جميعاً أخوة في الدم والعشق لهذا الوطن، ألسنا جميعاً نسعى من أجل هدف واحد.. أم أننا نسينا هذا الهدف السامي في خضم خلافاتنا وتناحرنا وأنانيتنا والعمل من أجل مصالحنا، وليس من أجل مصلحة هذا الوطن ومصلحة شعبنا.

 

لنطوي صفحة هذا العام بكل سيئاته ، ولنبدأ صفحة جديدة مليئة بالأمل، بل بالارادة والتصميم لأن نعيد الكرامة الى شعبنا بتحقيق الوحدة الوطنية التي قلوبنا عطشى إليها كعطشنا الى الماء في الصحراء .

 

يكفي شعبنا جراحه، فلا يكاد يشفى من جرح حتى ينكب بجراحات أخرى، وأصعبها وأشدها إيلاماً الجراح، ليس التي يتسبب بها الاحتلال، بل التي يتسبب بها ذوو القربى . 

 

لنفتح صفحة جديدة ، صفحة بيضاء ناصعة ننقش عليها بحروف من نور كلمة الوحدة، لتكون الهدف الأسمى الذي نعمل من أجل تحقيقها في أسرع وقت ممكن ، ففي معاركنا الداخلية جميعنا خاسر ولن يربح إلا عدونا.

 

فهل ندفن أحقادنا ونتسامح ونعلو فوق جراحنا ، أم سيمر علينا هذا العام أيضاً كالأعوام الماضية ونحن غارقين في مستنقع خلافاتنا وتناحرنا وأحقادنا، لنظل نعمل بالمثل القائل " تيتي تيتي مثل ما رحتي مثل ما جيتي"!!

 

سؤال برسم الاجابة!! وكل عام وشعبنا بألف خير ..

ندى الحايك خزمو

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.