اذا لم تستح فاكتب ماشئت هذا هو حال بعض الاقلام الحكومية في الصحافة المصرية هذه الايام فقد طلع علينا الصحفي اسامة سرايا رئيس تحرير الاهرام بافتتاحيته صباح 8/2/2011 ليقول ان ماجرى في مصر هو من صنع كهنة الخارج وبالاخص ملالي ايران و حكام تركيا الذين بدورهم صبوا الزيت على النار ونسي هذا القلم الذي زين الافعال الشنيعة لمبارك ونظامه سنوات طوبلة ان هذه البضاعة التي يروج لها فاسدة وانه لم يعد احد من شباب مصر وثورة 25 يناير يعير انتباها لهلوسات اقلام النظام البائسة التي تجاوزتها مسيرة التغيير في مصر فالحدث المصري الكبير الذي هز المنطقة هو صناعة وطنية مصرية ولادخل للملالي وغيرهم ولا للاتراك والافغان والعجم بصناعته ..مسكين هذا السرايا وغيره من اقلام النظام المصري الذي يلفظ انفاسه الاخيرة لايعرفون ماذا يكتبون بعد ان استمرأوا التضليل والدجل واختراع الانجازات الوهمية للنظام الفاسد طوال اكثر من اربعين سنة .
لماذا لم يكتب السيد اسامة عن استعانة نظامه بالدواب للفتك بالمتظاهرين في ميدان التحرير ولا اذكر ان نظاما قام بمثل هذا الفعل بشعبه لذلك يسجل هذا الاختراع حصريا لنظام مبارك ويستطيع قلم السيد اسامة ان يشيد بهذا الانجاز التاريخي غير المسبوق ملحقا بانجاز اخر لايقل اهمية هو قبام نظام مبارك باخلاء الشوارع واطلاق الاف السجناء والبلطجية والمجرمين العتاة كالكلاب المسعورة تنهش باجساد المحتجين العزل في معظم المدن المصرية وتسرق وتنهب وتحرق وتروع اهل مصر في واقعة فريدة من نوعها.اليست هذه صورة وحشية لاتأتي الا من عقلية الدواب التي دافع عنها السيد اسامة سرايا وامثاله طويلا.
من يصدق الكلام الفارغ عن القاء اسباب ماحدث في مصر الى هذه الجهة الخارجية اوتلك ولماذا لاتسأل اقلام النظام البائد عن القهر الداخلي الذي ادى الى هذا الانفجار الهائل الشامل ولماذا لايسأل السيد اسامة عن الذل الوطني والغاء دور مصر وتصغبرها وتحجيمها والقائها في زنزانة كامب ديفيد وسحق كرامة المصريين الى النهاية اربعة عقود كاملة ارضاء لاميركا واسرائيل ؟؟
ان اقلام النظام المصري الذي يحتضر تثير الشفقة فهي لاتعرف ماذا تقول بعد ان اسقط بيدها وانكشف المستور ولم تعد تنفع مفردات التبجيل والتعظيم الكاذبة ولم يعد هنالك من سوق لدفاعهم عن نظام غارق بالعمالة والفساد بل هي خائفة الان من حساب الشعب العسير لخيانتها شرف الكلمة وامانة القضية الوطنية والقومية التي تلاعبوا بها وباعوها لالد اعداء الامة والوطن..
د.تركي صقر
