تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

قوى 14 آذار: من ثورة الأرز إلى سرقة الشوكولاته ؟؟

خاص/ محطة أخبار سورية

معروفة بقوى 14 آذار، لكن عيدها في 14 شباط.. تستولد طاقتها من يوم الحب، ومن ذكرى اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري.. ولذلك ترتدي الأحمر وتكثر منه.. ولكنها في يوم الحب تدعو إلى الكره والانعزال والانغلاق وتستولد التحريض بكلّ ألوانه وأشكاله.. تقول إنها تدعو إلى الحياة وتحب الحياة ولكن ممارسات أبطالها ورموزها تؤكد عكس كلّ ذلك وأنهم يحبون السلطة والسلطة ثم السلطة والتسلط والكراسي وما يتبع ذلك!!

قوى 14 آذار قامت قبل ست سنوات على ثلاثة إدعاءات، اتضح مع مرور الوقت والزمن بطلانها وزيفها، فهرعت هذه القوى ـ أو ما تبقى منها ـ إلى البحث عن ورقة توت تتستر بها، لكنها لم تجد على ما يبدو.

الإدعاء الأول هو أن سورية اغتالت صديقها رفيق الحريري. وقد ثبت بعد مرور الأيام وانكشاف حقيقة ميليس الحلس النجس وغيره أن هناك من اغتال الحريري وأراد أن يقبض ثمن الاغتيال من سورية والمقاومة. وقد كشفت قناة الجديد التلفزيونية اللبنانية عبر "الحقيقة ليكيس" التي بثتها عبر حلقات متعددة وجوه بعض شهود الزور ونفاقهم في هذه القضية، والطريقة القذرة التي تم إتباعها لتوريط سورية. إذن تكشفت الأمور والفبركات وسقطت الدعامة الأولى لقوى 14 آذار باعتراف سعد الحريري نفسه..

أما الإدعاء الثاني، فكان التأكيد الدائم على معرفة الحقيقة ومَن قتل رفيق الحريري. وبد مرور ست سنوات اتضح ان معظم هؤلاء كانوا وراء شهود الزور ومنهم أو ممن فبركهم ولقنهم أو موّلهم أو غطّى عليهم أو أسكنهم أو ساعدهم بطريقة معينة...الخ، فكان واحداً منهم. وبالتالي، وعندما حانت ساعة الحقيقة، بدأت تغيب الحقيقة والمطالبة بها عن خطاباتهم تدريجياً ولاسيما بعد أن تأكد أن معرفتها لن تخدم أغراضهم وأهدافهم، بل قد تودي بهم إلى السجون وربما أبعد.. ولم يبق غير سورية والمقاومة يريدان الحقيقة "الفعلية" وليس الحقيقة المزيّفة لمعرفة القاتل الحقيقي لرفيق الحريري حليفهما. وبكلام آخر، فقد بدأت قوى 14 آذار تهرب من الحقيقة.. أي حقيقة.. لأنها هي كذبة كبيرة قائمة بحدّ ذاتها.

الادعاء الثالث الذي قامت عليه قوى 14 آذار، كان إخراج الجيش السوري من لبنان. وأيضاً، وبعد مرور السنوات تكشّف أن هذا الجيش خرج من لبنان بناء على اعتبارات لا علاقة لقوى 14 آذار بها، لكن هذه القوى "انتهزت" الفرصة لتعلن أنها هي من قامت بهذه الخطوة وأنّ سحْب الجيش السوري تم تحت ضغوطها. أما وقد انتهت الكذبة بعد سلسلة الفضائح والكتب التي نشرت، فقد بدأ الجميع يستوعب أن الجيش العربي السوري لم يكن كما صوّرته ولم يخرج كما ادعت هذه القوى.

إذن، سقطت دعائم قوى 14 آذار الثلاثة وسقطت الانتصارات الوهمية.. ولم تعد تقوى على الوقوف، وهي اليوم تبحث عن شعار جماهيري لترفعه وتتلطى خلفه، وعن مكان لتجتمع فيه. إنها تهرب من الساحات بعد أن صغرت وتضاءل حجمها لدرجة أصبحت لا ترى.. تبحث عن قاعة في فندق ما، لتتمكن الكاميرات من التقاط الوجوه، بعدما أصبحت "ثورة الأرز" بلا وجه ولا اتجاه ولا هوية ولا هدف غير السلطة والمكاسب الفردية وممارسة الكيديات ونشر الأحقاد والتحريض!!

تعرّت قوى 14 آذار بعدما خرج منها النائب وليد جنبلاط وعرّاها وكشف انعزالها. تضعضعت هذه القوى فأسرع سمير جعجع إلى مصر ليستمد الإلهام من رئيسها العجوز، فخرج من هناك قبل أن يقع في الفخ والأسر، لأن قادة نظام مصر كانوا يبحثون عن مغيث وعن مهرب.. أما وصول الرئيس أمين الجميل إلى القاهرة ولقائه الرئيس حسني مبارك قبل شهر تقريباً، فكان كمن يزور مريضاً قبل وفاته... ويبقى الشيخ سعد الحريري، الذي يبدو أنه يواصل تبذير ثروة والده ورصيده السياسي والمالي الذي جمعه طيلة حياته وبعد مماته.. ويبدو ان سعد أفندي أقسم أنه لن يُبقِ على شيء منه، طالما أنه يستمع إلى نصائح أحمد فتفت وفارس سعيّد ومصطفى علوش.. وعمو فؤاد السنيورة الذي لم يأسف أحد غيره على رحيل حسني مبارك.. ولم يبقَ للحريري بعدما فقد رصيده الشعبي ومركزه الوزاري غير شد العصب الطائفي عبر بعض الموظفين الذين يقبضون رواتبهم منه!!

ستحاول قوى 14آذار في 14 شباط التوجه إلى قبر رفيق الحريري للبكاء عليه و"لتتسوّل" عن روحه وباسمه وتدّعي المحبة له... ولكن الفقيد الراحل صامت هناك ولن يستطيع أن يمدّهم بشيء آخر.. وربما لو قيّد له الخروج من قبره، لنهض وصرخ بهم لإبعادهم عنه لأنه يعرف دموع التماسيح التي يذرفها البعض حوله!!

في 14 شباط، يتوقع أن تقوم قوى 14 آذار بمنع الحقائب النسائية من دخول قاعة الاجتماع في البيال حتى لا يتكرر ما حدث في اجتماعات سابقة.. وأن يتم منع تقديم الشوكولاتة كضيافة وأن يتم استبدالها بالعصير فقط وربما "بكاسات" من البلاستيك التي لا تحرز سرقتها!!

في14 شباط العام الماضي، ثبت بالدليل القاطع والصور التلفزيونية أن بعض أبطال قوى 14 آذار تحولوا إلى "حرامية شوكولاته" وتم ضبطهم بالجرم المشهود، (تصورا أبطال ثورة يسرقون بضع حبات من الشوكولاتة؟؟)، فماذا سرق الأبطال الآخرون يا ترى ممن لم تلتقطهم الكاميرات، وماذا ستكون مفاجأة احتفال هذا العام؟ قريباً ربما نرى ونسمع وغداً لناظره قريب..

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.