تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ايتام نظام مبارك الممقوت

محطة أخبار سورية

 

 

ترك السقوط المدوي لنظام مبارك الممقوت، مجموعة من الايتام في المنطقة واول من تيتم بعد خلع النظام الفاسد العميل في مصر ، كانت تلك القوى العربية المنحرفة ،التي وجدت في مبارك الحليف وا...لحامي والمرشد الروحي.في الطليعة بهذا المجال ،تقف سلطة محمود عباس ، الذي تحول الى موظف من درجة رئيس بلدية لدى كل من اسرائيل والنظام المندثر في مصر.

 

لقد وصل الامر بعباس حدا انه بات يعتبر مبارك الاب الروحي والملهم الاوحد له . لا بل ان رئيس سلطة الحكم الذاتي قد ضبط كل حركاته وسكونه على وقع انشطة النظام المنهار في مصر. وصارت سلطة رام الله صدى مشوها ونشازا ومزعجا لنظام مبارك .كان عباس .يستأذن والده الروحي الهرم القابع في شرم الشيخ في كل صغيرة وكبيرة . ولا عجب في ذلك، فرئيس السلطة العميلة في رام الله قطع كل صلاته بالشعب الفلسطيني ، والغى من قاموسه كل مصطلحات المقاومة والنضال والحرية والاستقلال ، مبقيا على خيار واحد هو الاستسلام للعدو والسعي لنيل رضاه بكل السبل . وقد وجد عباس ضالته في مبارك لتحقيق مايصبو اليه . فطاغية القاهرة كان المفتاح الى قلوب الاسرائيليين ، والمعبر الاساسي الي واشنطن ، والطريق الذي يوصل ازلام الحكم الذاتي الفلسطيني الى خزائن الخليج الاسطورية .وبفقدان مبارك بات عباس الان يستحق الان لقب اليتيم الاول في المنطقة.

واليتيم الثاني هو سعد الحريري الذي اعتقد ان ما تبقى من قوة مصر التي دمرها مبارك ، ستكون بتصرف طموحات غبية في اشادة امارة حريرية في لبنان وتنصيب "طويل العمر " الحريري الابن على راسها . لذلك بات ابو الغائط المستشار الاول وضابط الايقاع لتحركات سعد وزمرته. وقد وصل الغرور " بطويل العمر " المزيف هذا حد التمرد على اسياده في الرياض، واعتقد انه بفضل حماية طاغية مصر سيتمكن من ان يصبح احد اللاعبين الكبار في المنطقة . وعندما سحبت القوى الوطنية اللبنانية البساط من تحت اقدام الحريري واسقطت حكومته ، لم يتمكن النظام المقبور في مصر من نجدة سعد الحريري والابقاء عليه . وبسقوط الطاغية المصري وجد سعد نفسه واقفا على رمال متحركة ستبتلعه مع مشروعاته الكرتونية .

واليتيم الثالث الذي خلفه مبارك وراءه هو ماسمي امريكيا بمحور الاعتدال ، لقد فقد هذا المحور احد اهم اركانه ، وهو قد اصبح بطة عرجاء تتقاذفها الانواء السياسية .

ونختم بايتام مبارك ، وهي اسرائيل التي وجدت في نظام الطاغية الثغرة التي عبرت من خلالها الصهيونية الى ارض العرب وعقولهم وجيوبهم . لم يدخر اللامبارك هذا جهدا لخدمة اسرائيل ، ولم يترك وسيلة الا لجأ اليها لتمرير المشروعات الصهيونية في المنطقة ،حتى ولو كان ذلك على حساب مصر وكرامتها وامنها ولقمة عيش شعبها . و اسرائيل التي خسرت سابقا اهم حلفائها المتمثلين في نظام الشاه في ايران وفي تركيا الكمالية ، فقدت الان اخر اهم سند كبير لها في المنطقة وهو النظام المقبور في مصر . ولم يبقى لها في الارض العربية سوى ادوات صغيرة مرعوبة ، هي نفسها بحاجة الى حماية . ان الحزن والرعب المسيطران الان على اسرائيل بعد انهيار مبارك ، يشيران الى عمق الخسارة التي مني بها الكيان الصهيوني ،الذي بات يتيما في المنطقة ، اللهم الا من بعض العملاء الصغار االذين لا يقدمون ولا يؤخرون شيئا.

ونختم بالقول ،ان أمام ايتام مبارك من العرب فرصة اخيرة لانقاذ رؤوسهم ، فان هم استغلوها وابتعدوا عن المشروع الصهيوني واقتربوا من مصالح شعوبهم ، قد ينقذون انفسهم من المصير الاسود المماثل الذي حل بطاغية مصر، والذى اسقطه شعب مصر العظيم الذي يستحق التحية والاكبار.

*محمد خير الوادي  -رئيس مركز دراسات الصين واسيا

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.