تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

فرحتي للبهيَّة تشوبها غصة

أين تخبئ وجهك الآن يا حسب اللـه يا كفراوي يا وزير الإسكان المصري الأسبق مما قلته لجريدة «الوفد». «اللي بيقولوا لا خلصوا». هاهي «لا» الشباب المصري في ميدان الشهداء تكبر لتصبح بحجم مصر برمتها، هاهي تنفجر لتلقي بالسلطة التي تزوجت الثروة وأنجبت الفساد إلى مزبلة التاريخ.
هاهي مصر تستعيد اعتبارها مرة واحدة وإلى الأبد، هاهي ترد حالات سوء الفهم التي ألصقت بها. هاهن المصريات أخوات أسماء محفوظ يثبتن أنهن لسن لُعَباً، وهاهم شباب مصر يؤكدون بدمهم أنهم ليسوا ورقاً، وأن الطبل لا يجمعهم والعصا لا تفرقهم.
هاهي مصر تثبت للحجاج بن يوسف الثقفي أنها لأهلها وليست، على حد زعمه، لمن غلب.
طوال ثلاثين عاماً كانت مصر بعيدة عن حقيقتها ما جعل أسامة غريب يشعر بالغربة فيها ويقول في جريدة «المصري اليوم»: «مصر ليست أمي.. دي مرات أبويا».
ليس من إنسان سوي في هذا العالم لم يغتبط لمصر وهي تستعيد اعتبارها كقلب نابض للوطن العربي الكبير، لكن غبطتي تشوبها غصة، لأن اللصوص قد فروا بمسروقاتهم، فقد نشرت جريدة الـ«صن» الإنكليزية في الواحد والثلاثين من الشهر الماضي تقول إن جمال مبارك قد وصل إلى لندن ومعه 97 حقيبة سفر، وهو يقيم مع أمه سوزان- التي تتحدر من أم إنكليزية من ويلز- في مبنى يملكه تبلغ قيمته 8.5 ملايين جنيه إسترليني (قرابة 13.5 مليون دولار أميركي) وقد دخل إلى إنكلترا ومعه 26 مليار جنيه إسترليني /قرابة 42 مليار دولار أميركي. ولن تزول غصتي إلا عندما يتمكن الشعب المصري من استعادة أمواله المنهوبة.
كذلك أشعر بالغضب عندما أرى في الشريط الإخباري لأقنية التلفزيون أن سعر برميل النفط قد وصل إلى 101 دولار، فأي ظلم أن تتحول دماء الثوار المصريين والتونسيين إلى سيول من الأموال تصب في جيوب الأميركيين وخدمهم المحليين. قد يستغرب البعض هذا الكلام، لكنه حقيقة مع كل أسف. ففي منطقتنا العربية هناك ما يسمى قانون «النصف بالنصف» فحكومات البلدان النفطية تأخذ 50% من سعر النفط التي تنتجه بلدانها أما النصف الثاني فيصب في خزائن شركات البترول متعددة الجنسيات التي تسيطر على سوق النفط العالمي. من المعروف أن صناعة وتجارة النفط في وطننا العربي مسيطر عليها من سبع شركات جميعها أميركية، خمسة منها مملوكة بالكامل، وبشكل مباشر، من الحكومة الأميركية واثنتان للقطاع الخاص، وما يجعل غضبي يصل إلى أقصى مداه، معرفتي بأن معظم حصص الحكومات العربية تنفق على المباذل، لأنه من المحظور قيام تنمية حقيقية، وما يزيد من أموال، يذهب إلى سوق الصناعات العسكرية والحربية الأميركية أو يتم تحويله إلى سندات في الخزينة الأميركية تموت بالتقادم.
نعم لقد استعادت مصر البهية اعتبارها، فألف مبروك لها، لكن استقلالها واستقلالنا نحن العرب لن يكتمل ما دامت دماء شهدائنا تتحول إلى دولارات تصب في خزائن العم سام وعملائه المحليين!

                                                                                                                     حسن م. يوسف 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.