تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

علل.. لماذا وزراء الحكومة السورية أسعد الوزراء في العالم!

مصدر الصورة
بورصات واسواق

 

محطة أخبار سورية

يعاني بيرلسكوني هذه الأيام محنة المحاسبة والمساءلة وربما الإقصاء, ويعيش أسوأ أيامه تحت هاجس المصير المجهول لحياته السياسية, هذا أنه متهم بدعوة فتاة إلى سهرة عامة في منزله.

وفي فترة سابقة اضطر وزير الداخلية البريطاني لتقديم استقالته لاستخدامه نفوذه في تقديم موعد تأشيرة الدخول للمربية الآسيوية إلى انكلترا للعمل لدى أسرته.

وغير ذلك العديد من الحالات والأمثلة التي تدعو الوزراء السوريين للشفقة على الوزراء الأوروبيين الذين يحق أن ينفجروا حسداً للوزير السوري الذي لا يهزه شيء سوى الوفاة أو التعديل الحكومي.

فأعضاء حكومتنا هم أسعد الوزراء في العالم على وجه الإطلاق, ولا شك أنهم يتمتعون بمجال واسع لممارسة هواياتهم المفضلة في إصدار القرارات الملتبسة أو الامتناع عن إصدار القرارات الضرورية دون أن يكون هذا الوزير أو ذاك مضطراً لتبرير ذلك سواء أمام أصحاب الفعاليات الاقتصادية أو أمام الفضوليين من أعضاء مجلس الشعب أو أمام النقابات والمنظمات الشعبية.

لا أدري ماهية الظروف التي تراكمت حتى يكون أي وزير في منزلة أعلى من المساءلة والمحاسبة من قبل السلطة التشريعية أو الجهات التفتيشية, بل في منزلة أسمى من الانتقاد من قبل المنظمات الشعبية والتنظيمات المهنية, وفي مقام لا يمكن تناوله من قبل الإعلام المرئي أحياناً والمسموع نادراً والمقروء على مضض.

لم يعد ممكناً التشكيك بأقوال الوزراء وتحليلاتهم في حين يمكن التشكيك بطروحات أعضاء مجلس الشعب الذين ينبغي لهم التصفيق وإبداء الانبهار بالتصريحات المقتضبة للوزراء أثناء تكرمهم بتلبية الدعوة للحضور تحت قبة المجلس حيث تنتظرهم بعض الكاميرات وبعض الأسئلة المكتوبة والمبلغة لهم سابقاً عن طريق التسلسل, وليتاح للنائب دقائق محسوبة بالثانية للتعبير عن وجهة نظره تجاه هذه القضية التنموية أو تلك, وبعد أن يضٌمن مداخلته أنه لا يقصد على الإطلاق شخص الوزير الذي يتحمل مسؤوليات كبيرة ومعطيات دقيقة لا تتاح لغيره.

إنهم وزراء يتمتعون ويستمتعون بكل شيء. ولا شيء يمكن أن يعكر صفوهم وحبورهم, هم يستطيعون أن ينسبوا لأنفسهم كل النجاحات وأن يحملوا كل الإخفاقات على من هم دونهم فهم يشكون فساد موظفي النسق الثاني حتى موظفي الدرجة الخامسة الذين يعمي "البقشيش" بصائرهم. وهم لا يقدمون أي برنامج حقيقي لبناء الاقتصاد الوطني على أسس راسخة, ولكن أياً منهم يستطيع بمفرده أن يعيق مسيرة البناء والإصلاح,

إنه الوزير السوري الذي لم يختبر نفسه يوماً في الدفاع عن نفسه أو أدائه, فأعضاء مجلس الشعب هم خط دفاع أول عنه, والإعلام الرسمي خط دفاع ثان, وغير الرسمي خط ثالث, والامتناع عن المبادرة والاجتهاد والعمل خط رابع فمن لا يعمل لا يخطئ,

إنه وزير محصن ضد مصيدة الاستدراج للعمل فالخطأ..لا سمح الله !.

 

يوسف سعد... رئيس تحرير جريدة بورصات وأسواق

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.