تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الحرب العنيفة على الفساد استعرت ورؤوس كبيرة لم تعد كذلك!!

خاص/ محطة أخبار سورية

 

نشرت صحيفة تشرين في عددها الصادر يوم الأحد 20 شباط 2011 ملفاً كبيراً وخطيراً يكشف حجم الفساد المستشري في بعض مؤسسات الدولة في سورية. وجاء الملف تحت عنوان: تشرين تتابع فتح ملفات الفساد: اعتـرافـات شـبكة موظفـين وتجــار بســرقات قيمتها 353 مليون ل.س في الخزن والتسويق. وقد أضاء الملف على عدد من عمليات الغش والسرقة والتدليس وهي عمليات كبيرة وخطيرة، وأكدت الصحيفة أنها ستتابع نشر تفاصيل أخرى مما يعني كشف المزيد من الفساد والغش والهدر لأموال الوطن والشعب.  ويشير الملف الذي نشرته الصحيفة وطريقة عرضه إلى أمور عديدة تمكن الإشارة إلى بعضها:

أولاً، أن الموضوع احتلّ صدر الصفحة الأولى في الصحيفة، والزاوية الأهم في هذه الصفحة. ودخول الإعلام في المعركة على الفساد بهذا الزخم، مهم جداً، وإن كان قد تأخر بعض الشيء بعرض وكشف ما يتم تحقيقه وإنجازه حتّى الآن على هذه الجبهة. فدور الإعلام جوهري وأساسي في محاربة الفساد لأنه يبيّن، أولاً، حجم الجهود المبذولة التي تقوم بها القيادة لتصحيح الأوضاع ومحاربة المتورطين في الفساد وبالتالي يشجع الأطراف الأخرى النظيفة والغيورة على أخذ دورها في هذه العملية ولاسيما المواطن الذي هو الضحية الأولى للفساد. ولأنه، ثانياً، يكشف المتورطين وأسمائهم ليكونوا عِبرة لغيرهم ممن تسوّل له نفسه التطاول على أموال الدولة إمكاناتها والشعب ومقدراته.

وهذا التركيز الإعلامي، يعني "تعمد" إبراز أهمية وخطورة الموضوع والتركيز عليه لاجتثاثه. وهذا يلبّي ما ينتظره السوريون الشرفاء من الرئيس بشار الأسد الذي أولوه وما زالوا ثقتهم الكبيرة، بأن يضرب بيد من حديد جميع المفسدين والمختلسين والسارقين الذين يُضرون بالوطن والمواطن ويسيئون إليه ويمتصون قوت الشعب، ويشوّهون سمعة الوطن. من جانب آخر، فإن القضاء على الفساد سوف يساعد بكلّ تأكيد على تحسين حياة المواطن ومستوى معيشته حيث سيتم توفير المواد الأساسية له بشكل كامل وبنوعية جيدة وأسعار مقبولة.. وينعكس إيجاباً على عملية التنمية الشاملة في القطر، ويقوّي الموقف السوري والوضع الداخلي في سورية.. كما يعزز الوضع والموقف السوري الخارجي.

ثانياً، إن فتح هذا الملف بهذا الشكل، والتأكيد أن ملفات أخرى سوف تفتح، يؤكد أن المعركة على الفساد "استعرت" بقوة، وهي مستمرة، وأن معركة الإصلاح دخلت مرحلة "الحسم" وأن النتائج سوف تظهر تباعاً وسيشعر بها المواطنون. ورغم أن هذه المعركة بدأت قبل فترة طويلة، إلا أن المرجّح هو تصاعدها، لأن التطورات الخارجية وارتياح سورية لوضعها الخارجي على الصعيد الدولي، يعني أن القيادة السياسية أصبح لديها "متسعٌ" من الوقت للتفرغ للوضع الداخلي لإعادة صياغته وتقويته وتصحيح الأخطاء الموجودة واستئصال الفساد المستشري في بعض المؤسسات والدوائر لوقف النزيف في الاقتصاد والثروات والحدّ من الهدر والغش واختلاس المال العام، مما يدعم جوّ الاستقرار الذي تنعم به سورية.

ثالثاً، نؤكد في هذه الظروف، وللنجاح في هذه المعركة الشرسة على الفساد والهدر، على أنه يغدو مطلوباً من الجميع، للقضاء على الفساد، تقديم المساعدة الممكنة، سواء عبر المعلومات التي تتجمع لديهم أو الوثائق التي يمتلكوها، لدعم القيادة في حملتها الهادفة لتنظيف مؤسسات الدولة وإداراتها من كلّ المخربين الذين يقدّمون مصالحهم الشخصية الضيقة على حساب مصالح الوطن والمواطن..

إن الوطن بحاجة لجهود جميع أبناءه المخلصين.. ويد واحدة لا تصفّق وحدها. ولذلك فإن الحرب على الفساد، التي هي حرب لمصلحة الوطن والمواطن، تحتاج إلى تضافر جهود الجميع ويقظتهم.. فسورية بلد جميل وغني وعلينا المحافظة عليها وتطويرها لتكون في صدارة الدول المتقدمة... ولتبقى قوية شامخة في وجه الأعداء والكارهين والمتربصين.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.