تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

اليمن يتقدم نحو الفوضى.. والعودة ما زالت ممكنة!!

خاص/ محطة أخبار سورية

 

يزداد الوضع في اليمن خطورة مع تصاعد مطالب المعارضة وتماسكها وتطور عملها وانضمام الكثيرين من المؤيدين من مختلف القطاعات الشعبية إليها، مقابل تمسك الرئيس اليمني على عبد الله الصالح بالحكم، وسط إقدامه على تقديم تنازلات جزئية، يبدو أنها لم ولن تعد تجدي، فيما، يتواصل سفك الدماء اليمنية، ويرتفع عدد القتلى والجرحى، ويسير الوضع متدرجاً باتجاه نقطة اللاعودة.

عرضَ الرئيس اليمني أن يرعى الحوار مع المعارضة، فسارعت الأخيرة إلى رفض هذا الأمر مشددة على انه لا يمكن أن يكون هناك حوار في وجود «الرصاص والعصي والبلطجة» ضد المتظاهرين. ومقابل تراجع علي صالح هذا، أعلنت «أحزاب اللقاء المشترك» البرلمانية المعارضة انضمامها إلى حركة الاحتجاج المتواصلة ضد الرئيس اليمني ودعت، في بيان، مناصريها إلى «الالتحام بالشباب المحتجين وجماهير الشعب في فعالياتهم الاحتجاجية الرافضة لاستمرار القمع والاستبداد والقهر والفساد».

عاند الرئيس اليمني وأكد أنه لن يرضخ لمطالب المتظاهرين ولن يرحل إلا عبر صناديق الاقتراع، فتحولت التظاهرات المطالبة بإسقاط النظام في اليمن، إلى اعتصام مفتوح في صنعاء بعد إعلان المعارضة الانضمام إليها. وحصلت المعارضة على دفعة قوية مع إعلان الحوثيين الانضمام إلى حركة الاحتجاجات. كما حرّم علماء اليمن الاعتداء على المتظاهرين السلميين، واعتبروا أن التظاهر شكل من أشكال «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».

دعا «حزب المؤتمر الشعبي العام» الحاكم، على وقع الاشتباكات المستمرة بين متظاهرين يطالبون برحيل الرئيس علي صالح ومناصرين للنظام،  إلى التجمع في تظاهرة «مليونية» في ميدان السبعين في وسط صنعاء حيث مقر الرئاسة، للرد على الحركة الاحتجاجية المتصاعدة، فكان أنْ  تعرّض الرئيس اليمني إلى صفعة سياسية تمثلت في تقديم ثمانية نواب ينتمون إلى «حزب المؤتمر الشعبي العام» الحاكم استقالاتهم من الكتلة البرلمانية للحزب، احتجاجا على «أعمال القمع» في حق المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام. وأجبرت الاحتجاجات المتصاعد الحزب الحاكم على إلغاء التظاهرة مليونية التي كان دعا إليها، كما انضم ستة أعضاء في هيئة علماء اليمن إلى المعتصمين الذين امضوا ليلتهم الثالثة على التوالي في ساحة أمام الجامعة.

الرئيس اليمني يواجه معارضة شعبية متزايدة لإنهاء حكمه المستمر منذ 32 عاما، ولكن لا يبدو انه يقرأ ما يجري من حوله؛ في تونس والقاهرة وليبيا والأهم داخل اليمن تحديداً، وتلك مصيبة كبرى..

إذا كان الرئيس اليمني علي عبد الله الصالح يريد البقاء في الحكم، فليس بهذه الطريقة على الأقل؛ عليه أن يحاور المعارضة وأن يستمع إلى مطالبها ويناقشها وأن يقّدم ضمانات أنه سيتم تنفيذ ما يتفق عليه، وأن يبتعد عن كرسي "العرش" قليلاً ليكون بين شعبه مشاركاً ومواطناً وصديقاً ومستمعاً وناصحاً... وليس حاكماً معزولاً في قصره بعيداً عن هموم الناس واهتماماتهم ومشاكلهم وقضاياهم وحاجاتهم ومطالبهم والآمهم..

اليمن يعاني مشاكل كثيرة ـ لا نريد أن نتحدث عن ترف الديمقراطيةـ  أولها الفقر والتخلف ونقص الخدمات في الصحة والتعليم والبطالة... وتخلف البنى التحتية وخطر النزاعات القبلية الكامنة والمعلنة، وخطر التقسيم وتهديد الوحدة اليمنية والعودة إلى يمنين جنوبي وشمالي..

الرئيس علي صالح: مطلوب منكم خطوة جريئة تحسم الموقف وتوقف النزيف المستمر والتدهور الحاصل قبل فوات الأوان وقبل أن يتحوّل اليمن إلى مزيد من الخراب والدمار، وقبل أن يصل وتصل معه إلى نقطة اللاعودة.. وأياً تكن عناصر القوة التي تملكها، من جيش ومؤيدين وأنصار وقبيلة... فإنك أنت المؤتمن على اليمن كلّه ولست طرفاً تحكم باسم طرف تمثله وتحقق مصالحه ضد طرف آخر! وأي خطوات تصالحية تعزز وحدة اليمن واستقراره ليست تنازلاً ولا تعتبر ضعفاً؛ فالقوي هو من يركن إلى "الحق" والمنطق ويعود إلى جادة الصواب ويكون فضيلاً عبر اعترافه بالخطأ! وبالنتيجة الوطن أهم وأبقى من الجميع، إلا إذا كان رأي سيادتكم غير ذلك؟؟

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.