تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

خورخي سيمبران 1923 – 2011

ولد "خورخي سيمبران مورا" لعائلة سياسية إسبانية عريقة في مدريد عام 1923، وكان جده "أنطونيو مورا" لأمه "سوزانا مورا غامازو: رئيس وزراء إسبانيا عدة مرات، في حين كان أبوه خوسيه ماريا سيمبران غاريا (1893 – 1966) محامياً وحاكماً وسفيراً لإسبانيا الجمهورية قبل الحرب الأهلية الإسبانية.

خلال الحرب الأهلية الإسبانية (1936 – 1939) انتقلت عائلة سيمبران إلى فرنسا وهولندا حيث أصبح والده سفيراً للجمهورية الإسبانية في هولندا، ولكن بعد الهزيمة النهائية للجمهورية واليساريين والاشتراكيين على يد قوات        الجنرال فرانكو المتحالف مع النازية والفاشية وغض الطرف عنه من قبل الحلفاء وبعد اعتراف هولندا بالنظام الجديد في إسبانيا عادت عائلة سيمبران إلى فرنسا وعاشت فيها بصفتها لاجئين إسبان، ودرس خورخي الشاب في مدارس فرنسا وأم بعدها دراسته الجامعية في كلية السوربون بباريس.

خلال الحرب العالمية الثانية وبعد وقوع فرنسا تحت الاحتلال النازي انضم الشاب خورخي إلى قوات المقاومة للاحتلال الفرنسي ونشط في إحدى المجموعات المؤلفة من اللاجئين في فرنسا، وانضم في تلك الفترة إلى الحزب الشيوعي الإسباني عام 1942، حيث نشط في مجموعة المقاومة التي نظمها هذا الحزب، وتم اعتقاله عام 1943 من قبل جهاز الغستابو النازي، وتم إرساله إلى معسكر بوخلاند للاعتقال في ألمانيا كعقوبه لنشاطه المقاوم.

دام اعتقال سيمبران حتى هزيمة ألمانيا النازية عام 1945، حيث عاد إلى فرنسا وأصبح عضواً ناشطاً في الحزب الشيوعي الإسباني في المنفى، وكان يعد من كبار المنظمين لنشاطات الحزب في إسبانيا التي كانت تحت حكم فرانكو ما بين عامي 1953 – 1962، وفي تلك الحقبة استخدم سيمبران اسماً حركياً هو "هوغو سانشيز" وألف العديد من الكتب والمقالات في الفكر الشيوعي تحت هذا الاسم، وأصبح عضواً في اللجنة المركزية للحزب لكنه استقال عام 1964 من الحزب نتيجة خلافات فكرية مع الخط الرئيسي للحزب وترك العمل السياسي وتفرغ للكتابة الأدبية.

ألف سيمبران العديد من الكتب والروايات والمسرحيات باللغتين الفرنسية والإسبانية، ألف بالإسبانية كتابين عن سيرة حياته الذاتية تحت اسم "فيدريكو سانشيز" الكتاب الأول عن نشاطه ومغادرته للحزب الشيوعي الإسباني، والثاني عن فترة خدمته كوزير للثقافة في إسبانيا، كما كتب روايته الأولى بالإسبانية عام 2003 تحت عنوان "عشرون عاماً ويوم" وتدور أحداثها عام 1956 وتتناول تاريخ إسبانيا المعاصر.

وألف أولى كتبه باللغة الفرنسية عام 1963 وكانت رواية تحمل عنوان "الرحلة الطويلة" وتتناول بطريقة خيالية حادثة اعتقاله وترحيله إلى معسكر الاعتقال بطريقة خيالية وحازت على جائزتين أدبيتين فور صدورها.

كما ألف عام 1969 رواية "الموت الثاني لريمون ميركادير".

ثاني رواياته كانت "الأحد الجميل" وصدرت عام 1980 وتتناول تفاصيل يوم تحرير السجناء من معسكر الاعتقال النازي بعد هزيمة الرايخ الثالث واندحار ألمانيا النازية، وفي هذه الرواية يقدم إدانة قوية لكل من الهتلرية والستالينية.

ومن كتبه باللغة الفرنسية "الكتابة أو الحياة" وصدر عام 1994 وهو يتناول نمط الكتابة عن ذكرى معينة حيث يتناول سيمبران بالنقد مشاهد من أعمال سابقة ويدافع عن خياراته الأدبية.

كما برع بكتابة سيناريوهات الأفلام وحوارها، وكان أبرزها الأفلام التي كتبها بالتعاون مع المخرج من أصل يوناني  "كوستا غافراس" والنجم الفرنسي "إيف مونتان" مثل "الاعتراف" عام 1970 ورائعة "زد Z" التي ترشح من أجلها إلى جائزة الأوسكار عام 1969، وكان سبق أن ترشح لهذه الجائزة عام 1966 من أجل فيلم "الحرب انتهت".

عاد سيمبران بعد سقوط الكوديلو فرانكو إلى إسبانيا لفترة من الزمن، وتولى منصب وزير الثقافة بين عام 1988 – 1991 في عهد حكومة "فيليب غونزالس" الإشتراكية، لكن ما لبث أن عاد ليعيش في باريس، حيث أصبح الرئيس الفخري لمنظمة "العمل ضد الجوع" الإسبانية، وتفرغ للعمل في منظمة اليونيسكو الدولية.

نشط سيمبران في سنواته الأخيرة في مجال التواصل مع الجيل الشاب، حيث خصص جزءاً من وقته في زيارة المدارس الثانوية ورواية التاريخ الذي عاشه لطلابها.

عام 1996 حاز سيمبران على جائزة أكاديمية "كونغور" الأديبة المرموقة وكان أول كاتب باللغة الفرنسية من أصل غير فرنسي يحوز على هذا الشرف الرفيع، كما حاز عام 2002 على جائزة "أوفيد" عن مجمل أعماله، ورفض قبول الجنسية الفرنسية وأصر أن يبقى إسبانياً وبقي لاجئاً، ولم يتم بسبب ذلك إدخاله إلى الأكاديمية الفرنسية.

تزوج سيمبران أول مرة عام 1949 من "لولا بيلون" وانجب منها ابنه جايمي سمبرون (1947 – 2010) والذي أصبح بدورها كاتب سيناريو وممثل ومخرج مرموق، وتزوج للمرة الثانية من "كوليت لولوب"، وانجب منها خمسة أبناء هم: "دومينك – ريكاردو – بيلار – خوان – بابلو".

توفي خورخي سيمبران في العاصمة الفرنسية باريس في 7 حزيران / يونيو 2011، ووصفته صحية "إل بايس" المدريدية بأنه "ذاكرة القرن العشرين" في حين قالت عنه الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الفرنسي: "إن سيمبران رجلا لا ينسى كمناضل من أجل الحرية والعدالة".

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.