تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

التصعيد التركي يتزامن مع تصعيد فيلتمان والظواهري

 

محطة أخبار سورية

بعد احتضان أنقرة لسلسة من مؤتمرات المعارضة السورية.. مؤتمر أنطاليا، مؤتمر علماء المسلمين، مؤتمر الإنقاذ الوطني، انتقلت تركيا إلى مرحلة جدُ خطيرة وهي الدخول مباشرة كطرف في الصراع الدائر في سورية عبر الإعلان عن دورة متطورة لتدريب ناشطين سوريين من الداخل والخارج على أجهزة اتصال حديثة ترتبط بالأقمار الصناعية مباشرة بانتظار إدخالها إلى سوريا واستعمالها خلال الفترة القادمة.

الدورة تضم 200 شخص قدموا من الولايات المتحدة والدول الأوروبية وبعض الدول العربية وبعضهم حضر من الداخل السوري، والهدف هو تكوين شبكة لقيادة التحركات في سوريا!

والسؤال هنا.. من الذي يمول؟ ومن يؤمن هذه الأجهزة المتطورة؟ ومن يدفع تكاليف الإقامة وبطاقات السفر؟

ليتضح أن تركيا ضالعة مع كل من الولايات المتحدة ودول الغرب التي تمتلك التقنيات وتسعى لتوظيفها في تنظيم الاضطرابات داخل سوريا!

السؤال أيضاً: هل من ينظم هذه الدورات يريد الإصلاح في سوريا أو يريد لهذا البلد أن يستعيد عافيته؟ أم أنه يسعى لتهيئة الأجواء في سوريا، لتكون "ليبيا ثانية"؟! وهو ما اتضح عندما تحركت المجموعات المسلحة في كل من درعا وتلكلخ وحمص وجسر الشغور حيث ما زالت تركيا تحمي المسلحين في المنطقة العازلة، وتقدم لهم السلاح والغذاء والمال وتعرقل عودة اللاجئين!

ومن هنا فإن ما يجري في تركيا وعواصم أخرى يؤكد أن هذه الدول تريد توظيف الأحداث والاضطرابات في سوريا لتحقيق غايات أخرى، وهي من أجل ذلك تقيم الدورات التدريبية، وتقدم الأجهزة المتطورة، بعد ما قدمت السلاح والمال.. ولا زالت! ولولا المعارضة الروسية والصينية في مجلس الأمن لنُفذ المخطط ووقعت سوريا في أتون حرب أهلية.

 

التصعيد التركي تزامن مع تصعيد فيلتمان والظواهري

التصعيد التركي ترافق مع تصعيدين خطيرين فقد شن جيفري فيلتمان معاون وزيرة الخارجية الأميركية حملة عنيفة على الرئيس بشار الأسد حيث أفصح وبكل وقاحة عن استمرار دعم الولايات المتحدة لما سماها "التحركات التي تشهدها سوريا" ووجه اتهاما للسلطات السورية بأنها تختلق الحديث عن الفتنة وهو التعبير الذي تستعمله المعارضة! وفيلتمان هو المسؤول عن السفير روبرت فورد حيث كشف مسؤولون في البيت الأبيض انه مكلف بقيادة المعارضة السورية في الداخل وبالعمل على تنظيمها من خلال اجتماعات ستعقد في الداخل والخارج وهذا ما كشفته أيضا صحيفة الواشنطن بوست!

تصعيد فيلتمان ترافق مع تصعيد لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري الذي دخل على خط الأحداث السورية، لتتضح الصورة بشكل كامل.. أميركا وأوروبا (الحضاريتان) مع تركيا حزب العدالة ذي التوجهات الإسلامية مع القاعدة والمعارضة السورية التي تعلن السلمية وتتخفى وراء المجموعات الإرهابية بهدف جر البلاد إلى حرب أهلية وهو ما يعمل عليه تيار التكفير الذي يقوده عدنان العرعور عبر قنوات فضائية عدة ممولة من السعودية! والجناح المتطرف من تنظيم الإخوان المسلمين. والدليل على ذلك الشعارات الطائفية التي أطلقت في مناطق عدة والتي أثارت موجة واسعة من الاستنكار الشعبي في سوريا والعالم والعربي!

 

مراهنات المعارضة الفاشلة

إذاً.. لم يبق أمام الدولة إلا التصدي العلني لعملاء الغرب ولتيار التكفير وللمتطرفين من تنظيم الإخوان المسلمين لفرض الأمن والاستقرار وسحق أي تمرد مسلح أو عصيان على سلطة الدولة، وهنا يحضرني قول رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين "سنلاحق الإرهابيين حتى المراحيض"!

ومن هنا يتضح بشكل جلي أن ما يسمى بالمعارضة السورية في الخارج تراهن على عوامل عدة:

الأول: دعم الخارج وفي المقدمة كل من الولايات المتحدة و"الذيل" تركيا .

الثاني: ضرب الاقتصاد السوري عبر ضرب الموسم السياحي وسحب التجار لأموالهم والدفع باتجاه الاضطرابات والاعتصامات.

الثالث: إنهاك الجيش السوري وذلك بإثارة المشاكل وتحريك المسلحين والإرهابيين في بقع متعددة.

الرابع: صمت المعارضة الداخلية (الانتهازية) التي تراهن على التدخل الأجنبي ونجاح الإرهابيين في إضعاف الدولة على حساب دماء الأبرياء وأمن الناس واستقرارهم وامتناعهم عن الدخول في حوار مع النظام.

 

بينما تراهن سوريا (الدولة) ومن ورائها الشعب على عوامل عدة أيضا:

الأول: وعي الشعب السوري حيث شهدت سوريا سلسلة من المبادرات الشعبية التي انطلقت لتحصين الاقتصاد وللدفاع عن الليرة السورية.

الثاني: قوة الاقتصاد السوري حيث أعلن حاكم مصرف سوريا المركزي وجود كمية كبيرة من الاحتياطات النقدية لدى الدولة السورية بمليارات الدولارات.

الثالث: التحركات الشعبية المطالبة بإنهاء التمرد المسلح وإعادة الأسواق والمرافق الاقتصادية لسابق عهدها.

الرابع: الالتفاف الشعبي حول الجيش العربي السوري ودوره في الأحداث تلبية لإرادة المجتمع السوري بجميع مكوناته في فرض الأمن والاستقرار.

في الختام لا بد من التنويه أن المعارضة السورية سواء في الداخل أو الخارج أصبحت اليوم وبالوقائع مرتبطة بالمشروع الأميركي.. فاجتماع مؤتمرات المعارضة في تركيا بوجود وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون واجتماع مديرCIA ببعضهم وتصريحات فيلتمان الأخيرة ومؤتمر سان جرمان الذي رعته الصهيونية وطلب بعضهم التدخل الأجنبي من مجلس الأمن ومنظمات الأمم المتحدة يبين مدى تورط أقطاب المعارضة في المشروع الأميركي.. ومن هنا فإن الدولة السورية اكتسبت قوة جديدة في مواجهة المؤامرة كان عمادها عمالة المعارضة للولايات المتحدة ومن يدور في فلكها أي إسرائيل!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.