تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الإيمان والإخلاص للعمل سر «الشهيد ناجي أسعد»

مصدر الصورة
تشرين

قبيل أن تقتنصه رصاصة غدر من رصاصات ما سمي الربيع الثوري العربي كان الزميل ناجي أسعد، قدم للنشر في صحيفة (تشرين) آخر زاوية بعنوان (الإيمان والإخلاص للعمل سر التقدم).


إنّ الإيمان والإخلاص للعمل سر ناجي أسعد الذي أمضى في صحيفة (تشرين) سنوات طويلة محرراً ورئيساً لدائرة التحقيقات وأميناً للتحرير وأميناً لتحرير الشؤون الثقافية، وأميناً لتحرير الشؤون المحلية والاقتصادية، وأخيراً بعد تقاعده كان يعد صفحة منبر تشرين، وبينما كان قادماً من منزله في حي التضامن صباح أمس كي يتفقد صفحته في الصحيفة ... اغتالته يد الغدر قرب منزله..
أبا أحمد.. هل نقول لك وداعاً.؟ وأي وداع أشد وأكثر مرارة من وداع ناجي الصديق والزميل الذي جمعتنا معه هموم الحياة وهموم المهنة وكنا نتبادل الحوار حولها ونستنير من خبرته في الكثير من القضايا.
رصاصة... حاقدة- كارهة- مجرمة أطلقتها يد عابثة غادرة أطفأت نور الحياة، وأوقفت عجلة الزمن وغدوت يا ناجي شهيداً.. امتزج حبر أوراقك بدمك الطاهر النبيل...
صباح أمس خرجت من منزلك الذي غافلتنا وذهبت إليه، إلى قدرك، فكنت مؤمناً مسلّماً أمرك إلى الله.. خرجت صباحاً متأبطاً أوراقك البيضاء متجهاً إلى صحيفتك «تشرين» التي اعتدنا أن تتجه إليها يومياً، وآليت عدم تركها رغم إحالتك إلى التقاعد قبل أشهر ولم تتخل عن رسالتك وآليت على نفسك حمل الرسالة إلى آخر لحظة في حياتك.. رحمك الله.. يا ناجي.. وأعاننا الله وأعان أسرتك على تحمل ألم الفراق.. فقد تركت في قلوبنا غصة كبيرة، وفراغاً يملؤه الحزن الشديد على زميل ترجل عن صهوة جواد مهنة الصحافة التي أحبها بعد أن أمضى فيها زهرة شبابه.. عملاً جاداً وجهداً متميزاً حاملاً لواء الدفاع عن قضايا الوطن والمواطنين وهمومهم..
كنت يا ناجي مثالاً للحيوية والعمل الجاد متميزاً بالجرأة في طرح أفكارك وشجاعاً في التصدي للأخطاء والسلبيات أينما كانت بمسؤولية ومصداقية، وكنت رحمك الله سباقاً إلى تحمل أعباء المسؤولية ولم تتخلف أو تتردد يوماً في إنجاز مهمة أو عمل طلُب منك.. كنت مقداماً محباً للحياة ولمهنتك التي أعطيتها الكثير فأعطتك من رحابها الكثير..
ليس في مقدرة القلم أن يعبر عما ترتله الشفاه من كلمات عصرها الألم على فراق زميل أصبح من ذاكرة الصحيفة وذاكرة لا تمحى، رحمك الله أيها الزميل العزيز وتغمدك برحمته، وأدخل السكينة إلى قلوب أهلك ومحبيك وصبّر الله والدتك التي نذرت كل سنوات حياتك للحرص على راحتها وخدمتها والبقاء إلى جوارها للتخفيف من مرضها ورعايتها..
إن استهداف الزميل الإعلامي ناجي أسعد يأتي ضمن أجندة المؤامرة الشرسة على سورية باستهداف كفاءاتها العلمية وبنيتها وضرب استقرارها من المجموعات الإرهابية المسلحة وداعميهم ومموليهم من الأدوات المأجورة في المنطقة (قطر- السعودية- تركيا..) الذين ينفذون ما يأمرهم به أسيادهم في الولايات المتحدة و(إسرائيل).
وإن استشهاد الإعلامي الزميل ناجي إنما هو أيضا استهداف للإعلام السوري الذي استطاع أن يسقط الرهانات وفبركات الإعلام المأجور الشريك في سفك الدم السوري ويساهم إلى حد كبير في فضح سموم المؤامرة التي يبثها هذا الإعلام بأكاذيبه المضللة للرأي العام.
الزميل ناجي، كفاءة وقدرة ومهنية متميزة على مدى سنوات كثيرة قضاها مع زملائه في صحيفة (تشرين)، واستشهاده مفخرة لكل إعلامي حمل القلم وعرّى هذه المؤامرة القذرة التي تعيشها سورية والتي ستنتصر عليها بإذن الله بقوة جيشها وبسالته، وصلابة شعبها، وحكمة قيادتها..
العزاء للأسرة الإعلامية كلها باستشهاد الزميل ناجي الذي انضم إلى قافلة شهداء سورية الأبرار..
وداعاً يا أبا أحمد.. ولكن ستكون دائماً معنا ولن ننساك أبداً وستبقى في ذاكرتنا وذاكرة جميع من أحبك وفي ذاكرة صحيفتك التي أحبتك ... رحمك الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.

                                                                                                 أسرة صحيفة تشرين

الشهيد في سطور


الصحفي ناجي أحمد أسعد تولد سلحب 1951
_ إجازة في الآداب - قسم اللغة العربية
_ عين بوظيفة مندوب رئيسي بتاريخ 17/9/1979 في صحيفة تشرين
_ أسند اليه وظيفة رئيس دائرة التحقيقات الاجتماعية والاقتصادية بتاريخ 20/1/1987
_ سمي أميناً للتحرير للشوؤن المحلية بتاريخ 22/3/2003
_ أحيل للتقاعد بتاريخ 31/12/2011
أعد صفحة (منبر تشرين) في صحيفة تشرين بعد تقاعده حتى لحظة استشهاده وآخر صفحة قدمها للنشر في هذا العدد من تشرين الصفحة 17
_طالته يد الغدر الآثمة في الثامنة والنصف من صباح أمس الثلاثاء واستشهد على الفور بعد إصابته برصاص قناص في رأسه وهو في طريقه من منزله في حي التضامن إلى صحيفة تشرين.

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.