تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

سياســة الكيــل بمكاييـــل وليـــس بمكياليـــن فقــــط

 

 

عالم أعوج .. كل ما فيه أصبح بالمقلوب .. دول تتبارى لتدمر الأخرى.. ودول تتحكم بكل دول العالم تديرها كيفما تشاء ومتى تشاء..  الخطأ تحول الى الصواب والصواب تحول الى خطأ، القاتل تحول الى ضحية والضحية أصبح هو القاتل الارهابي!! ولكن هل يدوم هذا الوضع؟!!

 

"ثورات" انتشرت في عالمنا العربي.. بدأت بربيع وستنتهي بشتاء مصحوب بعواصف وأعاصير ستقتلع الأخضر واليابس في وطننا العربي.. تحالف قوى اجتمعت على الشر والتدمير والخراب..

 

الفاعل : الكيان الصهيوني رأس الفتنة وبمساعدة ممن تسمي نفسها الدولة العظمى (أمريكا)، وبدمى متحركة بعضها للأسف عربية تنادت – إما لتحقيق مصالحها أو خوفاً وجبناً - لتساعد في مهمة اشعال الفتنة وصب الزيت على النار لتشتعل أكثر وأكثر وأكثر في عالمنا العربي..

 

المفعول به: عالمنا العربي، القوي الضعيف، القوي لأنه يستطيع لو أراد أن يتحدى أكبر الدول وأشرسها اذا ما استعمل مقومات القوة لديه، وضعيف بجبنه وتشرذمه وجري بعضه وراء الغرب والكيان الصهيوني.

 

الهدف: تدمير العالم العربي بأسره، وكل دولة لا تسير بحسب مصالح اسرائيل وأمريكا ليسهل السيطرة عليها من قبل اسرائيل وحليفتها أمريكا وحليفات أمريكا من الدول الغربية التي تسير في ركبها..

 

تدعي أمريكا بأنها تحارب الارهاب في العالم وماذا ارتكبت بحق العالم سوى الارهاب ، فكم من دولة دمرتها بارهابها، تارة باسم محاربة الارهاب، وأخرى باسم محاربة اقتناء الأسلحة الكيماوية والبيولوجية والنووية، وأخرى باسم الديمقراطية و...

 

وهنا نسأل أمريكا وأدواتها في الناتو والشرق الأوسط ، كيف تدعون محاربة الارهاب وفي نفس الوقت تصدّرون الارهابيين الى بعض الدول العربية والاسلامية ليعيثوا الدمار والخراب فيها، أفلا يكفي ما فعلته أمريكا في افغانستان والعراق وليبيا و... وكما يفعلون الآن في سورية بشكل شرس.. فباسم تطبيق الديمقراطية والحريات، أو بحجة اقتناء أسلحة كيماوية يدمرون كل دولة تعارض مصالحهم أو تقف في وجوههم موقفاً صلباً وقويا، بينما يتركون، بل ويتحالفون - لتنفيذ مآربهم - مع دول تفتقد الى أبسط مقومات الديمقراطية، فأي منطق هذا يا أمريكا وحليفاتها..

 

ونستغرب هنا أيضاً، فبأي حق مثلاً تحاول أمريكا منع الدول الأخرى من اقتناء الأسلحة النووية وغيرها... وهي تقتنيها، بل وتصنعها، بل واستعملت بعضها، فهناك تأكيدات بأن امريكا استخدمت البيولوجية منها وجربتها في حرب الخليج الثانية وقبلها في فيتنام بحسب دراسات كثيرة أجريت وبعضها دراسات أميركية، بل وحتى وصل الأمر الى أن ترسل أسلحة متطورة بكافة أشكالها للارهابيين لاستخدامها في بلادنا العربية التي تحدتها ولا تسير في ركبها وركب اسرائيل، والتي لا تنفذ لها مصالحها في الشرق الأوسط .

 

هذه نماذج من عدة أمثلة على استخدام امريكا لتلك الأسلحة، تماما كما استخدمت اسرائيل مواد خطرة محرمة دولياً أثناء اعتداءاتها المتواصلة على قطاع غزة، والتي أثارت تساؤلات واستياء من قبل العديد من مؤسسات حقوق الانسان..

 

نحن هنا لا نقول بأن من حق الدول استخدام مثل هذه المواد الخطرة، بل اننا نرفض استعمالها رفضاً قاطعاً، لأن استخدامها مناف لكل معاني الانسانية والرحمة، قبل أن تكون منافية لكل الاتفاقيات والقوانين الدولية،  وهنا نتساءل: اذا كانت أمريكا واسرائيل تقتنيان مثل هذه المواد الخطرة، فلماذا تقيمان الدنيا ولا تقعدانها على الدول الأخرى التي تقتنيها.. فقبل أن تحارب ايران والدول الأخرى لاقتنائها، رغم انها تستخدمها لأغراض علمية، فلماذا تسمح لنفسها بما لا تسمحه لغيرها ولديهما مخزون من الأسلحة النووية والبيولوجية والكيماوية بكميات كبيرة؟!! ولماذا لم تحارب أمريكا اسرائيل مثلاً رغم انها لم توقع على معاهدة الحد الكلي من إجراء الاختبارات النووية لعام 1996، أم أن اسرائيل كما يقول المثل " على رأسها ريشة"، ويحق لها ما لا يحق لغيرها. فمن يطلب من الآخرين القيام بشيء عليه تنفيذه هو أولاً ليكون القدوة وليشجعهم على تنفيذه، ولكن أن يقوموا هم وحلفاؤهم به ويحرمون ذلك على الآخرين فهذا ما لا يقبله عقل أو منطق!

 

وهنا لا بد من الاشارة الى أن العالم اليوم ليس هو عالم الأمس، الذي كانت فيه أمريكا  واسرائيل تسرحان وتمرحان كما يحلو لهما في العالم من دون حسيب أو رقيب مستغلين انشغال الدول الأخرى.. فالعالم اليوم قد تغير، وهناك دول أعادت ترتيب نفسها، وتقف الآن في وجه أمريكا وحليفاتها، ولن ترضى بالاملاءات الأميركية الاسرائيلية .. فان كانت أمريكا تلوح دائما باستخدام الفيتو حتى من دون حق ضد أي قرار للأمم المتحدة ينافي مصالحها او يدين حليفتها اسرائيل، فان هناك روسيا والصين الآن تستخدمان الفيتو وبكل قوة وبحق لمنع اتخاذ قرارات ظالمة بحق الدول التي تستهدفها أمريكا وحليفاتها لتنفيذ مآربها..

 

 الدنيا دوارة والظلم لن يستمر.. فكل ظالم له يوم مهما طال الزمن..

 

                                                                   د. ندى الحايك خزمو

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.