تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مع إطلالة العام الجديد 2013 : lمصر ..تصبحون على ثورة !!

 

بقلم د. رفعت سيد أحمد

ها هو عام حزين يذهب ، وعام جديد يتقدم ، والثورة بينهما فى حيرة ، جمهوراً ، وفكرة ، ترى إلى أين تأخذنا دراما الأحداث وهل ستخرج مصر من محنتها وفتنتها التى تكاد تعصف بالأخضر واليابس أم ستذهب إلى مزيد من التدهور .

تعالوا نتأمل ونتوقع ..

فأولاً : من الواضح أن العام 2012 كان عام " الأخطاء الكبيرة " والانجازات المنعدمة من كافة القوى ، إسلامية كانت أو مدنية ، فلا انتخابات الرئاسة واختيار د. محمد مرسى رئيساً، ولا الإطاحة المُهينة بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة ، وتحديداً طنطاوى وعنان ، ولا انعقاد وحل مجلس الشعب أو إقرار الدستور ولا غيرها من الأحداث يعد ذو قيمة حقيقية ، لأنها ببساطة لم تلقَ قبولاً ورضا شعبى عام أو حتى شبه عام ، وبهذا لا يكون الإخوان ومن صار فى ركابهم من السلفيين وكذلك القوى المدنية ، قد حققوا شيئاً ذو قيمة على صعيد البديل الجاد لمصر ما قبل الثورة ، لقد هُزموا جميعاً ، وساد الإحباط والضيق النفسى والسياسى عموم الشعب ، وضربت الأزمة الاقتصادية ربوع الوطن ، ولم يعد يجدى حلو الكلام من الرئيس (مرسى) أو من أعداءه ، لكى يعيد للناس الثقة فى هذه القوى السياسية أو الحزبية (إسلامية كانت أو مدنية) فالجميع لدى الشعب سواء فى الانتهازية ، والفشل الذريع فى أن يحافظوا على الثورة ، لقد باعوها جميعاً ، وتناحروا حولها فى محاولة لتقاسم غير عادل لتورتة الثورة المغدورة بهم ومنهم ، وللوطن الممزق ولقضايا أمته الضائعة وفى مقدمتها فلسطين ، والتى تراجعت قضيتها لأسوأ مما كانت أيام مبارك ، هذا هو الحصاد المر لعام 2012 وربما لعام 2011 السابق له ، فلا ثورة أنجزت ، ولا وطن تحرر ، ولا فلسطين اقتربت ولا تطبيع توقف ، ولا شعب وجد ضالته السياسية والاقتصادية ، لقد كان الإحباط والمرارة هما سيدا الموقف ، فهل يا ترى سيستمران فى قابل الأيام ؟! .

ثانياً : من المتوقع أن يشهد العام الجديد (2013) انتخابات لمجلس الشعب ، وفقاً لقوانين تطبخ الآن فى مجلس الشورى – صاحب سلطة التشريع وفقاً للدستور الجديد – ونحسب أن هذه الانتخابات ستكون بداية لثورة جديدة مختلفة حيث نتوقع أن تشهد مزيداً من تعميق الانقسام بين النخبة التى لا تزيد عن 20% من الشعب المصرى ، أما باقى الشعب (80%) فهو كاره لهذه النخب منسحب من معاركها وبخاصة (المقاومة) مقاومة الفساد والاستبداد والتبعية (هكذا نفهمها) ، فإذا علمنا أن 33% فقط من القوة الانتخابية للمصريين (المقدرة بـ 51% مليون) هم الذين صوتوا فى الاستفتاء على الدستور فإن معنى هذا أن قرابة 70% من القوة الانتخابية لهذا الشعب رفضت مجرد الذهاب لهذا التصويت ، فى فعل عقابى للنخبة الإسلامية والمدنية ، إن الـ 70% لم يذهبوا ليس عن كسل أو تخاذل بل عن كراهية للنخبة السياسية الفاعلة فى الساحة . إن هذا يعنى أن (فقه الكراهية) هو الذى سيحرك مصر خلال المرحلة المقبلة ، وسيكون عامل هدم لكل ما أنجزته نخبة ما بعد الثورة ، بإسلامييها وعلمانييها ، نظن – وليس كل الظن إثم – أن غالبية الشعب المصرى أو ما يسمونه خطأ (بحزب الكنبة) ، أصبح رافضاً لكل من أتى بعد الثورة ويريد نخبة جديدة ، بثورة جديدة ، فهو لم يلتزم الكنبة كسلاً وانعزالاً بل استعداداً للتحرك ضد الجميع ؛ فهل نشاهد تحركاً مماثلاً لثورة 25 يناير فى عام 2013 ، وبقيادات مختلفة وجديدة ؟ أما سيستمر وأد الحياة والأحلام والبشر تحت شعارات زائفة يتمسح مطلقيها تارة فى الإسلام وأخرى فى المدنية ؟ تارة بالمقاومة وأخرى بالسلام الزائف ، الذى نتغنى به جميعاً . إن هذا الشعب الصامت والثائر فى آن لم يعد مؤمناً بأحد ممن هم على السطح ، إنه من المؤمنين بأن الأسماء الميتة هى وحدها التى تطفو على السطح أما تلك الثائرة والحية فى قلب الماء تنتظر الانطلاق والحركة ، إنه يريد تغييراً يأخذ فى طريقه الجميع ، ويلقى بهم فى أقرب منعطف على الطريق ، فهل يقدر ؟ نحسب أن الأفق يحمل الكثير من الغيوم ، التى قد تسقط المطر على وطن ، تشققت تربته من شدة العطش وإلى أين يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود فى غيوم الثورة القادمة : تصبحون على ثورة !! .

 

E – mail : yafafr@hotmail.com

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.