تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الاعترافات وشهادات أكدت أن المؤامرة تهدف أولاً وأخيراً الى تدمير سورية

وسائل الاعلام المختلفة المنتمية لدول عديدة تدعم الارهاب والقتل في سورية، والمشاركة في المؤامرة الكونية على سورية، شعباً وجيشاً وقيادة، تبث أخباراً مبالغاً فيها، إذ أنها تفبرك وتقلب الحقيقة، وتوجه أصابع الاتهام الى الجيش السوري، والى النظام، وكأنه مسؤول عن هذه العمليات التفجيرية العديدة والمدانة التي تستهدف أولاً وأخيراً تدمير سورية، وبث روح الفتنة الدينية والطائفية، والمس بالوحدة الوطنية الصلبة، وفي انهاء دور سورية الرئيسي في المنطقة، وبالتالي ضرب محور الصمود والمقاومة والممانعة.

هذه الوسائل الاعلامية من فضائيات وصحف، ومواقع الكترونية هي بالمئات، بل بالآلاف، ولا تغطي الاحداث بصورة صحيحة، بل تنقل أي حدث كما يحلو لها، ولصالح أعداء سورية.

في هذا التحقيق، نحاول القاء الاضواء على الجرائم التي يرتكبها المسلحون الارهابيون، والتي لا تشير اليها هذه الوسائل وتتغاضى عنها، حتى تواصل خداع المشاهد والقارىء، وحتى ترفع "معنويات" هؤلاء المسلحين الذين يمولون بالعتاد والمال وأحدث أجهزة الاتصال.

اضرب واهرب

سياسة الارهابيين تقوم على مبدأ: "اضرب واهرب"، إذ أن منهم يدخلون منطقة ما، ويعيثون فيها فوضى ورعباً، ويقتلون ويسرقون ويغتصبون، وبعد أن يصل الجيش يهربون من الموقع، وفي كثير من الاحيان يداهمهم الجيش السوري ويلحق بهم أفظع الخسائر، ويسحقهم.. وعندما يدخلون منطقة ما، فإن وسائل الاعلام المضللة تدعي احتلال وسيطرة المعارضة المسلحة باسم "الجيش الحر" هذه المنطقة، ولكن هذا "الاحتلال" لا يطول إذ أنه ينتهي بعد سويعات واحيانا خلال يوم أو يومين معتمداً ذلك على عدد الارهابيين الذين يدخلون المنطقة.

مجموعات بالمئات

الارهابيون في سورية هم ينتمون أو يعملون مع المئات من المجموعات كل منها مستقلة، وتحت قيادة، ولكن جبهة النصرة لبلاد الشام المنتمية لتنظيم القاعدة تضم مجموعات وعناصر عديدة تعمل أيضاً بصورة مستقلة، ولكن بنفس الهدف، ولخدمة نفس السيد.

واضافة لهذه المجموعات الارهابية التي جاءت من دول عدة: مصر، تونس، المغرب، افغانستان، باكستان، الشيشان، بريطانيا والصومال... هناك ما يسمى بـ "الجيش الحر" الذي يقوده رياض الاسعد، وقد تم محاصرة رياض الاسعد وعزله عمليا من خلال تشكيل مجلس عسكري أعلى للمعارضة. وهذا يعني أن هناك انشقاقاً حتى في الجيش الحر ذاته مدعوماً من تركيا.

والغريب أن اميركا تدعم كل الارهابيين، وفي الوقت نفسه تدعي انها تحارب الارهاب، وانها ضد جبهة "النصرة لبلاد الشام" لانها تابعة لتنظيم القاعدة علماً أنها تزود كل المسلحين بالمال والسلاح.

ويجب عدم التغاضي عن وجود عناصر خارجية عسكرية (استخباراتية) تنتمي لعدة دول، وتعمل داخل سورية وخارجها إذ أنها تدرب الارهابيين، وتوفر لهم المعلومات والمخططات للهجوم على هذا الموقع أو ذاك.

اعترافات ارهابيين

من خلال الاعترافات التي عرضتها الفضائيات السورية الرسمية والخاصة لعدد من هؤلاء الارهابيين بعد القاء القبض عليهم يمكن اعطاء صورة حقيقية عن الجرائم التي يرتكبونها ومن أهمها:-

· عندما يقتحمون مكانا ما، فإنهم يطلقون النار على المواطنين المتواجدين في المنازل، فيقومون باغتصاب النساء، وقتل الاطفال، ويرعبون المواطنين الذين يضطرون للهروب الى مناطق أخرى، فيستغل هؤلاء هذه الفرصة للسطو على ما يتواجد في المنزل، إذا لم يحتلوه، ويمولوه الى موقع للقتال منه. وفي بعض المناطق يهدمون الجدار ليتنقلوا من شقة الى اخرى، وفي مناطق اخرى، إذا تواجدوا لفترة طويلة فإنهم يقومون بحفر الانفاق للتنقل من شارع الى آخر، وفي بعض المنازل أو اقبية المنازل والعمارات يقيمون قيادة ميدانية للمنطقة، أو مستشفى أو مصنعاً لتصنع العبوات الناسفة محلياً، أو يستخدمونها كمخازن لعتداهم العسكري ووسائل اتصالاتهم.

تقول الاعترافات ان بعض الارهابيين يقومون بقتل العديد من المواطنين، ومن ثم يقومون بجمع جثثهم، ويقولون ويدعون ان الجيش السوري ارتكب مجزرة من خلال قصف المنطقة، مع أن الجيش السوري لم يكن متواجداً في تلك المنطقة بتاتاً، وتقوم وسائل الاعلام بالتطبيل والتزمير لذلك، لـ تلبيس "النظام" مسؤولية هذه المجزرة.

اعتراف فنان تونسي

فنان تونسي شاب متدين تم تشجيعه على الذهاب والقتال في سورية مستغلين تمسكه بالدين. وذهب وقاتل الى جانب الارهابيين، ومن ثم فر من سورية عائداً الى تونس، وقام بتقديم شهادته إذ قال وبكل صراحة:

الذين يقاتلون في سورية هم ارهابيون بعيدون كل البعد عن الدين، وهم قتلة.. وقال انه توجه الى سورية عبر تركيا.. وادخل الى حمص.. وقال ان هؤلاء الارهابيين يقتلون أي مسلح عربي أو اجنبي إذا أصيب بجراح لانه لا مكان له للمعالجة، وكي لا يلقى القبض عليه ويدلي باعترافات تكشف عن هؤلاء الارهابيين!

وقال أنه وفي مدينة حمص شك قائد القتال الميداني بأكثر من مائة مقاتل يعمل معه لانهم لم ينفذوا أوامره بصورة صحيحة، لذلك أمر باطلاق النار عليهم، وارتكاب مجزرة حاول من خلالها الصاقها بالجيش السوري، مع انه وبأم عينه شاهد الجريمة، وتأثر كثيراً بذلك.

وأوضح هذا الفنان أن هؤلاء يقاتلون من أجل القتل والتدمير والتخريب، ولخلق رعب وفوضى في المنطقة التي يدخلونها.

قتال على الغنائم

مصادر عدة كشفت النقاب عن بعض المجموعات تتصارع وتتقاتل، وتدخل في اشتباك مسلح، وذلك على الغنائم، وتتم تصفية مجموعة كاملة، ويتم أحياناً بجمع جثثهم، وتصويرها والادعاء بأن النظام هو من ارتكب جريمة قتلهم وتصفيتهم.

وفي كثير من الاحيان إذا كان المصاب أحد الضباط من الخارج وينتمي لجهة خارجية، فإن الارهابيين يقتلونه اذا لم يستطيعوا نقله الى داخل تركيا، وبعد قتله يقومون بحرق جثمانه، وقد قاموا باحراق جثامين عدد كبير من المصابين أو الضحايا أو القتلى منهم حتى لا تكشف هويتهم، وحتى لا يتم اعطاء أي دليل لتورط قوى خارجية في هذه المؤامرة.

وفي مناطق، يقومون بالقاء الجثث في النهر، أو دفنها جماعياً، حتى إذا اكتشفت حتى يقال أنها مقابر جماعية.

وفي منطقة الغوطة بريف دمشق قتل أكثر من مائة مسلح جاءوا من الكويت للقتال في سورية، وقد فر المسلحون وتركوا هذه الجثامين لتنهش لحمها الكلاب الضالة هناك، ولم تتوفر للمسؤولين في المنطقة الفرصة لدفهم الا فيما بعد، وبعد فرار الارهابيين.

قناصون مميزون

ويشارك في القتال قناصون محترفون تدربوا في الخارج، إذ أنهم يأخذون أمكنة عالية غير مكشوفة لهم، من أجل قنص الجنود، وحتى المارة من المواطنين، ولدى هؤلاء بنادق متطورة جداً جدا، تلك التي تعتبر أحدث بنادق القنص التي صنعتها الصناعات الاميركية والغربية!

وهؤلاء القناصون يغطون الارهابيين، ويوقعون اصابات بالمواطنين وافراد الجيش السوري الى ان يتم التمكن من تحديد مواقعهم، ومن ثم تصفيتهم. وهؤلاء القناصون هدفهم فقط القتل ولا يعرفون الهدف من المشاركة في القتال سوى الحصول على المال، وكل من يقتل "مواطناً" أو "جندياً" فيحصل على مكافأة اما 500 ليرة سورية أو 1000 ليرة سورية أي ما يقارب في أحسن الاحوال حوالي 15 دولاراً اميركياً.

تدمير بنايات بأكملها

هؤلاء الارهابيون ماذا يفعلون اذا أجبروا على الانسحاب أو القتال لآخر رمق؟ فهم يقومون بنسف الابنية قبل مغادرتها بهدف التدمير، ومن ثم يتم تصوير المشهد على أن قذائف الجيش السوري هي التي دمرت هذه البنايات نتيجة القصف الجوي، أو نتيجة القصف المدفعي.

وفي بعض الاحيان يقومون بتلغيم البنايات التي يتركونها حتى اذا دخلها الجيش أو اصحابها فتنهار وتقتل العدد الكبير منهم، لكن الجيش السوري واع لذلك، وهو يغلق أي منطقة يحررها من هؤلاء الارهابيين، فيعلن أنها ليست آمنة، الى ان يتم تمشيط المنطقة بالكامل، وخاصة من الالغام والمتفجرات والعبوات الناسفة المتنوعة.

وفي مناطق سورية قام هؤلاء المسلحون، وبعد الانسحاب من منطقة، بقصف البنايات بقذائف عدة متنوعة متطورة لتدمير البنايات بهدف التدمير، والادعاء بأن الجيش السوري هو ما قام بذلك!

الاعتداء على الشاحنات والمؤسسات

ليس هدف هؤلاء المسلحين الديمقراطية أو الاصلاح، بل تدمير سورية بشتى الطرق والوسائل فهم يعتدون على البنى التحتية للبلاد، ويستهدفون محطات توليد الكهرباء، والمصانع، والمكاتب والمؤسسات الحكومية، والمستشفيات، والمدارس، ودور العبادة المسيحية والاسلامية على حد سواء، وعلى الآثار القديمة الغالية الثمينة جداً، مثل قلعة حلب التاريخية، وقد اعتدوا ايضا على خطوط سكة القطارات، وانابيب الوقود التي تغذي المناطق وعلى الشاحنات التي تحمل مواداً غذائياً من طحين وارز لأبناء الشعب السوري.

قام هؤلاء بسرقة جميع ماكنات واجهزة التصنيع في مناطق حلب، وارسلوها الى تركيا لبيعها بأرخص الاثمان.

وهذه المجموعات المسلحة الارهابية لم تتردد في "تفخيخ" سيارات وشاحنات لتفجيرها لقتل المواطنين الآمنين، ففي يوم واحد وضعوا عبوتين ناسفتين في منطقة جرمانا وتبعهما تفجيران انتحاريين ادى الى سقوط اكثر من مائة شهيد من المواطنين، وهذا ان دل على شيء، فإنما يدل على ان الهدف هو قتل المواطنين الابرياء، وكذلك بث أجواء الرعب في أوساط الشعب السوري الرافض لهذه المؤامرة والذي يعمل على اسقاطها وافشالها.

اختطاف واغتيال

ولم يكتف هؤلاء الارهابيون بكل ما ذكر في السابق من جرائم، فقد عمدوا الى اسلوب الاختطاف بهدف القتل، وخاصة اختطاف علماء ومفكرين واساتذة مميزين في الجامعات وفي مراكز البحوث والدراسات، ومن ثم قتل هؤلاء بعد الاختطاف، واحيانا يقومون بالاغتيال والهروب، واحيانا اخرى يختطفون من أجل الحصول على "فدية"، والذي له حظ كبير واذا دفع الاهل "الفدية" فإنه ينجو، وغالبا يتم قتل المختطف وكذلك الذي يسلمهم الفدية، كما حدث مع الكاهن المسيحي فادي الذي جمع فدية لينقذ احد أبناء رعيته، فقتل الكاهن واعتدوا على جثمانه، وقتلوا المختطف ايضاً.

تغاضي المتآمرين عن الجرائم الفظيعة

كل ما ذكر لا تغطية لوسائل الاعلام المضللة والمشاركة في المؤامرة، حتى ان العالم يتجاهل ادانة التفجيرات الارهابية التي تعلن عن تحمل مسؤولياتها هذه المجموعات الارهابية. وكل ما تحدث من جرائم فظيعة بحق الشعب السوري لا تهدف الى مساعدته أو مساندته أو معاضدته بل قتله، وقتل الدولة، وتدمير سورية.

لكن الشعب السوري يتصدى لهذه الجرائم بمزيد من اللحمة والتعاضد والالتفاف حول دولته، كما ان الجيش السوري يسحق أعداداً كبيرة منهم يوميا دفاعاً عن سيادة سورية، ومكافحة للارهاب. وهذا حق مشروع للدولة إذ ان عليها التصدي للارهاب للحفاظ على مواطنيها من هؤلاء المجرمين!

 

جاك خزمو

رئيس تحرير البيادر المقدسية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.