استحوذ خبر تعيين «والٍ للسوريين» في تركيا على حيّز واسع من الاهتمام الإعلامي والسياسي. «التعيين» حدث منذ أربعة أشهر، فلماذا هذه «الصحوة»، وخصوصاً السعودية منها؟
وجاءت تصريحات زعيم حزب الشعب الجمهوري، كمال كيليتشدار أوغلو، قبل يومين لإذاعة «بكين» الصينية ليعكس مدى الاهتمام التركي بالموضوع السوري، الذي لا يمكن أن يبقى ضمن صلاحيات والٍ أو محافظ بسيط. وقال كيليتشدار أوغلو إنّ حكومة رجب طيب أردوغان تتدخل بنحو واضح وسافر في الشؤون الداخلية السورية، من خلال دعمها للجماعات المسلحة المتطرفة، وهو ما عدّه خطراً على الأمن الوطني لتركيا، الذي عبّر عن تخوفه من المواجهة الساخنة المحتملة بين سوريا وتركيا بسبب موقف حكومة أردوغان. فيما نشرت العديد من الصحف التركية والغربية مقالات وتحقيقات مصورة عن الدعم العسكري والأمني والاستخباري التركي للجيش السوري الحر والجماعات المسلحة، التي دخل معظم عناصرها من الجنسيات العربية إلى سوريا عبر الأراضي والحدود التركية. وجاءت استضافة مدينة أنطاليا التركية، قبل شهرين، لاجتماع قيادات الجماعات المسلحة، بهدف توحيدها، ليثبت مدى الاهتمام والتدخل التركي الواضح في الشأن السوري، بالطبع إلى جانب الولايات المتحدة، وقطر، وفرنسا حيث حضر ممثلون عنها الاجتماع المذكور.
كل ذلك، في الوقت الذي لا يغيب فيه عن أنظار المراقبين الفتور التركي – السعودي، من خلال الأخبار التي تنشرها وسائل الإعلام المقربة من السعودية عن تركيا وحليفتها الاستراتيجية مصر، وخصوصاً بعد اعتقال عناصر من الإخوان المسلمين في الإمارات العربية المتحدة، وما لحق به من تطورات مثيرة على صعيد المواجهة النفسية بين قطر، ومصر، وحليفتهما تركيا من جهة، وبين كلّ من السعودية والإمارات ونسبياً الكويت التي لم تعد تخفي قلقها من تحركات «الإخوان» المدعومين من قطر ومصر وتركيا. ويمكن رؤية خبر «الشرق الأوسط» عن «الوالي العثماني»، أيضاً، ضمن هذا الإطار.
حسني محلي