تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الغارد يان :النصرة كشفت وجهها الحقيقي في سورية وبدء تصدي الاهالي لهم

مصدر الصورة
ارض كنعان

 

 

نشرت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية يوم الجمعة تحقيقاً من مراسلها الموجود في حلب مارتن تشولوف يقول فيه ان شرخاً يتوسع الآن في شمالي سوريا بين "الجهاديين" وما يسمى الجيش السوري الحر، وهو ما يهدد بتصدي المجوعتين كل منهما للاخرى وفتح مرحلة جديدة في الحرب الاهلية السورية. وهنا اهم فقرات التحقيق:

"خرج المسلح المعارض الشاب من سيارته المهلهلة ناظراً بتشكك الى المارة وهو يشق طريقه من بين اكياس القمامة المكومة امام مدرسة.

دفع بوابة حديد واختفى في امتداد باحة المدرسة الفارغة، ولم يعد مرئياً في عتمة ليلة اخرى حالكة الظلام من ليالي حلب الخالية من التيار الكهربائي.

قال من العتمة: "لدي مشكلة مع القاعدة. تعال معي، وحدك، وسأخبرك".

فرك لحيته القصيرة السوداء بقلق وبدأ حديثه قائلاً: "انا مهندس. درست في الخارج وعدت من اجل هذه "الثورة". مهارتي هي صنع اجزاء مكائن والقاعدة تريد مني الآن ان اصنع اسلحتهم. انهم يديرون كل شيء هنا. انهم اقوياء جداً".

المجموعة التي سماها "القاعدة" تعرف محلياً باسم "جبهة النصرة". وقبل بدء حصار حلب في منتصف تموز (يوليو)، كانت المجموعة غير معروفة في المدينة ولم يكن لها سوى وجود عابر في المنطقة الريفية المتمردة.

اما الآن، بعد نحو ستة شهور، فان "جبهة النصرة"، التي تستلهم نظرية بن لادن حول جهاد عالمي لفرض مجتمع اسلامي اصولي، صارت تتنافس الى حد كبير على النفوذ في سوريا التي ستتشكل اذا سقط النظام او عندما يسقط.

من خلال دور متنام وشهرة متزايدة كمنظمة تستطيع عمل اشياء، صارت "جبهة النصرة" لاعباً في فراغ السلطة الذي برز من الحرب الاهلية. وهي تعرف بصورة متزايدة ايضاً كقوة تفرض الامور وتثير مطالبها التي لا تنتهي قلق وحدات "الثوار" وكذلك المجتمعات السورية التي تدعي المجموعة انها تحميها.

الثائر الذي قال ان اسمه حسن كان قلقاً من ان المتنصتين يمكن بطريقة ما ان يسمعوا حديثه الهامس بالانكليزية حتى في هذه الباحة الفسيحة المهجورة، قرر ان الضوضاء في الشارع الخارجي ستكون مكاناً افضل للحديث.

كانت المولدات تصدر ايقاع هديرها الذي لا يتوقف عبر الشارع المبقع بالزيت والطين والدم المتقاطر من الخراف المذبوحة. كان لحم الذبائح يشوى على شوايات على جانب الطريق، وكان الدخان المتصاعد من النيران الصغيرة يمتزج مع ضباب متجمد بدا انه يزداد سماكةً نتيجة انفاس الباعة والزبائن وهم يلتفون بعضهم قرب بعض في البرد القارس، تحت نور فوانيس غاز وشموع.

قال حسن الذي كان ذات مرة جزءاً من وحدة "الجيش السوري الحر" في شرق المدينة: "يأتون (افراد "جبهة النصرة") الي في كل الاوقات. اختلق اعذاراً امامهم، واقول ان قطعة الماكينة ليست مناسبة لما يريدونه – (اقول) اي شيء كي أتجنب عمل ما يريدون. يريدون مني ان اصنع لهم قنابل".

على مدى الشهرين الماضيين تشجعت "جبهة النصرة" بما يكفي للخروج من منطقة الظل. وقد فتحت واجهات محلات في معظم البلدات والقرى، من حلب الى الحدود التركية، بل واقامت مقر قيادة يرى بوضوح في وسط المدينة، الى جانب قاعدة وحدة في "الجيش السوري الحر"، هي لواء التوحيد.

ويتدلى من كل موقع من مواقعهم ("جبهة النصرة") علم اسلامي بسيط اسود، هو نفسه الذي تبنته "القاعدة" في العراق الذي يأتي كثيرون من اعضاء "النصرة" منه.

في هذه المراكز يستقبل كوادر "النصرة" السكان الذين يأتون اليهم لحل نزاعاتهم وطلب المساعدة(....)

ولفترة ما، كانت المسألة قصة مكاسب دراماتيكية. قصة حماسة ثورية واندفاع لانهاء الامور، بغض النظر عن الاساليب او العواقب. ووضعت الخلافات الايديولوجية والدينية جانباً في المعركة ضد عدو مشترك .

قال احد كبار قادة "الثورة"  في مدينة حلب ان "النصرة بدأت تكشف عن نفسها. والوضع الان اصبح واضحا تماما. فهم لا يريدون ما نريده نحن".

وعلى مدى الاسابيع الستة الفائتة، حل عدم الثقة التي لا تخفى عن العين، محل ترتيبات التعاون بين "الجيش السوري الحر"  في حلب و"النصرة".

وكشفت لقاءات اجريت مع مجموعات ثورية في شمال سوريا امتدت لاسبوع من الزمن عن انفصام بين الجهاديين والاهالي، وهو ما يعتقد بعض قادة الثوار انه سيندلع بالتالي الى مواجهة بين الجهاديين والجاليات المحافظة التي وافقت على استضافتهم.

بل ان هناك من يتحدثون عن اسلوب "الصحوة" العراقي – ففي اواخر العام 2006 انقلبت الجاليات في مدينتي الفلوجة والرمادي اللتين تعتبران مركز السنة على مجموعات "القاعدة" في اوساطهم التي حاولت ان تفرض الشريعة الاسلامية وتطبيق ارادتها بفوهات البنادق.

(....)

وقال القائد "الثوري": "انهم ليسوا مرتاحين للعمل معنا. ومع ذلك فانهم يحملون كل اسلحتهم".

ومن المسائل المهمة الاخرى لقادة "الثورة" ما يتعلق بما يجب عمله بخصوص مقتنيات الدولة التي تقع في ايدي المعارضة.

يقول القائد الثوري: "انهم يرون سرقة اشياء كانت تخص الحكومة، مثل مصانع النحاس او اي مصنع اخر على انه لا يمثل اي مشكلة. فهم يبيعونها للاتراك ويستخدمون الاموال لانفسهم. وهذا عمل خاطئ. انها اموال الشعب".

ويوم الاثنين قامت وحدات من "النصرة" بالتوجه الى معمل للمياه على ضفاف نهر الفرات، ودعوا وحدات من الجيش الحر لمصاحبتهم وكانوا يجمعون قطعا من داخل المعمل لبيعها لكل من يرغب في ذلك.

وقد انضمت وحدة واحدة اليهم ، الا ان الوحدات الاخرى رفضت ذلك.

وقال احد قادة "الثورة" الذي طلب عدم الكشف عن هويته "هذه مقتنيات سورية للشعب السوري. انهم يرون في ذلك مرتعا مفتوحا لهم للتصرف كما يشاؤون. ومهمتنا هي حماية الدولة من اجل البقاء بعد النظام، وليس تدميرها".

تتدفق الاموال على "النصرة". ويقول افرادها انهم يحصلون على النقد من متبرعين سنة في العالم العربي. لكن خزائنهم مليئة ايضا بالمبيعات المتفرقة لاصول الدولة، التي يقوم بها قادة "النصرة" على نطاق واسع.

توقفت وحدة من "الثوار" على طريق رئيسي في شرق حلب على بعد مسافة قصيرة عن قاعدة "النصرة". كان الحمام يرفرف فوق قلعة المدينة العتيقة التي برزت من قمة تلة على مبعدة قليلة.

اقترب احد "الثوار"، وفي هذه المرة لكي يشكو من ان تعهدات صدرت بتزويج الشابات في قريته الى اي فرد ينضم الى "النصرة". وقال "انه جزء من فوائد الخدمة".

غير انه يبدو ان قادة "الثوار" لا يمكنهم في الوقت الحاضر ان يمنعوا الخاطبين من "النصرة" الذين يتقدمون للزواج، لكنهم يخشون من ان تتفكك هذه الروابط اذا ما عززت المجموعات نفوذها.

وقام مقاتلون من "النصرة" قبل فترة وجيزة بزيارة قرية دابق الصغيرة المهجورة الى الشمال من حلب. وهدفهم كان تدميرقبر يعتبرون انه يتجاوز حدود التقاليد الاسلامية التي تحدد ان تكون جميع القبور، ايا كان من دفن فيها، متواضعة المظهر.

وقال رجل دين محلي "قاموا بتدمير بعض الحجارة في محيط القبر، وقد فعلوا ذلك أيضا في أعزاز (وهي بلدة قريبة). وبدأوا في فرض وجودهم والقيم التي يؤمنون بها".

وفي الوقت الذي يظهر فيه المشاة من رجالهم للعيان في شمال سوريا، فان قادتهم قلما يظهرون في العلن. ويقول بعض اعضاء تلك المجموعة في مجالس خاصة، ومن بينهم قدامى محاربي "القاعدة" في العراق، ان الاتصال بالجماهير من الامور الاساسية لدور المجموعة في سوريا.

وقال احدهم ان "اخطاء ارتكبت في العراق. فقتل الافراد امام الات التصوير، يرتبط بشكل جلي بالقتال الطائفي. ولا يمكن ان تتكرر هذه الاحداث".

ولكن اغتيال بعض بعض جنود النظام الاسرى سجلت بالكاميرا وحملت في الانترنت تبين ان اعضاء " جبهة النصرة" لا يمارسون ضبط النفس.

روى احد قادة الثوار قصة كتحذير من المخاطر التي تمثلها "القاعدة" بالنسبة الى المجتمع السوري. وفي اواخر السنة الماضية تلقى قادة بعض البلدات في مناطق حلب الداخلية وقادة الثوار نبأ عن زائر.

قال القائد: "كان تونسياً. قال انه يحمل رسالةً نيابة عن ايمن الظواهري (زعيم "القاعدة"). وطلب مني ان ابايع "القاعدة". قلت لا. هذا هو ما يجب ان نفعله كلنا. اذا استمرينا معهم، فان سوريا احلامنا ستقض بدلاً من ذلك مضاجع اطفالنا".

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.