تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

هل يجرؤ قادة الغرب على دعوة الرئيس الأسد لحضور قمة العشرين؟!

                                                                                                                                                                                          3/9/2013

هل يجرؤ القادة الغربيون على فتح المجال للرئيس السوري بشار الأسد لقول كل ما عنده حول الأزمة السورية وعلى الهواء مباشرة ليسمعه العالم ويحكم بنفسه؟ سؤال يُطرح على هؤلاء القادة بعدما أوجعوا رؤوسنا من كثرة تصريحاتهم منذ بداية الأزمة السورية وحتى الآن، حيث يهاجم الغرب ومن لفّ لفيفه، سورية وقيادةَ سورية وجيشَ سورية ويحتمون بذرائع مختلفة ما أنزل الله بها من سلطان.

وإذا كان القادة الغربيون ديمقراطيون ويحترمون الرأي الآخر ويتعاملون بمبدأ حرية الرأي، مع الجميع وليس بشكل استنسابي، ولا يكيلون بمكيالين: هل يجرؤ هؤلاء على إفساح المجال للرئيس بشار الأسد ليبدي وجهة نظره أمام الرأي العام العالمي وأن يشرح الموقف السوري ومبرراته وحقيقة الوضع والأزمة في سورية، ومن يموّل ومن يسلّح ومن يقتل، ومن يكفّر ومن يقطع الرؤوس ومن يستخدم الأسلحة المحرمة إنسانياً وأخلاقياً ودولياً؛ الكيماوي والذبح بالساطور وعلى الهوية والحرق وأكل الأكباد...الخ، لاسيما وأن هؤلاء القادة نصّبوا أنفسهم قضاة وجلادين وهيئات دفاع وبحثوا وفكروا وقرروا وأدانوا الحكومة السورية دون حتى السماح لهذه الحكومة بقول كلمة واحدة أو بالتعبير عن رأيها. حتى لجان التحقيق التابعة للأمم المتحدة لم يتركوا لها المجال لقول كلمة واحدة ولم يسمعوا رأيها، مع أنهم هم من أرسلها!!

هل يجرؤ القادة الغربيون ومعهم أدواتهم في المنطقة بالسماح للرئيس السوري باعتلاء منبر القمة لإسماع شعوب القادة المشاركين حقيقة هؤلاء القادة ومدى كذبهم ونفاقهم. على أي حال، فإن التطورات الأخيرة، أثبتت أن هذه الشعوب بدأت تكتشف حقيقة مواقف قادتها، وإلا لِما رفض البريطانيون أن يُخدعوا مرّة جديدة، ولِما صوّت الشعب الفرنسي بأكثرية تتخطّى الستين بالمائة ضد الحرب على سورية ولما تراجع الرئيس الأمريكي عن بدء الحرب والعدوان في لحظة الحقيقة. في واقع الأمر، لم يخسر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وحكومته وحدهما فقط تصويت البرلمان البريطاني الأخير، بل كان التصويت ضد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق طوني بلير الذي خدع المواطن البريطاني في حربه على العراق قبل قرابة عشرة سنوات.

نعرف أن معظم هؤلاء القادة المغلّفين بالكذب والنفاق والخداع والفساد لا يجرؤون على دعوة الرئيس بشار الأسد إلى قمة العشرين، لأنهم لا يجرؤون على المواجهة. مَن يتابع الرئيس السوري منذ أن أصبح رئيساً لسورية بإرادة شعبه وتأييده له، لم يقل هذا الرجل كلمة واحدة لم ينفذها، ولم يخلف ميعاداً ولم يتوان عن مواجهة كل التحديات والضغوط على بلاده ورفضها رغم كل  التهويل والحروب السريّة والعلنية، ورفضه تقديم أي تنازلات أو التراجع في الدفاع عن حقوق سورية. ربما، هذه تهمته الكبيرة ومشكلته العويصة، مع هؤلاء؛ لو كان ممن يستجدي ويفرّط بالحقوق ويخضع للتوجيهات والإملاءات الغربية، لكانوا نصبوا له تمثالاً في بلدانهم؛ وإلّا، من يصّدق كلمة واحدة مما يتشدق به معظم القادة الغربيين عن الحرية والديمقراطية واحترام حرية الرأي، وهم في نفس الوقت أصدقاء داعمين لقيادة الملكة العربية السعودية، رمز العبودية والتخلف والجهل والديكتاتورية وكبت الرأي وتقييد الحريات بكل أنواعها في العالم؟!!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.