تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أعراب النفاق والإنفاق..!!

                                                                                                                                       7/9/2013

من بين كل الدول العربية، تبرز السعودية كراعية للتطرف والإرهاب في سورية، ولكن تحت شعار مساعدة الشعب السوري. لم تعد المفردات التي تستخدمها السعودية تنطلي على أحد، وهي أصلاً لم تعد تخفي حقيقة غايات وأهداف ساستها التي تتماهى مع السياسات الاستعمارية الغربية والصهيونية الإسرائيلية، والتي تظهر وتبرز من خلال ممارساتهم على أرض الواقع؛ إسقاط الدولة السورية وتقسيم هذا البلد.

لا تألو القيادة السعودية جهداً للتخريب على سورية وضرب هذا البلد وشن الحرب عليه والتحريض على ذلك في كل المحافل والمنابر الدولية وفي كل المحادثات في السّر والعلن، ناهيك عن تمويل وتسليح المسلحين وإرسالهم إلى سورية. والعجب؛ كيف يكون دعم الشعب السوري بإرسال المسلحين الأجانب من أكثر من أربعين دولة للقتال في سورية خدمة لصالح الشعب السوري.

والمشكلة أن من يتابع تصاريح القادة السعوديين وكتابات صحافييهم وبرامج إعلامهم يظن أنهم ناطقون باسم الأم تيريزا، أو أنهم دعاة السلام في العالم وحُماته؛ فمن هم هؤلاء وكيف هي الحياة في السعودية في ظل حكم عائلة آل سعود الرجعية المنغلقة ؟؟ لنقارن ونقيس؟! مثلاً؛ تُعتبر الولايات المتحدة أكثر الأصدقاء للسعودية قرباً، فأين  وجه الشبه بين البلدين والحُكمين والمجتمعين وأنماط الحياة والثقافة والغذاء والموسيقا والتقدم والحضارة وحرية ممارسة الشعائر الدينية وحرية الكلمة وإبداء الرأي... الخ؟؟!! يمكن القول بدون تحفظ أن الحياة في السعودية لا تتشابه بأي شكل من الأشكال مع الحياة العصرية أو الغربية أو حتى الإسلامية الصحيحة الحقّة. فآل سعود حوّلوا البلاد إلى مزرعة لهم ومرتعاً لفسادهم ومكاناً لكذبهم ونفاقهم، حتى غدت السعودية سجناً كبيراً ومكاناً يسيطر عليه نمط حياة يعود للعصور الجاهلية؛ وللتذكير، ففي صدر الإسلام كانت المرأة مكّرمة في أرض الإيمان، ولكن ليس الآن في ظل حكم آل سعود؛ في صدر الإسلام كان قبول الرأي الأخر موجوداً ومتاحاً ولكن ليس الآن في ظل حكم طواغيت الكفر والجهل؛ لا يوجد بلد في العالم يهدم الأماكن الأثرية والمقدّسة كما فعلت وتفعل السعودية، للاستعاضة عنها بفنادق سياحية تغيّب كل أثر للصحابة ورجال الدعوة الإسلامية الأوائل والأسلاف الطاهرين.

وإذا كانت الحكومة السعودية على هذا القدر من التخلف والبعد عن الدين الحنيف، فكيف يحقّ لها أن تنصّب نفسها حامياً للحرمين الشريفين أو أن تتزعم قيادة العالم الإسلامي أو أن تتهم الآخرين بأي شكل أو أي اتهام. وفي البيان الذي نشره البيت الأبيض الأمريكي قبل يومين، كانت السعودية الدولة العربية الوحيدة التي وقعت عليه، ويحمّل البيان حسب قولهم "النظام السوري" مسؤولية الهجوم الكيماوي على غوطة دمشق. فهل القيادة السعودية عندها حماسة للشعب السوري أكثر من القيادة السورية نفسها ومن كل بقية العرب والعالم؟!! لم يسجل التاريخ مثل هذه الغيرة والحميّة من القيادة السعودية على الأشقاء العرب أبداً. فإذا كانت حجة القادة السعوديين نظام الرئيس بشار الأسد لعدم مساعدة سورية، فما حجتهم لعدم مساعدة بقية البلدان العربية التي تحتاج المساعدة ولم يلتفت السعوديون إليها؛ أما مساعدة مصر والأردن في هذه المرحلة فهي ليست مساعدة وإنما باختصار؛ شراء مواقف. ولعل رئيس التيار الشعبي المصري حمدين صباحي أوجز الأمور أمس عندما قال إن "مجلس العموم البريطاني أكثر عروبة من الجامعة العربية، متأسفا "لموقف الجامعة العربية المخزي والدافع باتجاه العدوان على سوريا". وبالطبع، يعلم الجميع أن موقف الجامعة العربية الأخير هو موقف السعودية.

أهل الحكم في السعودية هم أهل النفاق والكذب والتضليل والحقد. وهم أصحاب المال العربي الذي يتم إنفاقه على تخريب الدول العربية وتدميرها وتخلفها بدلاً من تطويرها وإعمارها ونشر الفكر والثقافة فيها، ولا عجب: ففاقد الشيء لا يعطيه، والجميع بات ينظر إلى السعودية كصندوق من المال لا أكثر ولا أقل، بعدما كانت سوق عكاظ قبل مئات السنين، دوحة للشعر والفكر والأدب، أصبحت سوقاً للمطاوعين والجهلة والتكفيريين ومكاناً لحبك الدسائس والمؤامرات ضد الأشقاء والجيران.!!

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.