تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

عندما " يزاود" العرب على أمريكا بما عليها فعله i!!!

 

                                                                                                                                                                                             12/9/2013

 

الصهاينة العرب، أصدقاء أمريكا، فوجئوا بالاقتراح الروسي والتجاوب الأمريكي؛ فحزنوا فارتبكوا فتلعثموا، ولكن هل تلام واشنطن التي تعوّدت على تجاهلهم، على أنها لم تخبرهم؟ لماذا عليها أن تغيّر عادتها وتتذكرهم الآن!! الاقتراح الروسي يُقدّم للكبار وليس للأدوات المنفّذة، لذلك ما شأن فرنسا، السعودية وقطر أو تركيا والأردن بما جرى، طالما أن المرحلة "تفاوضية" بين الأسياد" وليس على المنفّذين من واجبات في هذه المرحلة غير انتظار قرار الكبار؟!!

قبل فترة تحدّث الرئيس السوري بشار الأسد عن أن هؤلاء أدوات، ومشكلة سورية ليست مع الأداة التي يمكن استخدامها بشكل إيجابي أو بشكل سلبي، بل مع مَن يستخدم هذه الأداة: أي أمريكا. ولذلك اللعب الآن بين الكبار روسيا وسورية وإيران من جهة، وأمريكا من جهة أخرى. أما ما تبقى فهم بيادق يتم تحريكها عند الضرورة، وحسب الضرورة.

في الإعلام العربي هناك المضحك المبكي؛ المضحك أولاً، أن هناك البعض وحتى ممن يعادون سورية، يقرأون ويتابعون ويفهمون الواقع بشكل صحيح ويدعون للعمل على أساس هذا الفهم والوقائع الميدانية والعملية، وهذا جيد. مثل هؤلاء جميل مطر الذي كتب اليوم في صحيفتي السفير اللبنانية والخليج الإماراتية عن عجز الإدارة الأمريكية عن القيادة حتى من الخلف. مطر فضح تراجع الغرب الاستعماري؛  بريطانيا تتخلى لأول مرة عن المشاركة في تدخل عسكري غربي، فرنسا تعلن على لسان رئيسها أنها لا تملك القوة الكافية لتقف وحدها ضد سوريا، أجل ضد سورية! أميركا أصبحت غير قادرة على أن تشن ضربة عسكرية، ضد دولة من دول العالم الثالث اسمها سورية، لمجرد الشك في أن هذه الضربة قد تستدعي إنزالا برياً.

أما المُبكي؛ فهو أن البعض لا يزالون يرون في أمريكا القوة "المقدسة" الوحيدة في العالم التي يرجون استمرارها ويأملون تدخّلها ويعلّقون الآمال على دورها!! فهل من فراغ استنجد الشيخ السياسي القطري التوجيهات والهوى والتمويل يوسف القرضاوي بالقوة الأمريكية لضرب سورية؟! أبداً. وهل من فراغ يراهن القادة السعوديون عليها؟ وهل من فراغ يطالب أمير الحرب في لبنان سمير جعجع بتدخلها؟! أبداً. غيض من فيض. بالطبع هذه الدعوات للدور الأمريكي تعكس وبشكل فاضح ارتباط هؤلاء بأمريكا ودورها ومخططاتها  في المنطقة وبالتالي بإسرائيل ودورها أيضاً؛ وهؤلاء لم يعودوا خجلين من هذا الارتباط بعدما أنكروه لعشرات السنوات وكانوا يموّهونه. لا أحد يوازي إسرائيل بالقرب من الولايات المتحدة في المنطقة غير السعودية، فهل يمكن للسعودية وهي بهذا الموقع أن تمارس سياسات مغايرة لتلك التي تريدها إسرائيل وواشنطن!!

لكن المشكلة أن هؤلاء لا يريدون أو لا يفهمون أو أنهم يتعامون عن حقيقة أن عصر الولايات المتحدة إلى أفول وأن القطبية الأحادية الآمرة الناهية قد ولّت. تساءلت كلمة الرياض السعودية اليوم؛ هل انتهى الدور الأمريكي في منطقتنا العربية؟! هذا مؤشر مهم لبدء استيعاب تراجع، وحدود القوة الأمريكية، أي تراجع الهيمنة الأمريكية. لكّن الكاتب الأردني صالح القلاب في صحيفة الشرق الأوسط، رأى اليوم، أنه إنْ خذل الكونغرس الأميركي رئيس بلاده وصوّت ضد الضربة العسكرية المفترضة، فإن الولايات المتحدة ستنكمش على نفسها بالتأكيد، وستخرج من منطقة الشرق الأوسط نهائيا، و.. وعندها، فإن الأميركيين سيعضّون أصابعهم ندما! القلاب، وهو وزير إعلام سابق؛ إما أنه يكذب على نفسه وعلى الآخرين، أو أنه يجانب الحقيقة عمداً، ربما تأجيلاً لمواجهتها أو للاستمرار في خداع قرائه إلى أبعد مدى ممكن! فهو يدرك أن الكونغرس لا يخذل رئيسه؛ الكونغرس يخدم مصالح الولايات المتحدة، والكونغرس يعلم أن مصالح الولايات المتحدة ليست بالذهاب إلى حروب أخرى.

أما في النهار اللبنانية، فكان هشام ملحم دقيقاً حين لفت إلى أن النقاش الراهن في واشنطن حول سوريا يتسم بالتناقضات والغرابة وحتى السوريالية، وأنه منذ اللحظة التي قرر فيها الرئيس أوباما طلب تفويض من الكونغرس لضرب سوريا، انفتح المجال لمختلف التحولات والمتغيرات السياسية والميدانية التي لا تستطيع الولايات المتحدة التنبؤ بها ناهيك بالسيطرة عليها.

وأيضاً، هل من فراغ بدأت العناوين مثل؛ سورية تكسر أحادية أمريكا، تنتشر في الصحف العربية والعالمية؟! بالطبع تدرك الإدارة الأمريكية حدود دورها وتراجع إمكاناتها العالمية اقتصادياً وعسكرياً، بل وفي كل المجالات. وهي، وبسبب هذا الإدراك، تحاول إعادة التموضع في المرحلة الجديدة وفق شروط هذه المرحلة ومقتضياتها ووفق إمكاناتها الذاتية، وبأقلّ الخسائر في الحجم والهيبة والقوة والمكانة...الخ. ولا تنتظر واشنطن توجيهات ونصائح صالح القلاب أو جمال خاشقجي أو مشورة عبد الرحمن الراشد الذين يسيّرهم الحقد الأعمى وبالتالي الغباء والجهل.

المنطقة مقبلة على تغيرات كبيرة، والمهم أن يخلع بعض العرب قناعهم وقناعاتهم المريضة، وأن يزيلوا مانع الفهم لديهم وأن يروا حقيقة الأشياء كما تحدث لا كما يتوهمون أن يتمنون.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.