تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

قصة حقيقية!!رجال نتعلم منهم!!

مصدر الصورة
SNS

                                                                                                                                     14/9/2013

العميد ع.ت. من مواليد محافظة القنيطرة، وهو يعمل في موقع حسّاس في الجيش العربي السوري. ولد وترعرع في عائلة فقيرة. أخوه الأكبر استشهد في الدفاع عن لبنان ضد العدوان الإسرائيلي. السيد العميد متزوج من سيدة فاضلة وله ولد وحيد.

قبل أكثر من عام اتصل به المسلحون وعناصر ما يسمى الجيش الحرّ وطلبوا منه التعاون معهم وتسريب المعلومات، فرفض. طلبوا منه الانشقاق عن الجيش العربي السوري، فرفض الرجل. أغروه بالمال الكثير والهدايا، واصل رفضه. هددوه باختطاف ولده الوحيد. تابع رفضه التخلي عن مبادئه وقيمه بإصرار أكبر، وطلب من ولده وأقربائه الحذر والحيطة بعد التهديد الذي تلقاه.

لكن، وبعد عدة أيام، اختفى ولده الوحيد ومعه أحد أقربائه المقرّبين جداً. وبعد يومين اتصل المسلحون بالعميد ع.ت. لابتزازه من جديد. قالوا له إن ولده الوحيد موجود لديهم، وطلبوا منه الانشقاق، فرفض بشدة أكبر.

طار صواب زوجته، أُصيبت بحالة من الهيستريا على فقدان ولدها، وكيف، أنه بين أيدي عديمي الرحمة والضمير وآكلي الأكباد. أصبحت زوجته في حالة يرثى لها؛ تبحث عن ولدها في كلّ الأماكن والوجوه، تسأل عنه كل من تعرفه وكلّ المارة، تنتظر أي إشارة أو بارقة أمل بعودة ولدها الوحيد. كلما قُرع الباب تتخيّل عودته. تشم رائحة ثيابه.. تذهب إلى زيارة أهل الكرامات والصالحين ترجوهم الهداية إلى طريق ولدها.. ولكن المسلحين وأعضاء الجيش الحر لا يريدون غير انشقاق العميد ع. ت.

الآن، مرّ أكثر من عام على اختطاف الشاب وغيابه عن أهله. المعلومات التي تأتي العميد ع.ت.  دائماً متناقضة؛ مرّة ابنك موجود هنا، ومرّة أخرى ابنك موجود هناك، ومرّة أخيرة ابنك قتل. لكن المعلومات تقول إن قريبه ما زال حياً ويستخدمه المسلحون في حفر الأنفاق!!

حاول المسلحون طيلة الفترة الماضية مساومة العميد ع.ت. بين عدة أشياء، فرفض المساومة؛

ساومَ المسلحون العميد على خيانة شرفه العسكري، فرفض المساومة.

ساوموه على دمّ أخيه الشهيد، فرفض المساومة.

ساوموه على أبوّته وحنانه وفلذة كبده فرفض المساومة.

ساوموه على خيانة سورية فرفض المساومة.

ساوموه على بيع كرامته فرفض المساومة.

العميد ع.ت. أقسمَ ألا يخون قَسَمَه العسكري وشرفه العسكري والوطني!!

العميد ع. ت. أقسمَ ألا يخون دم أخيه الشهيد وتربية أمه الطاهرة له، وتراب الجولان الطيب الغالي!!

العميد ع. ت.  أقسم ألا يخون تراب سورية الغالي وشعبها!!

العميد ع.ت. أقسم ألا يخون نصر سورية وألا يشارك في هزيمتها، لأنه يعتبر أن سورية مقدّسة وفوق الجميع وفوق كل المغريات؛ لأنه يعتبر أن الحفاظ على سورية أكبر المغريات وأقدس الواجبات.

نسيَ المسلحون الخونة أنّ من يفدي سورية بروحه، وأنّ من يعتبر كرامته فوق كلّ شيءٍ يملكه في الوجود وهي من كرامة سورية، وأن الخيانة أبعد ما تكون عنه وعن روحه وضميره، لن يضحّي بكل هذا مقابل أي ثمن أو مال يُقدّم له، أو ضغوط أو تهديدات يواجهها!!

سيّدي العميد.. نرفع لك كلّ آيات التقدير والشكر والاحترام وننحني عند قدميك احتراماً وتقديراً لصبرك ورباطة جأشك، وننحني أمام قداسة مشاعرك ومشاعر زوجتك رهبة وعرفاناً وصلاة لكما ليمدّكما الله بالأمل والصبر والهدوء!!

وننحني خشوعاً عند صدق إيمانك بسورية ونتعلم من صمودك الصبر والصمود، ونستمدّ منك العزيمة والقوة والأمل بالنصر!!

أعرف سيدي العميد أنك لا تعرف شخصياً كاتب هذه الأسطر، ولا تعرف أنه يعرف أصلاً حقيقة ما جرى معك وحدثَ لابنك الغالي، وربما لا تريد منه حتى كتابة هذه القصة لئلا يقلّب المواجع أكثر فاكثر، ولكن حسبنا أن نتعلم منك، كرم العطاء وغلاوة الفداء ومحبة الوطن، فتسمح لنا بنشرها ليتعلم الجميع!!

سيدي العميد: لو لم يكن مضرّاً بأمنك وسلامتك وعائلتك، لا أجمل عندي من نشر القصة كاملة بأسماء الأشخاص الحقيقيين ليتعلّم الجميع محبة الوطن ومحبة أبناء الوطن لبعضهم البعض !!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.