تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الإجراءات الانتقامية ضد حزب الله في الخليج..تنفيذ صارخ لسياسة العداء للمقاومة في المنطقة

 

هل صحيح أن سبب العداء "الخليجي الرسمي" لحزب الله هو تدخل حزب الله العلني في معركة "القصير"، ودعمه للحكومة السورية الشرعية؟ أم هناك أسباب أخرى اضافة لهذا السبب أو الذريعة التي يستخدمها قادة الخليج الرسميون؟

لا شك أن مشاركة حزب الله في معارك بلدة القصير هي أحد الأسباب، ولكن هناك اسباب أخرى لا بدّ من التطرق اليها، وهي أسباب قد تكون باطنية لا يعلن عنها قادة الخليج، بل يبقونها "مستورة" و"سرية" حتى لا يُفضح امرهم أمام العالم.

 

العداء منذ تموز 2006

ظهر هذا العداء جلياً في حرب تموز 2006، عندما وصفت قيادات في السعودية بأن قيام حزب الله باختطاف جنود اسرائيليين هو عمل "مقامر" و"مغامر"، وكادوا الى حد ما أن يدينوه رغم ان اسرائيل شنت حربها الضروس البشعة أملاً منها في القضاء على حزب الله، لكن سير المعارك، وكذلك تعاطف الجماهير العربية مع المقاومة اللبنانية، أجبر هؤلاء على "لحس" تلك التصريحات، ومن ثم نفيها تفادياً للوقوع في مشاكل مع الجماهير العربية.

وهذا العداء يعود إلى عدة أسباب ومنها:-

1.   حزب الله يرفض تمرير اي مشروع اميركي لا في لبنان ولا في العالم العربي، أي أنه ضد السياسة الاميركية.

2.   حزب الله "شيعي"، وضمن مساعي هؤلاء لخلق فتنة دينية، يحاولون اظهار العداء له لايقاع صراع سني شيعي في المنطقة.

3.   حزب الله يتلقى الدعم والتأييد الكامل من ايران، ويقول بكل صراحة انه ينتمي ويأتمر بولاية الفقيه.

4.   علاقة حزب الله مع سورية قوية لأنها السند القوي له في كل مواجهاته "مع اسرائيل"، وهي الداعم له في تحقيق انتصاراته سواء في ايار 2000 أو في حرب تموز عام 2006.

5.   ليست لحزب الله علاقات قوية مع دول الخليج، ويرفض الحصول على فلس منها بعكس الاحزاب اللبنانية الاخرى.

6.   في حال وقوع مواجهة ساخنة مع ايران، فإن حزب الله سيقف الى جانب ايران وكذلك سورية، مع ان امكانية وقوع مثل هذه المواجهة شبه مستحيلة لان القيادة الايرانية تدرك المخططات الاميركية في المنطقة.

7.   لان دول الخليج تنفذ سياسة اميركان وحزب الله معرقل لدورها في تنفيذ هذه المخططات، وبالتالي احراج هؤلاء القادة أمام الاميركيين.

8.   أفشل حزب الله كل محاولات ايقاع فتنة في لبنان، وتصدى للعديد منها، واحتوى كثيراً منها.

 

للصمود السوري دور كبير

لقد سعت بعض دول الخليج الى ضرب سورية منذ زمن بعيد وخاصة بعد احتلال اميركا للعراق، ولكن سورية صمدت. وكانت بداية المؤامرة في عملية اغتيال رفيق الحريري في 14 شباط 2005، وتوجيه اصابع الاتهام بعد لحظات من وقوع العملية الى سورية، مع ان من اغتال الحريري هي جهات معادية لسورية ولكل دول الممانعة والاحزاب المقاومة ومنها حزب الله.

وفشلت محاولة زج سورية في عملية اغتيال الحريري، ولذلك بحثوا عن مدخل آخر، وهو "الربيع العربي" حسب التسمية أو الوصف الاميركي له، وهذا الربيع كان بمثابة مؤامرة كبيرة على سورية. ورغم الاموال الطائلة وكميات السلاح الكبيرة التي ضخت "للمجاهدين" أو "الارهابيين" و"المسلحين" في سورية إلا أن الدولة صمدت وسقط هذا الرهان. وتدخل حزب الله في الوقوف العلني الى جانب الحكومة أو الدولة السورية، ومنع "المسلحين" الممولين من دول الخليج من تحقيق أهدافهم، بل سحقهم مع الجيش العربي السوري، وقد منعهم حزب الله من الانتقال الى الساحة اللبنانية، وانقذ لبنان من الوقوع في جهنم المعارك الداخلية، حتى ان عملية الشيخ أحمد الاسير فشلت، على يد الجيش اللبناني، كما فشلت محاولات ادخال طرابلس في اتون نار المعارك في سورية.

الصمود السوري لعب دوراً كبيراً في استفزاز قادة الخليج، واثار غضبهم لأنهم فشلوا في أن يكونوا أدوات ناجحة في اليد الاميركية، بل أكدوا أنهم أدوات فاشلة وبامتياز.

 

اجراءات انتقامية بشعة

لقد اتخذت القيادات الخليجية عدة قرارات انتقامية بشعة ضد حزب الله ومن بينها اعتبار هذا الحزب، منظمة ارهابية، وقراراتهم هي نسخة للقرارات الاوروبية والاميركية، بيد أن الاخيرة اعتبرت "الجناح العسكري" لحزب الله منظمة ارهابية وليس كل الحزب. وقررت دول الخليج مضايقة كل لبناني يشك به أنه ينتمي الى حزب الله، او يعاضده معنوياً أو فكرياً، كما وُضعت قرارات تمنع تحويل أموال هؤلاء العاملين في الخليج الى لبنان والحجز على بعض الحسابات.

هذه القرارات كلها لا مبرر لها، وهي انتقامية ضد "ايران" أولاً وأخيراً، وهي ممالقة الى حد كبير للسياسة الاميركية التي قد تتغير تجاه ايران، وبدأت بالفعل، وحينها سيكون هؤلاء القادة في حالة احراج كبيرة. وسيكون الاحراج الاكبر عندما تنتهي الأزمة في سورية، وتقوم الدولة السورية بابعاد المسلحين الى الدول التي أتوا منها. وهذا بحد ذاته لن يحرج قادة الخليج فقط، بل انه سيضعهم في وضع صعب في مواجهة هؤلاء المسلحين الذي تعودوا على ثقافة القتل والارهاب، وسيمارسونها في هذه الدول التي عادوا اليها.

لقد أخطأ قادة الخليج في اتخاذ هذه القرارات العدائية ضد "حزب الله" إذ أن هذه القرارات تفسر على أنها ضد المقاومة، وبالتالي تخدم "اسرائيل" و"اميركا"، وهي على المدى البعيد ضد شعب الخليج الذي يؤمن بالعروبة ويتمسك بها، وهو وطني الى حد كبير بعكس قادته، وهذا يعني أن هؤلاء القادة سيواجهون اعصاراً شعبياً كبيراً في مرحلة لاحقة اذا استمر العداء الخليجي الرسمي لحزب الله وللمقاومة في العالم العربي!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.