تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تنفيس الإحباط السعودي!!

مصدر الصورة
SNS

                                                                                                                              17/10/2013

طوال الثلاثين شهراً الماضية، عمر الأزمة السورية، درج الإعلام السعودي المباشر ومن يعمل في فلكه على تأكيد أمور معينة للضغط على سورية وقيادتها وجيشها وشعبها، وأهمها؛ أن الأصدقاء (وفي مقدمتهم روسيا وإيران والمقاومة) سيتخلون عن سورية، وأن الجيش العربي السوري يحارب وحده وسيتفكك، وأن القيادة السورية ستتخلى عن قيادة البلاد وترحل، وأن الغرب بقيادة أمريكا لن يتخلى عن المعارضة السورية التي يسميها هذا الإعلام بالثوار؟؟

الآن ماذا يحصل وكيف يتحدث الإعلام السعودي الناطق باسم القيادة السعودية الكافرة، بعد الصمود الأسطوري للقيادة السورية وحلفائها واندحار المسلحين الذين أرسلتهم لتخريب سورية وبعد انقلاب المواقف لجهة فهم الحقيقة وتكريس الانتصار السوري:

عنونت الوطن السعودية اليوم الخميس(17/10/2013) افتتاحيتها بالقول: "سورية.. النظام وحده هو المنتصر"، وكأن هذا النظام قادم من المريخ أو كوكب الزهرة!! لم تجب الصحيفة كيف ينتصر النظام "وحده" بدون جيش قوي يدافع عنه وشعب عريض يقف خلفه وقيادة صلبة تملك رؤية إستراتيجية واضحة تؤمن بها وتعرف كيف تطبقها؟ وكيف ينتصر النظام وحده دون حلفاء دوليين حقيقيين يساندونه خدمة لمصلحة سورية ومصالحهم؟ الصحيفة السعودية البائسة حمّلت هؤلاء الحلفاء مسؤولية حماية النظام، ونسيت أنها كانت تراهن على تغيير مواقفهم وتخليهم عنه وعن سورية؟!

لكن الطامة الكبرى والمثيرة للسخرية أن تتحدث الصحيفة السعودية عن "تخاذل المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة". في بداية الأزمة كان الرهان على الموقف الأمريكي في ضرب سورية!! لم ولن يحدث ذلك، والذين راهنوا على هذا الخيار خسروا وفشلوا، لأنهم قصيري نظر وأغبياء؛ لأنهم لم يشاهدوا ولم يعوا انتهاء القطبية الأحادية وبروز روسيا وغيرها في إعلان نظام دولي جديد متعدد الأقطاب؛ ولأن أغبياء السعودية وعلى راسهم بندر والفيصل، ظنوا أنهم يستطيعون تهديد روسيا أو إيران وابتزازهما... فكان أن تخلت الولايات المتحدة عنهم ورمتهم كأوراق الخريف الصفراء. لماذا تسألهم واشنطن، لماذا تخبرهم بما يجري، لماذا عليها القول لهم أي شيء، لماذا تسمَعهم؛ هم موظفون ينفّذون أوامرها فقط وانتهى الأمر!!

وهذا الكلام عبّرت عنه افتتاحية القدس العربي، اليوم(17/10/2013)، عندما أكدت الصحيفة ذات التوجه القطري بشكل أكثر جرأة أن دول الخليج شعرت بالعزلة إزاء التقارب الايراني مع الغرب وأنه "في حين تراقب التنسيق بين روسيا وإيران في الأزمة السورية، تشعر دول الخليج بالتحفظ باكتفاء واشنطن بالتنسيق مع إسرائيل من دون إظهار أي اهتمام بالدور الخليجي بالأزمة السورية"، خاصة وأن دول الخليج "مستبعدة من المفاوضات السرية" وهو ما استدعى احتجاج سعود الفيصل وعدم القائه خطاب المملكة في الامم المتحدة.

نموذج آخر عن الإحباط السعودي أعلنه الصحافي السعودي عبد الرحمن الراشــد في الشرق الأوسط السعودية اليوم أيضاً؛ "أنه إذا كانت هناك مبررات عديدة لعجزنا السياسي والعسكري عن وقف المأساة، من إسقاط للنظام إلى تأمين حماية دولية، فإنه لا يوجد مبرر مقبول حتى لا نقدم الأردية والأغطية والأدوية والأغذية"!! ذكّرني مقال الراشد اليوم ببطانيات النائب اللبناني عقاب صقر؛ لمن لا يعرف، كان الراشد وحتى أيام قليلة خلت يحدد المواعيد لرحيل الرئيس بشار الأسد وسقوط سورية ويرفع العصا الأمريكية ويهدد بها ويدعو إلى تسليح الإرهابيين في سورية!! لكنه وبعد الكف الأمريكي له ولقيادته لم يعد يعتبر أن "المهمة الأهم محاربة النظام بدعم المقاتلين على جبهات متعددة، بل دعم الشعب السوري". وبعدما كان الراشد يتحدث عن المجتمع الدولي المؤيد له ولبلاده وعن الجامعة العربية والموقف العربي، رأى أن على الحكومات العربية التي وقفت مع الشعب السوري منذ البداية، "وهي قليلة على أي حال"، فتح المجال للعمل الإنساني الإغاثي. إذن تعترف أنكم كنتم تكذبون أيها الراشد إلى الضلال والتخريب والقتل وسفك الدماء، ؟!! وأخيراً، وأبعد من كل ذلك، ينفض الراشد يده ممن كان يسميهم "الثوار" وينفخ في رؤوسهم الفارغة، ويتركهم وحدهم ليقتلعوا أشواكهم بأيديهم بعدما أصبحوا عبئاً عليه وعلى بلاده كما يحصل في كل مرّة حيث تكون نهاية الخونة والجواسيس؛ "لأننا لن نحارب عنهم، ولن نضحي بأبنائنا نيابة عن أبنائهم"؛ يقول بالمختصر: اذهبوا وقاتلوا وحدكم إننا هنا قاعدون.

أما في صحيفة الحياة، التي تمولها السعودية وتستأجر كتاباً لها، فقد اعتبر عبدالوهاب بدرخان اليوم الخميس أيضاً أن موعد مؤتمر «جنيف 2» في تشرين الثاني القادم، هو موعد مبدئي، لسببين على الأقل: "الأول، لأن صيغة الحل التي يطرحها النظام وتؤيدها روسيا وإيران (وقد تحبذها الولايات المتحدة بعد تراخي شروطها) تبدو مسبقاً وصفة لفشل ذريع سريع. والثاني، لأن تمثيل المعارضة يستلزم وقتاً لتفكيك تعقيداته". إذن التحالف الدولي الجديد يضم إلى جانب روسيا وإيران، الولايات المتحدة، هل هذا الذي كنتم الذي تتحدثون عنه؟! هل خدعتكم الولايات المتحدة، هل استخدمت غباءكم أنتم ومن ظنوا أنهم ثوار، هذه مشكلتكم، ولا يهمنا حلّها، ولكن لا تُنظّروا عليننا بعد الآن في العلاقات الدولية وتنصحوا بما يجب أن يكون وألا يكون!! والأهم ألا تتحدثوا باسم الشعب العربي السوري. فرغم خيبتك وأصحابك، حضرة بدرخان بيك، تصرّ أنه "أياً تكن الظروف، فلا مصلحة للشعب السوري في «جنيف 2» طالما أنه سـيكرّس الاهانة التي تحمّلها ورفضها طوال خمسين عاماً. حقاً إنها وقاحة؛ فمن خوّلك الحديث عن الشعب السوري وباسمه وعما يريد وعما لا يريد، وأنت مرتزق مماليء، وكاتب بقلم أصفر في بلاط الملوك؟ والأهم كيف تسمح لنفسك بتحديد مصلحة الشعب السوري، وأنت وأسيادك لا تعرفون باعترافكم، مصالحكم؟! حقاً هزلت!!

لن يقلل من حجم الانتصار السوري هذا التنفيس السعودي الغبي، ولن يقلل منه أيضاً أن ينسب للنظام السوري وحده: فالشعب العربي السوري هو مصدر قوة الجيش العربي السوري وحاضنه، وهو مصدر قوة هذا النظام وصانعه ومصدر صموده ، ومن هذا الشعب يستمد الرئيس السوري عزيمته وثباته: خسئتم موتوا في غيظكم!!

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.