تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الحَرد السعودي.. إثبات العجز والإفلاس!!

مصدر الصورة
SNS

                                                                                                                                   18/10/2013

آخر اختراعات القيادة السعودية الاعتذار عن العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن. هذا السلوك يعبر عن عجز فاضح وهروب من تحمّل المسؤوليات، والأعذار التي ذكرها بيان الخارجية السعودية، بغض النظر عن تفاصيلها وصدقها أو كذبها، هي مدعاة ومبررات لقبول العضوية وليس لرفضها.

فالملاحظة الأولى أن الموقف السعودي يعني تكبيل السياسة الخارجية السعودية وإبعادها عن الفعالية والانتشار والاستثمار الدبلوماسي، لأن من يريد أن يعمل لا يتهرب من المسؤوليات ولا يقاطع المحافل الدولية، ولأن رفض العضوية لن يغّير من حقيقة الأمر شيئاً؛ فلا مجلس الأمن سينهار ويتداعى ولا القضايا التي تحدث عنها بيان الخارجية السعودية سوف يحلّها أو يؤثر فيها "الحَرد" السعودي. ونحن نفهم الموقف السعودي الذي بدأت تباشيره من خلال رفض وزير الخارجية السعودي غير المتوازن سعود الفيصل إلقاء أو توزيع كلمة السعودية في الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أسبوعين. والحقيقة أن كل القضايا التي ذكرها بيان الخارجية السعودية لتبرير رفض العضوية، لا علاقة لها بهذا الرفض؛ السبب الحقيقي هو شعور القيادة السعودية بالعجز وإدراكها لإفلاس سياستها الداخلية والخارجية.

في الداخل السعودي أصبح الشعب السعودي يدرك أنه بات متأخراً عن شعوب العالم عشرات السنوات في كل شيء، في المجتمع والاقتصاد والدين والمعاملة وتطوير المرأة والحريات العامة والديمقراطية وكل مناحي الحياة؛ حدّث ولا حرج، والسبب هو سياسة آل سعود الفاشلة والفاسدة؛. والقيادة السعودية باتت تدرك هذا الوعي الموجود عند المواطن السعودي وتخشاه، ولكنها عاجزة وغير قادرة على التصرف والتجديد والانتقال إلى المصاف التي يستحقها هذا الشعب الطيب وتحقيق آماله وطموحاته.

وفي السياسة الخارجية، اتضح الارتباك السعودي بشكل جلي وفاضح بعد الاتفاق الروسي- الأمريكي بشأن السلاح الكيماوي السوري؛ كانت القيادة السعودية كعادتها، تراهن على شراء مواقف روسيا والولايات المتحدة بأموالها النفطية وكأنها تشتري أو تبيع خالد مشعل أو سعد الحريري أو سمير جعجع أو وليد جنبلاط ؛ قصر النظر هذا لا يفيد بندر بن سلطان أو سعود الفيصل في العلاقات الدولية ولا في التعامل مع القوى العظمى التي تبني سياسات دولية إستراتيجية خاصة بها تحفظ لها مصالحها لعشرات السنين.

بعد الاتفاق الأمريكي ـ الروسي والانفراج في العلاقات الأمريكية ـ الإيرانية والبريطانية ـ الإيرانية، ارتبكت السعودية بشكل كبير، إذ شعرت أنها وللمرة الأولى ربما تكون خارج حماية المظلة الأمريكية أو أية مظلة غيرها ؛ فهمت السعودية أنها بقيت وحدها تحصد الهواء والفشل ؛ فشلٌ في صناعة وتصدير الإرهابيين التكفيريين ؛ فشلٌ في اليمن من خلال طرد /200/ ألف عامل  يمني من المملكة ؛ فشلٌ في البحرين عندما وقفت ضد الشعب البحريني لحماية ملك البحرين، وكأنه مثال الديمقراطية والحريات ؛ فشلٌ في العراق وسورية باستخدام الإرهابيين والمسلحين والأموال السعودية لتدمير هذين البلدين وقتل شعبيهما باسم المساعدات ؛ فشلٌ في لبنان عبر تمويل الحركات المتطرفة ومنع تشكيل الحكومة اللبنانية وشلّ الحياة السياسية في هذا البلد ، وفشلٌ في إقامة علاقات طيبة مع إيران وروسيا وكأن هذين البلدين في القطب المتجمد الجنوبي وليسا على كتف الشرق الأوسط!!

هذا الفشل يعني بالطبع أن السعودية ستدفع ثمن نهجها ومواقفها التخريبية في اليمن والبحرين والعراق وسورية ولبنان ، وثمن سياساتها ضد إيران وروسيا، والآن، ومن جديد، ثمن مواجهتها سياسات حليفتها المزمنة الولايات المتحدة الأمريكية في مصر وغيرها. وهذا القصور في السياسة الداخلية والخارجية السعودية يشرح لنا حقيقة رفض السعودية قبول العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولية ؛ فهي غير قادرة على مجاراة المواقف الدولية أو التأثير فيها ولذلك اختارت التهرب من تحمّل المسؤوليات كأفضل وسيلة للهروب إلى الأمام.

ولتفنيد بيان الرفض السعودي لعضوية مجلس الأمن فإننا ؛ لم نسمع من قبل عن حملة سعودية لإصلاح مجلس الأمن ولا حتى مطالبة بذلك ؛ ولم نسمع عن حملة سعودية لنصرة القضية الفلسطينية أو تحرير فلسطين ، وتاريخياً، دفعت السعودية لحديقة الحيوانات في لندن أكثر مما دفعت لنصرة القضية الفلسطينية وحماية الأقصى ؛ ولم تقد المملكة يوماً حملة لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل ولاسيما ضد إسرائيل التي تمتلك السلاح النووي!! الحملة الكبيرة التي تقودها القيادة السعودية منذ أعوام هي ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية بهدف جعلها العدو الأول للعرب بدل إسرائيل وبناء على طلب إسرائيلي وتناغم مع سياسة إسرائيل المعلنة، والحملة الأخرى هي ضد سورية وشعبها واستقرارها وحضارتها، في سياسة رعناء جاهلة، تهدد السلام والأمن الإقليميين. وبذلك تكون القيادة السعودية ــ في مخالفة صريحة لروح الإسلام الذي تدعي حمايته وتتحدث باسمه ــ  نموذجاً صارخاً للنفاق والكذب وازدواجية المعايير التي تتحدث عنها.

لقد أصبحت القيادة السعودية خطراً على الشعب العربي في السعودية وفي الخليج العربي واليمن والعراق سورية والإقليم كله.. وحان لها أن ترحل لتبدأ المملكة رحلة البحث عن الذات وبناء المستقبل، بدل البقاء في ثوب العائلة الضيق المتخلف.. إنها الخطوة الأولى للتغيير.. وننتظر ونتوقع المزيد!!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.